بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم: 000239                     التاريخ: 2 محرم 25

السؤال: - لماذا منع التبني في الإسلام؟

- قال الله تعالى: " ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله " مع أنه كان قبل الإسلام متبني زيد بن حارثة؟

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

نحن لا نناقش الشريعة فيم تشرع نحن نناقش أصل التشريع فإذا جاء الشخص وأراد أن يعرف الحق فإنه يبحث عن حقيقة هذه الديانة فإذا كانت هذه الديانة صحيحة وهذه الأوامر جاءت عن الله عز وجل فلا نتعب أنفسنا بالبحث لماذا منع هذا؟ ولماذا أمر بذلك؟ فممكن أن يقول شخص لماذا منع الخنزير؟ ولماذا منع الخمر؟ ولماذا منع التبرج؟ ولماذا منع لباس الحرير؟ ولماذا أمر بالصلاة ؟ ولماذا أمر ببر الوالدين؟ إلى غير ذلك.... فنجلس نسأل لماذا أمر الله بكذا؟ ولماذا نهى عن كذا؟ ولا شك يوجد حكما عاليا وفوائد للأمة من خلال الأوامر والنواهي ولكن لا نبحث هذه الأمور حتى نقتنع بصحة الأمر أو بصحة النهي وإنما من باب حمد الله على نعمته وعلى فضله ومما ذكر أهل العلم من حكمة منع التبني في الإسلام ولماذا منع؟ فالذي جاء به مصرحا في كتاب الله عز وجل: ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم "

فالرجل الذي يتبنى طفلا أبوه معروف فبأي حق ينسب هذا الطفل لشخص أجنبي عنه وأبوه موجود فلأجل هذا فالأحق والأولى أن ينسب إلى أبيه الحقيقي وأما لا يقصد الإسلام معنى التبني بمعنى الرعاية وبمعنى القيام بشئون الشخص بل إن الإسلام حث على ذلك وحث على رعاية الأيتام والإحسان إليهم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل البيوت التي فيه اليتيم ولكن هذا اليتيم إنما ينسب لوالده ولا ينسب لشخص آخر وهناك أمور كانت في الجاهلية وهو يعتبر الشخص ابنا حقيقيا أو مثل الابن الحقيقي للشخص المتبني فتضيع الحرمات، رجل أجنبي يتكشف عليه النساء  لا يحل له أن ينظر إليهن، ويحرم عليه أن يتجوز من نساء يجوز منهن فالإسلام منع ذلك وأبقى الرعاية والتفضل والحمد لله.

- هذه الآية هي الذي توافق الحق الذي ذكرناه الآن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أبا لأحد من الرجال وأنت تقول كان متبنيا زيد بن حارثة أنت قلت ابن حارثة يعني أبوه حارثة وليس النبي صلى الله عليه وسلم ولأجل هذا الكلام واضح لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أبا لأحد من هؤلاء الرجال إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم برعايته وليس أبا حقيقيا أو شرعيا له وإنما ينسب له في الجاهلية على عادتهم وهذا الذي نهى عنه الإسلام لأنه لا معنى له فكيف يقال فلان ابن فلان وهو لم يخلق من نطفته وأبوه معروف.

والله تعالى أعلم .