بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم :  001074                    التاريخ : 2محرم 1425 هـ

السؤال :  سمعت أحد الأشاعرة يقول : إذا كان الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فإذا كان نصف الأرض ليل ونصفه الآخر نهار فكيف ذلك ؟

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

إن الكيفية يعلمها الله عز وجل نحن نثبت لله الصفة ولا نسأل عن الكيفية ولا نبحث عنها وليس من وراءها فائدة لنا، نحن نؤمن بما ذكر الله عز وجل  وما ذكره رسول الله r ،أما الكيفية نكلها لله عز وجل لا يعلمها إلا الله نعم نقول أن الله ينزل بما يليق بجلاله ،المهم عندنا أنه ينزل في الثلث الأخير في هذا الوقت عندنا وينزل عندهم وعند هؤلاء الذين وقتهم غير وقتنا ينزل أيضاً، فإذا قيل أن معنى ذلك أنه نازل طوال الوقت ، قلنا لا يمنع من ذلك شي ، المهم أنه عندنا لا ينزل الا قي الثلث الأخير ، أما بقية اليوم فلا ينزل عندنا ، لا ينزل في السماء الدنيا بالنسبة لنا في هذا الوقت لان النزول كما قلت لا نستطيع أن نعرف كيفيته، وأن الإشكال الذي وقعوا فيه هؤلاء الناس كما ذكر أهل العلم أنهم وقعوا أولا في التشبيه فلما وقعوا في التشبيه فروا إلى التعطيل والنفي ، لأنهم تخيلوا أن النزول مثل نزول البشر ، وأن النزول يستوجب الانتقال من مكان إلى مكان آخر ، وأنه يحل في هذا المكان وأنه مرتبط بالأوقات وأنه مرتبط بمكان دون الآخر ، فتصوروا أن الله عز وجل كما يتصور الشخص مخلوقا من المخلوقات وهذا ضلال شديد فالذي يعطل غالبا يقع في نفسه التشبيه أولا ، وأما الذي لا يقع في نفسه التشبيه فإنه يقول : نزول يليق بجلاله فنحن لا ندري كيفية نزول الله ولكن نثبت الصفة التي أثبتها الله عز وجل لنفسه والعبرة بلازم هذه الصفة فلو أنشغل الناس بلازم هذه الصفة وهو العبرة التي من أجلها ذكر هذا الحديث لكان أولى لهم فينشغلوا بالعبادة في هذا الوقت وذكر الله والصلاة في هذا الوقت ويتركوا الكيفية التي ينزل بها لكان أولى وأفضل

 

والله تعالى أعلم .