ما غردت به عن الشيخ عبد الكريم الحميد

 

******

إن آل سعود عليهم من الله ما يستحقون كأنهم ينظرون في الناس فينتقون خيرهم إما علما وفقها وإما أدبا وفضلا وإما زهدا وتعبدا وإما شجاعة وإقداما ليزجوا بهم في معتقلاتهم
ضيف حلقتنا اليوم رجل هو قبلة للعلماء والوجهاء والفضلاء يكاد الناس يتبركون بزيارته لو جاز التبرك 
يقول عنه العرفج في مقالة طويلة : اعلم أنّه في الوقت الذي يتهافت فيه طلبة العلم ورجالاته على قصور الكبراء والوزراء، فإنّ الشّيخ يستعصم بعيدًا عن ذلك، بل يحصل العكس من ذلك تمامًا حيث يسعى إليه القوم فيستقبلهم أحيانًا، وفي أخرى يعتذر ويرفض،
انظر المقالة كاملة باسم أزهد طالب علم بالمملكة


http://www.burnews.com/articles-action-show-id-3941.htm

وما أذكره هنا مأخوذ جله من ترجمة كتبها بعض محبيه وتلاميذه هذا رابطها 

http://t.co/MboHJfMhLd

: وزواره كثر وكلهم يشهدون له بالعلم والعمل ومنهم 

الشيخ / البراك ، عبد الله السعـد ، عبد الكريم الخضير . 
عبد الله الجلالي ، حمد الريس 
محمد المحيسني . علي الخضير ناصر الفهد . 
بشر البشر وغيرهم والمؤرخ / إبراهيم بن عبيد والكاتب العرفج 
ومن الأمراء 
. الأمير / فيصل بن عبد الله آل سعود
الذي أصر على زيارته على الرغم من رفض الشيخ دخول الحرس وطلب من الشيخ أن يدعو له
ومن لم يتمكن من زيارته يُثني عليه وعلى جهوده خيراً كثيراً كسليمان العلوان و العقلاء ، والشيخ ابن باز - الذي كان يوصي بعض الاخوة إذا زاروا بريدة أن يُبلغوه سلامه حيث كانت بينه وبينه مراسلات في بعض الأمور 
شيخنا اليوم هو العابد الزاهد الذي يضرب بزهده الأمثال قال فيه العرفج : وينحدر الشّيخ من بيوتات بريدة التي توصف بالنّعمة وبحبوحة العيش، لذا لم يكن الشّيخ مكرهًا على الزهد من باب الفقر والإملاق، ولم يكن كذلك صيامه صيامًا اضطراريًّا على خلفيّة الجوع الإجباري، بل هو زاهد عميق التّطبيق، قويّ المضمون، تتزحزح الجبال الشُّمّ ولا يتزحزح
هو فضيلة الشيخ ( أبو محمد ) عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد
الذي شهد له خلائق بالزهد والتقوى والورع
ولد عام 1362 طلب العلم في المعهد العلمي ببريدة وصحب مشايخ أجلاء استفاد منهم مثل الشيخ محمد الصالح المطوع وصالح السكيتي وصالح البليهي وفهد العبيد 
ولم يسافر إلى أمريكا كما يشاع بل لم يستخرج جواز سفر قط 
ولده الأصغر ولد له وهو سجين كما أنه تزوج من أشهر أسيرة لدى السعودية الداعية هيلة القصير منتصف عام 2010
أول سجنه عام 1407 لحديثه في بعض الأمور السياسية ثم أفرج عنه بعد عدة أسابيع ومنع من الخطابة والدروس والتأليف 
* ولفضيلة الشيخ أكثر من مائة وثلاثين مؤلفاً كلها دون استثناء في دين الله تعالى وأحكامه ومسائله والدعوة إليه والدفاع عنه منها
إلجام الأقلام عن التعرض للأئمة الأعلام
الإتحاف بعقيدة الأسلاف والتحذير من جهمية ' السقاف
إنارة الدرب لما في تفسير " سيد قطب " من آثار الغرب .
الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار
' الأدب ' بين زخارف الأقوال وعبودية ذي الجلال
وغيرها كثير
وله ديوان شعري مخطوط وفيه العشرات من القصائد والمنظومات والالآف المؤلفة من الأبيات التي أوقفها على خدمة الدين والدعوة إليه والدفاع عنه
.. 

والشيخ بزهده العجيب - الذي استمر عليه حتى اليوم قريباً من ( ثلاثين ) عاماً لم يتزحزح عنه قيد أنملة - يستحق أن يُلقب وبجدارة بـ [ زاهد العصر ] .. 

مع العلم أن فضيلته بزهده ذاك لم يكن ليكون عن تحريم إطلاقاً ؛ ولا يخفى ذلك على أحدٍ إلا جاهل أو مُغْرِض 

هذا ما رضيه الشيخ لنفسه وأهله من حطام الدنيا في عصر العولمة 

وللشيخ مراسلات كثيرة مع أهل العلم حول المسائل التي له قول فيها مخالف وله مكاتبات بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للمسئولين وغيرهم 
وله رسالة لهيئة كبار العلماء يدعوهم فيها للمباهلة حول مسألة من المسائل هذا رابطها :
http://filaty.com/f/809/11668/moba.pdf.html

http://www.furk.net/moba.pdf.html

وللعلماء كتابات تثني عليه وعلى علمه وتحث على الاستفادة منه ومن ذلك ما كتبه حمود العقلا وفيه :
نحث الشباب وطلبة العلم أن يُكثروا من الاستفادة من عِلم الشيخ ومن كتبه وبحوثه ، وأن يلتزموا حَلْقَتَه ودَرْسَه إذ فيها نفع عظيم

والشيخ وإن كان له آراء يراها كثيرون متشددة وهو في الغالب مسبوق بها فهذا ديدن كثير من أهل العلم حتى الأئمة الأكابر فهل ياترى يكون هذا مسوغا لهدم مسجده وتسويته بالأرض وهو بيت من بيوت الله ؟
وهل يكون هذا مسوغا لاعتقاله وحرمانه حقه في الحرية والحياة وقد تركها لهم بقضها وقضيضها ؟
وهل يكون هذا مسوغا لاختطاف أولاده منه بحجة عدم إحسانه التربية في حين يترك أولاد المومسات والفنانات وأهل المخدرات والقتلة والأفاكين تحت رعاية والديهم ؟
انظروا إلى المسجد الذي كان كل ليلة يتكلم فيه الشيخ ويحضره قريبٌ من الألْفِ من المُصَلين ,المسجد الذي طالما ذب فيه عن دين الله

وانظروا إلى فرحة أتباع مدعي المهدية اللحيدي الدجال الذي باهله الشيخ في مسجده ذاك بهدم المسجد والشياطين بعضهم أولياء بعض

طائرة عمودية وجنود لا تحصى مدججة بالسلاح وسيارات عسكرية وحظر للتجوال وانتهار للأهالي من نساء وأطفال كل ذلك لهدم بيت من بيوت الله أقض مضاجع أصحاب الغواني .
مشهد من الحادثة جدال وصياح بين ضابط مجرم وبين صاحب الجرافة المأمور بهدم المسجد يعقبه انصراف صاحب الجرافة الذي خاف عقوبة الله له العاجلة أو الآجلة لو هدم بيتا يذكر فيه اسم الله كثيرا فماذا حدث ياترى ؟
أتى شياطين آل سعود بأحد أوليائهم : رجل هندوسي وتمتعوا بالنظر إليه وهو يسوي بيت الله يالأرض ويهدم أعمدته المتواضعة التي طالما صلي إليها لله وحده .
انظروا وابكوا على أطلال بيت الله الذي أمر أن يرفع وأن يطهر ويطيب كيف صار من خدام الحرمين

 

زفراتٌ من ألم ، وعبراتٌ من حنين ، قصيدة الشيخ حينما فُجع بهدم مسجده ..
هذه صورتها 

وهذا رابطها :..!!
http://www.shawati.com/vb/showthread.php?t=11133

وهذه صورتها

 

وأخيرا :
هذه صفحة غير رسمية عملها محبوه له على الفيس
https://www.facebook.com/pages/عبد-الكريم-بن-صالح-الحميد/153764654713401


وهذه صفحة عملها محبوه له على تويتر
https://twitter.com/zohd_homaid

وهذه صفحته على صيد الفوائد 
http://www.saaid.net/Doat/alhomaid/

اللهم فك أسر الشيخ العلم الزاهد وفك أسر الداعية المظلومة وسائر الأسرى في سجن هؤلاء الظلمة ونختتم ببيتين للشيخ حفظه الله قالهما في حق أسر كوبا وغيرهم :


يا ربّ أسرى المسلمينَ تولهُـمْ *** *** برعايةٍ وعـنـايةٍ وأمـانِ


يا ربّ فرّج كربَهم وهمومَهُــمْ *** *** أنتَ الرجـا لإغاثـة اللهفــانِ

 

 

 

اعتذار : ما هنا منقول فأعتذر عن الأخطاء فليس لدي وقت للتعديل

 

 

نبذة مختصرة عن الشيخ العلامة / عبدالكريم بن صالح الحميد . #السعودية #أطلقوا_العلامة_عبدالكريم_الحميد

ترجمة مختصرة لفضيلة الشيخ / عبد الكريم بن صالح الحميد

 

* هو فضيلة الشيخ ( أبو محمد ) عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد - حفظه الله - ، عالِم عامل صالح جليل ، وقد وُلد في حيِّ " الجنوب " في " بريدة " - عاصمة القصيم - عام 1362هـ ، وهو من قبيلة بني خالد ، ومتزوِّج وله ( 3 ) أبناء ، و ( 3 ) بنات ، وأصغر أبنائه ( عبد اللطيف ) وقد وُلِدَ في أواخر شهر شعبان ووالده الشيخ في السجن عام 1425هـ .. * وقد طلب الشيخ العِلمَ على مشايخ أجلاء كرام من أمثال فضيلة الشيخ / محمد الصالح المطوع ( متوفى عام 1399 هـ - ولازمه الشيخ قريباً من سنتين ملازمة تامة - ) ، والشيخ / صالح البليهي ( متوفى عام 1410هـ ) ، والشيخ / صالح السكيتي ، والشيخ / فهد العبيد ( متوفى عام 1422هـ - ولازمه الشيخ 10 سنوات - ) ، وآخرين .. * وللمعلومية فإن الشيخ لم يسافر لأمريكا بتاتاً لأنه يُشاع عنه كثيراً بأنه سبق له السفر إلى تلك البلاد وعاد منها زاهداً بالدنيا بعدما أصيب بنتجية عكسية لما شاهده هناك من مظاهر الحضارة ! ، وهذا غير صحيح إطلاقاً .. بل زهده جاء بتوفيق الله أولاً ثم بعكوفه على كتب السلف وطلب العلم على علماء مشهورين بالعلم والزهد واستفاد منهم واقعاً حتى صار بذلك يتشبه بحياة السلف وحياة خير القرون .. * وقد أصبح الشيخ في زهده العظيم العجيب في هذه الدنيا وملذاتها وشهواتها أشهر من نار على عَلَم لا سيما وأنه تركها عن غِنى وليس عن فقر حيث هو من عائلة ثرية مشهورة في ( بريدة ) بثرائها وَغِنَاها ، فهو يعيش في حي ( الخبيبية ) - غرب بريدة - في بيت طيني متواضع ليس فيه من مقومات الحضارة شيء ألبتة ، فهو لا يركب السيارات ولا يستعمل الكهرباء ولا حتى الغاز للطبخ ولا للإنارة ! ، بل يركب الخيل - ولكنه لا يركبه الآن لكبر سنه ولأن الله هيء له من الشباب من يتسابقون إلى خدمته - ، ويستعمل السراج ، ويطبخ على الحطَب ، ولا يستعمل من العملات إلا الحديد " ريال الحديد السعودي المعروف " لأنها خالية من الصور .. وهو بذلك يرجو أن يكون في حياته متشبهاً بما كانت عليه حياة أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والمرسلين وخير القرون من الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم ورحمهم رحمة واسعة - حيث كانت حياتهم بسيطة لم يظهر فيها شيء من مظاهر الحضارة الغربية المعاصرة التي بسطت اليوم نفوذها من كهرباء وسيارات ونحوها على جميع بلاد المسلمين ..

صورة للمنزل الطيني المتواضع الذي يسكنه الشيخ وعائلته الآن

* وحينما تخرَّج الشيخ من المعهد العلمي في بريدة في مُنتصف العقد التاسع من القرن الماضي - أي في عام 1385هـ تقريباً - أصبح مدرساً في ( أرامكو ) في المنطقة الشرقية ، ومكَث أربع سنوات على ذلك تقريباً ، وإبَّان تدريسه في ( أرامكو ) في الفترة الصباحية كان في الفترة المسائية يدرس اللغتين " الانجليزية " و " الفرنسية " ، وقد أخبرني أنه قطع في تعلمها شوطاً طويلاً حتى قرب من إتقانهما قبل أن يترك ( أرامكو ) ويتجه لمسقط رأسه بريدة في عام 1390هـ تقريباً وَيُصبح أشهر زهادها ومن أشهر علمائها العاملين الذين لا يَكَلُّون ولاَ يَمَلُّون من نصرة الدين والاسلام والمسلمين ..
والشيخ لم يسلم من الشائعات شأنه في ذلك شأن غيره من الصادقين مع الله في تحري السنة ولزوم المنهج النبوي حتى في العادات ، فإنَّ مَن كان صادِقاً مع ربه في سلوك ذلك فليوطن نفسه على تحمل ما يشاع عنه من الأباطيل والشائعات الكاذبة المغرضة ، وحسبك أن الجنة محفوفة بالمكاره والطرق الموصلة إليها ليست مفروشة بالورود ! ..
*
والشيخ بزهده العجيب - الذي استمر عليه حتى اليوم قريباً من ( ثلاثين ) عاماً لم يتزحزح عنه قيد أنملة - يستحق أن يُلقب وبجدارة بـ [ زاهد العصر ] ..
مع العلم أن فضيلته بزهده ذاك لم يكن ليكون عن تحريم إطلاقاً ؛ وأعتقد أن ذلك لا يخفى على أحدٍ إلا جاهل أو مُغْرِض ، وإنما الشيخ له سَلَفٌ عظيم في الزهد بالمباحات والورع بالشبهات ، وهو حينما زهد بتلك المباحات من أمثال الكهرباء والسيارات - الْمُجْمَع بين المسلمين على إباحتها - فإنه لم يفرض ذلك على أحدٍ أو يدعو إليه ، بل رضيه لنفسه وهو في راحة تامة وسعادة غامرة في حياته الخالية من جميع مقومات الحضارة على خلاف ما يظنه البعض بأنه قد شقَّ على نفسه وشدَّدَ عليها ! ، وأنا حينما قلت عنه بأنه في راحة تامة وسعادة كبيرة من وَضْعِه الزهدي فإنما أقوله عن شيء لَمسته فيه عن كثب وعرفته عنه بشكل مباشر حتى عَلِمْت يقيناً أن السعادة الحقيقية ليست بوفرة المأكل والمشرب والمركب والزوجة والمال والولد ونحو ذلك من متاع الدنيا وإنما هي سعادة القلوب حينما تتعلق حقيقة بربها وخالقها العظيم - جل جلاله - ..
*
ولقد كان ممن زار الشيخ / عبد الكريم الحميد المشايخ التالية أسماؤهم وكلهم يشهدون له بالعلم والعمل :
-
الشيخ / عبد الرحمن البراك .  - الشيخ المحدث / عبد الله السعـد .   - الشيخ / عبد الكريم الخضير .
-
الشيخ / عبد الله الجلالي   - الشيخ / حمد الريس .   - الشيخ / أحمد السناني .
-
الشيخ / محمد المحيسني .    - الشيخ / علي الخضير .   - الشيخ / ناصر الفهد .
-
الشيخ / بشر البشر .  - الشيخ المؤرخ / إبراهيم بن عبيد .   - الشيخ / محمد الفراج .
-
الشيخ / محمد السعوي .   وآخرين لا أحصيهم .. بل كتبتُ مَن أذكره في هذه العجالة ..

وكم سمعت ممَّن لم يتمكن من زيارة الشيخ مَن يُثني عليه وعلى جهوده خيراً كثيراً كالشيخ المحدث / سليمان العلوان ، والشيخ العلامة / حمود العقلاء ، والشيخ المفتي السابق / عبد العزيز بن باز - الذي كان يوصي بعض الاخوة إذا زاروا بريدة أن يُبلغوا الشيخ ( عبد الكريم ) سلامه حيث كانت بينه وبين الشيخ مراسلات في بعض الأمور ، وكذلك الشأن مع الشيخ الفقيه / محمد بن عثيمين الذي كان بينه وبين الشيخ عدة مراسلات حول مسألة وصول القمر وبعض الأمور الأخرى - رحم الله الميت منهم وبارك في الحي ونفع به - ..

وأذكر أن الشيخ كتب رسالة قوية لولي العهد عبد الله - الملك حالياً - قبل أكثر من عشر سنوات عن بعض المنكرات ، وقد رأيت بعيني جواب الملك على رسالة الشيخ وهو يعده بخير ويشكره على رسالته .. وجواب الملك موجود الآن لدى أحد طلاب الشيخ مما يشهد على جهود الشيخ حتى مع الولاة وكبار المسؤولين في نصرة الدين ..

وأثناء زيارة الملك عبد الله لبريدة قبل خمسة أشهر تقريباً قام الأمير / فيصل بن عبد الله آل سعود - صهر الملك ، ووكيل الحرس الوطني في المنطقة الغربية - عصر يوم الجمعة 20 / 5 / 1427هـ بزيارة الشيخ ، وقد رفض الشيخ استقباله بسبب الجنود الذين مع الأمير وكان الشيخ حذراً جداً من أن يقوموا بالتصوير لأنه محرم ، وأنكر على الجنود حلق لحاهم وإسبال ملابسهم ، وكذلك أنكر على الأمير ذلك ، ولكن الأمير رغب بدخول بيت الشيخ وكلم بذلك أحد كبار طلاب الشيخ ، فقام الأخ الفاضل بمناقشة الشيخ في الأمر واستقبال الأمير ومناصحته فأذن الشيخ بدخول الأمير بمفرده دون الجنود وحذر من التصوير ، ونصح الشيخُ الأميرَ طويلاً ، و ( إذا قلتم فاعدلوا ) فإني أقولها بحق : يُحسب لهذا الأمير أخلاقه العالية ورحابة صدره ؛ وقد كلم الشيخ الأمير بشأن تركي الحمد ولماذا لا يقام الحد عليه بسبب سبه لله - تعالى عما يقوله " الحمد " علوا كبيراً - ، وكذلك تكلم عن هيئة الأمم المتحدة وعدم إقامة الحد في أصحاب السرقات والزناة المحصنين .. ونحو ذلك ؛ وكان مما ذكره الشيخ للأمير - وهذا هو المقصود هنا - هدم الدولة لمسجده وقال للأمير : ( كيف تهدمون بيت الله ؟! ، هذا لله وليس لي ! ، مهما قلت مما لا يرضيكم فلا تحق لكم الجرأة على هدم بيت الله ) إلخ ما قاله الشيخ للأمير ، وفي ختام الجلسة كان مما قاله الأمير للشيخ : نحن الآن في آخر ساعة من يوم الجمعة فادع الله لي ، فدعا له الشيخ بأن يغفر الله له ، وأن يكون من أنصار الدين قائماً بما يحبه الله بعيداً عن موجبات غضبه ؛ ثم اهداه الشيخ ما يتوفر عنده من كتبه وقصائده ؛ وبعد خروج الأمير من منزل الشيخ وقف هو بنفسه مع جنوده على المسجد وقد سوي بالأرض وقد وعد الأمير أن يكلم الملِك في الأمر ، وأذكر أنه اعتذر من الشيخ وقال : " لو كان الأمر بيدي ما مسسنا المسجد بسوء " .. وقد زار أحد المسؤولين من محبي الشيخ الأميرَ فيصل للنظر في الإذن بإعادة المسجد ، وكان مما قاله الأمير لهذا المسؤول وهو من أعيان بريدة : ( نعم لقد زرت الشيخ ، وصحيح أنه أنكر عليَّ ما رآه من المنكر لكنك ترى في عينيه الصدق وليس عدواً لنا لأنه يريد السلطان ، لكنه صادق في حماسه للدين وغير مداهن ) هذا واللهِ ما أخبرنا به ذلك المسؤول حين لقائه بالأمير في " جدة " بعد لقاء الشيخ بأسبوع تقريباً ..

ومعذرة إخواني الأفاضل فأنا إذ أذكر قصة زيارة الأمير للشيخ بنوع من التفصيل فقط لأجل تصحيح بعض الأخبار المغلوطة التي أشيعت بعد زيارة الأمير للشيخ - كما أشيع مثلها أثناء زيارة الأمير ممدوح بن عبد العزيز للشيخ عام 1423هـ - وأن الشيخ فعل كذا وقال كذا وكذلك الأمير قال كذا وفعل كذا ، فوجدتها فرصة لذكر الحقيقة ، والأمير فيصل دونكم ولن يخالفني فيما قلته في شيء لأنني لم أقل إلا الحقيقة ولله الحمد ..




صورتان لمسجد الشيخ قبل هدم الدولة له بسبب
إصراره على موقفه فيما يعتبره وكثيرون نصرة للجهاد والمجاهدين ،
حيث كان كل ليلة يتكلم في ذلك في هذا المسجد ويحضره قريبٌ من الألْفِ من المُصَلين

 

* ولم نرَ واحداً من العلماء الصادقين مَن عاب الشيخ ، بل كل أولئك العلماء يدينون الله بمحبة الشيخ فيه ، ويزورونه ، ويستفيدون منه ، ومن علمه المنتشر بين الناس ، ويحثون على زيارته والاستفادة منه ومن عِلْمه المبارك ؛ وقد كتب بعضهم في ذلك بيانات رَدًّا على أحَدِ الْجَهَلة المتمعلمين الذين ناصبوا هذا الشيخ الصالح والعالم العامل العِداءَ ظُلماً وحُمْقاً وغباءً !! ، وَمِمَّن كتب رداً على ذلك : فضيلةُ الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي - رحمه الله - ( المتوفى مساء يوم الجمعة 4 / 11 /1422هـ ) ، وهذا النص الحرفي لبيانه رحمه الله : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن فضيلة الشيخ عبد الكريم بن صالح الحميد - وفقه الله - من أهل العلم العاملين الذين أعطاهم الله بصيرة في الدِّين مِمَّن قَضَوا أعمارهم وأوقاتهم في نصر السُّنة والذب عن حياضها ، هكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً ؛ وقد اطَّلَعْتُ في الآونة الأخيرة على كثيرٍ من كُتُبِ ورسائل فضيلة الشيخ وهي في الرد على أهل البدع والأهواء وفي الرقائق وإنكار المنكرات ، انتهج فيها الشيخ عبد الكريم منهج أهل السنة والجماعة ، نسأل الله أنْ يزيده من فضله .
ومن هنا نحث الشباب وطلبة العلم أن يُكثروا من الاستفادة من عِلم الشيخ ومن كتبه وبحوثه ، وأن يلتزموا حَلْقَتَه ودَرْسَه إذ فيها نفع عظيم .
نسأل الله أن يَمُنَّ على فضيلة الشيخ عبد الكريم بالثبات على الإسلام ، والتوفيق ؛ وأن يزيده من العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أملاه / حمود بن عقلاء الشعيبي
19 / 5 / 1422
) انتهى بحروفه .

ولديَّ مُصَوَّرَة بيانِ الشيخ حمود وعليها خَتْمه ، وكنت قد أخذته من بعض طلابه - رحمه الله - ، وهو بيان منشور مشهور ..

وقال فيه الشيخ / محمد بن أحمد الفراج - حفظه الله - : ( بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد :

فقد قرأت مجموعة من كتب الشيخ: عبدالكريم بن صالح الحميد – وفقه الله - الأخيرة في الردود على أهل الأهواء والبدع فوجدتها كتباً قيمة ، مليئة بالفوائد ، ونحسب أن الشيخ عبدالكريم حفظه الله – والله حسيبه - من العلماء الصالحين ، العاملين بعلمهم ، الغيورين على التوحيد ، القائمين على نصرة السنة والمدافعين عنها باللسان والبنان ، نسأل الله تعالى له مزيداً من التوفيق والتأييد.
محمد بن أحمد الفراج  22/5/1422هـ ) انتهى .

وقال فيه الشيخ / علي بن خضير الخضير - حفظه الله - : ( بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد اطلعت على كثير مما كتبه فضيلة الشيخ عبدالكريم بن صالح الحميد فوجدتها كتباً نافعة فجزاه الله خيراً .
والشيخ عبدالكريم وفقه الله مما عُرف عنه نصرة السنة وأهل الحق ، وقمع الباطل وأهله والجهاد في ذلك ، والتصدي للمبتدعة والزائغين في كتبٍ معروفة مشهورة ، فجزاه الله خيراً ونفع به .
نسأل الله أن يثبته ويوفقه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه /
علي بن خضير الخضير
[
التوقيع]
21/5/1422
هـ ) انتهى ..

وقال فيه الشيخ / ناصر بن حمد الفهد - حفظه الله - : ( بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإن فضيلة الشيخ/ عبدالكريم بن صالح الحميد – حفظه الله ووفقه - أكبر من أن ينبه على فضله مثلي، وأين أنا منه ؟! .
ولكنها شهادة أسجلها، فقد عرفت الشيخ عن قرب، وقرأت له كثيراً من كتبه ورسائله، فرأيته من أهل العلم العاملين الذابين عن السنة، وأحسبـه من الأولياء الصالحين – ولا أزكي على الله أحداً - ..
كتبه / ناصر بن حمد الفهد
24/5/1422
هـ ) انتهى ..

والشيخ عبد الكريم في الحقيقة ليس بحاجة لتزكيات أو بيانات تثني عليه فهو مشهور بعلمه وزهده وتقاه وصلاحه - نحسبه كذلك - لولا أن يكون في ذلك ردٌّ على الْمُغرضين المشنعين الذين لا يخلو شيخ صادق وعالم عامل مِن أن يُبتلى بهم وبأمثالهم .. وقد قال الله تعالى في خير خلْقِهِ : " الرسل والأنبياء " : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) (الأنعام : 112) ، وقال سبحانه : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ) (الفرقان : 31 ) ..

*
ولقد حدثني وجهاً لوجه فضيلة الشيخ الفقيه / محمد بن فهد الرشودي - إمام وخطيب جامع الفاخرية - حفظه الله - عن تلميذه النجيب العلامة المحدث / عبد الله بن محمد الدويش - المتوفى عام 1408هـ - رحمه الله - أنه قال له : ( إياك وأن تتعرض الشيخ عبد الكريم الحميد بسوء ، فهذا بينه وبين الله سر ، ولا أظن من عاداه بسوء إلا وسيُصاب ويعاجل بالعقوبة ) .. وهذه فراسة أثبتت صحتها ، فوالله إنني اعرف أشخاصاً آذوا الشيخ وكتبوا ماكتبوا ضده من جنس كتاباتك هذه ولكنهم عوقبوا .. ولا أريد أن أذكر أسماءهم ، وأسأل الله أن يستر عليهم ، ويتجاوز عنهم ؛ فوالله إن أحوالهم تثير الشفقة - وأقسم بالله على صحة ما أقول ، وهو تعالى شهيد على ذلك رقيب عليه - ..

*
وقد كتَب الشيخ ضد الصوفية ، ومن أشهر ما كتب في ذلك كتاب : ( معاول الحق تهدم بنيان الباطل ) ويقع في ( 112 ) صفحة ، وهو كتاب مطبوع طبعته دار سفير .. وفي مقدمته قال الشيخ : ( أما بعد : فقد وصل إليَّ كتاب عنوانه : " صاروخ الغارة المحمدية الطاهرية الصوفية لقذف أنصار سنة ابن عبد الوهاب الشيطانية " لطاغية سوداني اسمه عبيد ربه محمد الطاهر التجاني المالكي الأشعري ... ) إلى آخر كلام الشيخ ، وقد وضعه الشيخ - حفظه الله وجزاه أحسن الجزاء - على السفود وأبطل حماقاته الصوفية ودحض شبهاته ضد دعوة شيخ الإسلام / محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله وأجزل له الأجر والثواب - ..

وقد قرأت كلاماً جيداً لأحد الكتاب أذكره هنا مع بعض التصرف حيث يقول فيه : ( وأما الاحباط فى مجال التعامل مع البشر ، فعلى المرء أن يُدرك أن للناس أمزجة مختلفة ، وليس من المنطق أبداً أن يتوقع الانسان من الآخرين أن يُبرمجوا أمورهم وفق ما يدعو إليه .. كما أنه هو أيضاً لا يرضى أن يُرتب مزاجه على وفق مزاج الآخرين .. بل إن جميع الانبياء لم يصلوا إلى ما كانوا يطمحون إليه فى تغيير الوَسَط الذى يعيشون فيه .. حتى إن موسى - عليه السلام - شكى إلى ربه - عز وجل - ما يلقاه من الخلق ، طالباً كفهم عن الحديث الذى لا يرضيه ، فأجابه الله تعالى بقوله : " إنَّ هَذَا شَيءٌ لَمْ أجْعَلْهُ لِنفسِي ! " ) انتهى ..

*
أما لقب ( الديك ) فهو لقب لعائلة الشيخ ، وعائلة ( الحميد ) لها - كما لسائر العوائل - ألقاب ، فهذه العائلة ( الحميد ) لها ألقاب عِدَّة فقسم منهم يُلقب بـ ( الهدبان ) وقسم بـ ( الحجرا ) وإليهم ينتسب الشيخ حسَن بن صالح الحميد - الشيخ المعروف في بريدة - ، وقسم بـ ( الكهاف ) ، وقسم بـ ( الفنتوخ ) ، وقسم بـ ( المبارك ) ، وقسم آخر يُلقَّب بـ ( الديك ) ، والشيخ ينتسب لهذا القسم الأخير ، ولُقِّبُوا بذلك لأن جدَّهم - رحمه الله - كان يؤذن أذان الليل الأوَّل في وقتٍ يتزامن بدِقَّته مع أذان الدِّيَكة ، ونظراً لكونه أصبح لدى أهل بلدته بذلك وتميزه بأذانه المتزامن بدقة مع أذان الديكة فقد لُقِّب بذلك ، وكان رجلاً عابداً صالحاً - رحمه الله - ..

*
للشيخ ديوان شعري مخطوط وفيه العشرات من القصائد والمنظومات والالآف المؤلفة من الأبيات التي أوقفها على خدمة الدين والدعوة إليه والدفاع عنه ..
ومن أبياته الرائعة ، قوله منادياً المسبل لثيابه ناصحاً له ( المخاطر الأربعة ، ص 24 ) :

يا مسبــلاً لثيابــه متجمّــــلاً *** *** إن الجَمَـالَ بطاعةِ الرحمــنِ !
يختالُ يحسبُ أن في أثـــوابه *** *** غير المكوّنِ من غذا الأبوَانِ
يختالُ يحسبُ أن في أثـــوابه *** *** غير الـذي سيُـلفُّ بـالأكفــانِ
هذي بدايتـــه وتلك نهايــــــة *** *** لابدّ منهـا في بني الإنســــانِ

ومن أبياته الرائعة قوله منادياً المرأة المسلمة آمراً لها بالتحجب بالحجاب الشرعي والحذر من دعوة المنافقين لها بالخروج والاختلاط بالرجال ( جالب السرور لربات الخدور ط 1421هـ ، ص 5 ) :

لا تخدعي إن الجمال لفي التقى *** *** وستذكرين نصيحتي يـــوم اللقا
لكنـَّـــه ذكــرٌ يفـــوتُ أوانـُــــه *** *** إذ ماهناكَ سوى السعادةِ والشقا
فتأهبي للموتِ قـبــل نــزولـِــهِ *** *** ماذا لديكِ مِنَ الوسائلِ للبقــــا !

وقوله أيضاً محذراً المرأة المسلمة من الانخداع بدعوة المنافقين والعلمانيين لها بالتبرج والسفور

لا تقربي ركبَ الغواةِ فإنما *** *** ركبُ الغواةِ إلى الجحيم يسيرُ

وقوله أيضاً ناصحاً للمرأة المسلمة ( جالب السرور ، ص 7 ) :

دعي داعٍ دعاكِ إلى السعيرِ *** *** أفيقي قبل قاصمة الظهــورِ
أمَا للقبر سعيكِ كل يـــــوم *** *** وبعد القبر صائحة النشـــورِ

وقال أيضاً ناصحاً للمرأة المسلمة محذراً إياها من التبرج والسفور :

قالوا : السفورُ تقدمٌ فتقدمــــي *** *** بشجاعةٍ فارم الحجابَ وأقدمي !
مَن تستجيبُ لدعــــوةٍ هدامـــةٍ *** *** للدينِ فهي على طريــقِ جهنـمِ !

وقال مادحاً هذا الدين :

ما أجمل الدين الذي صرنا به *** *** بين الهدايةِ والضلال نفرقُ !

وقال أيضاً متأسفاً على ماآلت إليه حال كثير من الناس اليوم من الانهماك في الدنيا والانشغال عن الدين معتبراً ذلك من نقص العقل :

أينَ العقولُ وأين الديــــنُ أين همــا *** *** وهــل نعيش بلا عقل ولادينِ !
لايرتجى الخيرُ من شرٍّ ولو كثرت *** *** فيه الأقاويلُ من مدحٍ وتهوينِ !

ومن أبياته الرائعة قوله عن النار متمنياً أنه لم يخلق خشية منها :

من ذا يطيق الشمس في حر الضحى *** *** كيـــف الجحيــــم نعـــوذ بالرحمـــنِ !
ياليتَ أمـي لم تلدنـي ليتنـي *** *** ماكنتُ يوماً من بني الإنسـانِ !

ومن أبياته التربوية محذراً فيها من حلق اللحى ( المخاطر الأربع ، ص 21 ) :

حلقُ اللحى مهما تطيلُ بعيبِهِ *** *** مهما جهِدتَ خفتكَ منهُ عيوبُ !
إن التشبهَ بالنساءِ نقيصــــــة *** *** لايرتضيه منَ الرجال نجيــبُ !
ومن أبياته الرائعة قوله معظماً من غربة الدين في العصر الحاضر :
ياغربة للدين ليس كمثلها *** *** من غربة في سائر الأزمانِ !

ومن أبياته قوله عن أسرى كوبا وغيرهم من أسرى المسلمين داعياً لهم بالفرج العاجل

 ( منظومة الاستبشار بالانتصار على الكفار ، الصفحة الأخيرة ) :

يا ربّ أسرى المسلمينَ تولهُـمْ *** *** برعايـــةٍ وعـنـايـــةٍ وأمــــانِ
يا ربّ فرّج كربَهم وهمومَهُــمْ *** *** أنتَ الرجـا لإغاثـة اللهفـــــانِ

وهناك أبيات لاتحصى وهي في الغاية من الروعة والبلاغة لعلها تكون مضمنة في كتاب يعمل فيه بعض الاخوة الآن لجمع ترجمة وافية للشيخ ــ حفظه الله ــ .. * له ردود قوية تعد بالعشرات ، وكلها في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة ، وبعضها في بعض المسائل الفقهية ..

 

* ولفضيلة الشيخ أكثر من مائة وثلاثين مؤلفاً كلها دون استثناء في دين الله تعالى وأحكامه ومسائله والدعوة إليه والدفاع عنه .. وهذه أسماء مؤلفاته المنشورة ، وسأستثني منها عناوين البيانات والقصائد لكثرتها ، وسأذكر هنا فقط بعض المنشور من كتبه ورسائله لمن يريد أن يستفيد وهي مرتبة على حروف المعجم - : الإتحاف بعقيدة الأسلاف والتحذير من جهمية ' السقاف ' . إبطال دعوى الخروج ليأجوج ومأجوج . ( رد على الشيخ السعدي في تأوله أن الصين وأمريكا هي يأجوج ومأجوج ) . أحـداث صحبة الأحداث . إحسان خلـْق الإنسان . إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك . ' الأدب ' بين زخارف الأقوال وعبودية ذي الجلال . إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص من اللحية لمخالفة التنصيص . أضواء المسارج لبيان جور التعليقات على ' المدارج ' . ( ردٌّ على حامد الفقي في تعليقه على " مدارج السالكين " لا بن القيم ) . إعانة المتعالي لرد كيد ' الغزالي ' . إقامة الحجة والبرهان على مَن زعم أن الله في كل مكان . إلجام الأقلام عن التعرض للأئمة الأعلام . ( رد على منصور النقيدان وسبه للإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - ) . إمعان النَّظَر في البُغض والهَجْر .

  إنارة الدرب لما في تفسير " سيد قطب " من آثار الغرب .

  الإنكار على من لم يعتقد خلود وتأبيد الكفار في النار . أيها الزنادقة .. مهلاً عن الجبار مهلاً ! . " رد على المتجرئين على ملك الملوك ورب العالمين - جل جلاله - " .

بيان الأدلة النقلية والعقلية في الفرق بين الرقية الشرعية والرقية التجارية ، وبيان وجوب تعظيم واحترام ذِكر الله - عـز وجل - . بيان العلم الأصيل والمزاحم الدخيل . تأخير نصر الدين لطف بالمؤمنين ومكر بالكافرين والمنافقين . تـُحَـف من ذخائر السلف . التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار . ثمار يانعـة وتعليقات نافعـة . جالب السرور لربات الخدور . جلاء حقيقة الدين وعزة المتدينين ، وبيان ضلال سُـنن المغضوب عليهم والضالين . جواب الأمريكيين ببيان عزة المؤمنين وذلة الكافرين ؛ ( رد على ما يسمى بـ ' بيان المثقفين الأمريكيين ' الموسـوم بـ " على أي أساس نقاتل ؟! " ، الصادر في 3 / 12 / 1422هـ - 15 / 2 / 2002 م ) . الحب في الله . الحق الدامغ للدعاوي في دحض مزاعم ' القرضاوي ' . الحق المستبين في بيان ضلال ' اللحيدي حُسِين ' . دشٌّ ودينٌ كيف يجتمعانِ ؟! . دعوى وصول القمر ؛ ( دحض خرافة وصول القمر ) . دواء العشاق . الرد الصارم على المتنبئ السوداني ' سليمان أبي القاسم ' . الشناعة على مَن رَدَّ أحاديث الشفاعة . عوائق في طريق العبودية . عيوب تشييد البناء في دار الفناء . فتوى وبيان في كتاب ' الاستنفار في محق القول بفناء النار ' . الفرقان في بيان إعجاز القرآن . الكافي في التحذير من مُضلات القوافي ؛ ( بيان الأبيات الشركية ونحوها في ديـوان ' أحمد شوقي ' والـرد عليـه ) . المخاطر الأربع . ( بيان تحريم ومثالب : الغناء ، شرب الدخان ، حلق اللحى ، الإسبال ) . مطالب الطالب ومثالب الناكب . مقدمات الدجال . معاول الحق تهدم بنيان الباطل . معرفة الكبير المتعال بالعظمة والجلال والجمال . معرفة المأمور به والمحذور في زيارة القبور . منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين . نور البصيرة والبصر في مسائل القضاء والقدر . هداية الحيران في مسألة الدوران ؛ ( دحض خرافة القول دوران الأرض وثبات الشمس ) . وحدة الوجود العصرية ؛ ( دحض نظرية ' داروين ' القاضية بأن أصل الإنسان من قرد ) . الوعيد على أهل الغـلو والتشديد . * وله الكثير من البيانات والمنظومات في الأحداث ، وهاك بعضها : - مناصرة الطالبان في تحطيمهم لأصنام بوذا .. - إن تنصروا الله ينصركم ( بيان حول نصرة الطالبان والمجاهدين العرب ) ــ طبع عبر الشبكة بعدة لغات / بشتو وفارسي وانجليزي وأخرى ، ووزع في أفغانستان وإيران وباكستان وفي دول الخليج - .. - مركب النجاة ( بيان حول أهمية ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) .. - نداء إلى حكام العرب .. - ليس لنا مثل السوء . ( توطئة لعودة حكم الإسلام لمجاهدي الأفغان ) .. - حيل مقارنة لسوء العمل .. - أيها الزنادقة : مهلاً عن الجبار مهلاً ! .. - معرفة الحق لأهله .. ( رسالة إلى الإمارة الإسلامية في أفغانستان خصوصاً وإلى غيرها عموماً ) - طبعت عبر الشبكة بعدة لغات / بشتو وفارسي وانجليزي وأخرى ، ووزع في أفغانستان وإيران وباكستان وفي دول الخليج ــ .. ـ العز المفقود والأمل المنشود ( بيان حول قضية المسجد الأقصى وفلسطين ) .. ـ نصيحة وذكرى للفلسطينيين خصوصاً وللمسلمين والعرب عموماً .. - منظومة ( المنهج المسدد ) ــ أكثر من مائة بيت ــ .. - منظومة ( نداء التوبة ) ــ أكثر من مائة بيت ــ .. - منظومة ( جلاء الصراط المستقيم ) ــ أكثر من مائة بيت ــ .. - منظومة ( الاستبشار بالانتصار على الكفار ) ــ أكثر من مائة بيت ــ .. 

ومن أبيات هذه المنظومة قوله عن أمريكا :

يادولة الجبـروتِ والطغيــانِ *** *** آنَ الآوانُ لتـرغمي وتهاني !

والغيظ يُـشفى منكِ دونَ تمنع *** *** وتريْ عواقبَ صولةِ الطغيانِ

يادولة بطِـرَت معيشتهـا ومـا *** *** خافت عقوبــاتٍ مِـنَ الديــــانِ

وكــأنَّ ربكِ زائلٌ عن ملكـــهِ *** *** ومقلدٌ لكِ كاملَ السلطــــــانِ !

 

كتب هذه الترجمة المختصرة أحد طلاب الشيخ - وفقه الله

 

 

تغريدات الأخت مي الطلق عن قصة اعتقال وهدم مسجد الشيخ عبدالكريم الحميد

4 اكتوبر 2012

 

1/بسم الله أبدأ..واحتسبها نصرة لشيخنا الزاهد عبدالكريم الحميد..في هدم منزله..تلك الجريمة الشنيعة التي شهدها أهل الحيّ بأعينهم..

2/في صباح يوم ملئ بالأقدار المؤلمة..صحوتُ أنا والأهل كالعادة استعداداً للمدراس..وكانت الساعة السابعة..ركبت السيارة مع أخي تقبله الله وكانت

3/في فناء المنزل..ما إن فتحنا الباب الآلي إلا والصراخ ممنوووع مممنووووع..تفاجأنا مما نرى..عسكر وقوات خاصة مقنعين يصرخون بـ ممنوع اقفلواالباب

4/يالله من هول مما نرى وكأنه يوم المحشر للعسكر..الشارع ملئ بالجنود والجيوش وسياراتهم..أغلقنا الباب..ونزلت من السيارة وفتحت باب الشارع وصرخت

5/عليهم..خير وش تسوون..صرخوا جميعا ادخلي واغلقي الباب حتى سحب أحدهم الباب واغلقه بالقوة..ركضت أنا وأخي لغرفتي وفتحنا الشباك..

6/وليتنا متنا قبل هذا..وعلمنا أن شيئاً يُحاك لشيخنا..سيارات كثيرة لا أحصيها جنود وجيوش شي عجيب..نصف الحي ممتلئ بهم وقد أغلقوا منافذ الحيّ

7/وحظروا التجول..موقف مفجع..ارتعب أهل الحي الكل يتصل بالآخر مالأمر مالخطب..لا أحد يدري؟؟في الساعة الثامنة بدأت الهيلوكبتر تحوم في السماء

8/وبشكل قريب جداً..والجنود والحشود في ازدياد..أصبحت الأرض كبحر يموج بهؤلاء الأنجاس..الساعة التاسعة أقبلت جرافة وفتحوا لها الطريق..

9/وعلمنا حينها الخبر..فبدأ أخي يصرخ ياكلاب ياكلاب إلا المساجد..سمعونا وهم بالشارع صرخوا علينا اغلقوا النوافذ ووجهوا أسلحتهم إلينا كتهديد..

10/اغلقناها وذهبنا للغرفة الأخرى..يالله شئ مهولٌ مُفجع..كانت الجرافة تقف أمام المسجد ورأينا جدال عنيف بين سائق الجرافة وأحد الضباط..

11/اشتد النقاش والجدال ونزل صاحب الجرافة ثم ركبها شخص آخر..تبين لنا فيما بعد أن صاحبها رفض هدم المسجد ومااستطاع أن يُلبي مطلبهم

12/وأما الشخص الآخر فقد كان هنديا هندوسياً..أمام أعيننا بدأ الهدم..والله إننا نقف على الشباك ونبكي كالأطفال ليس بيدنا شئ..أخي كان يصرخ

13/ويبكي ويضرب بيده على الجدار..لحظة بلحظة..وشيئاً فشيئاً بدأ المسجد يتساقط حتى تساوى بالأرض..ولم يتركوا إلا دورات المياه..

14/آه آه بعد أن كان مسجداً يصلى فيه أصبح أرض فضاء..خالية ترابية..إنه موقف مؤلم تبكي له العيون وتسيل لأجله الدموع..ولم يفكوا حظر التجول

15/إلا المغرب..تسللوا بعد أن فعلوا جريمة لم يفعلها إلا اليهود والنصارى..تجمع أهل الحيّ ووقفوا على أطلاله فهذا يمسح دموعه بشماغه..

16/وذاك تخنقه العبره لم يستطيع الكلام..أصبحت لغة الدموع تُعبر عن الحدث..بعدها بعدها بأيام يسيرة أعادوا الشيخ إلى منزله وكان على علم بهدم

17/بهدم مسجده..بحق مؤلم وموجع..وهو يرى مسجده الذي أصبح تراباً..بعد أن ذهبوا عنه خرج الشيخ يتحسس الخبر..ووقف حزينا على أرض المسجد..احضر

18/خشب طويل ووضعهم على حدود المسجد حتى لا تدعس أرضه السيارات..وفرش ثلاث سجادات طويلة..وقال نصلي في أرض مسجدي..كبر لصلاة العشاء وبكى

19/وابكى المصلين..بعد الصلاة أتوا إليه المباحث يحذرونه من الصلاة فيه وأخذوا الأخشاب والسجادات..وقبيل الفجر احضر خشب وسجادات وأعادهم

20/وصلى على أرض مسجده..من الغد أتوه وهددوه..فما لبث شيئاً يسيرا حتى اعتقلوه..وفقدت بُريدة رمزاً للعلم والزهد والورع والتُقى ثبته الله.

ياأحبة اشد الاعتذار..أخطأت في البداية وقلت هدم المنزل..بل الذي هدم مسجده وليس منزله..

هذه صورة بعد هدم المسجد وجدتها في النت وقد انتشرت في وقتها واعتقل من صورها http://t.co/DaLxwYyc

لمن يسأل عن سبب هدم مسجد الشيخ عبدالكريم الحميد كما أخبروا الشيخ بأنه بدون تصريح..أما الشيخ الآن يسكن في ملحق بأحد بيوت أل سعود بالطائف

 

 

جمع تغريدات الأخت مي الطلق عن الشيخ الزاهد العابد عبدالكريم الحميد

13 مايو 2013

طآئرة مروحية أقظت مضجعنا ، وصحونا من نومنا ، في صباح ذات يومٍ ملئٍ بالجبروت والبطش ، من شبيحة طغت

 وتجبرت ، حتى وصل بها الحال لهدم بيوت الله ، نُزع الإيمان من قلوبهم وسعوا في خراب المساجد ،

تجمعوا بجندهم وحشدهم من عسكر مقنعين وسيارات مُظللة ودبابات وجرافات وطآئرة مروحية ، كل هذه الحشود من أجل هدم مسجد طينياً عُرف إمامه بالزهد والتقى والصلاح، نادوا علينا بمكبرات الصوت يُمنع الخروج من المنازل ووقف المقنعنين على أسوار المنازل المجاورة

 

فتحنا نوافذ الدور الثاني فإذا بنا نرى مالم نراه في حياتنا الشوارع والأراضي كموجٍ أسود بالمقنعين والسيارات حتى سور منزلنا لم يسلم منهم ، ما إن رأينا ذلك المنظر توقعنا هدم المسجد ، فقد داهموا الشيخ قبلها بمدة يسيرة واعتقلوه  ، فأدركنا مخططهم الأسود من قلوبهم الحاقدة ، في ظل التوتر العجيب والخوف من سُكان المنازل المجاورة 

بدأت الجرافة بجرف الجدران الطينية للمسجد ، دقآئق حتى أصبح المسجد أرضاً مستوية ، لم يبقوا إلا دورات المياه ،وبعد الظهر تفرق الكثير من جندهم وبقي القليل للحراسة لمدة ثلاثة أيام ولا أدري هل يتوقعون أن يعود المسجد كما كان !؟

 

بعد الحادثة التي زلزلت القصيم بفترة يسيرة أُفرج عن الشيخ فوقف على أرض مسجده وبكى على محرابه ، وأبى الحنين بصدره  إلا أن يفرش سجادات على الأرض المهدومة ويؤدي الصلوات عليها ، لكن حقدهم كان أكبر !؟ فعاودوا اعتقال الشيخ مرة أخرى إلا أن يفرش سجادات على الأرض المهدومة ويؤدي الصلوات عليها ، لكن حقدهم كان أكبر !؟ فعاودوا اعتقال الشيخ مرة أخرى 

#الشيخ_عبدالكريم_الحميد .

 

زفراتٌ من ألم ، وعبراتٌ من حنين ، قصيدة #الشيخ_عبدالكريم_الحميد حينما فُجع بهدم مسجده .. مؤلمة بحق..!!

http://www.shawati.com/vb/showthread.php?t=11133

 

 

 

 

 

مقالة العرفج كاملة

****

 

 

أزهد طالب علم في السعودية..





إذ قُدِّر لك أن تزور بريدة، من ناحية ريفها الغربي، ستلمح عيناك بيتًا طينيًّا، خاليًا من كلِّ ما يمسُّ بناء القرن العشرين من أسلاك كهرباء أو خطوط هاتف أو صنبور مياه! ذلكم (كان) منزل الشّيخ عبدالكريم بن صالح الحميد، الشّيخ الزّاهد التّقي، التّارك لكلّ مُتع الحياة الدّنيا وفق قناعة راسخة عنده بأنّ الزُّهد أقرب الطُّرق إلى دخول الجنّة! والشّيخ الحميد يعتبر الكهرباء والسّيارات والأجهزة الإلكترونيّة خوارق شيطانيّة، وخيالات تدور حولنا دون شعور منا! وقد وصف كلّ ما يمسّ \"معطيات الزّمن الحديث\" من صعود للفضاء، والقنبلة الذّريّة وغيرهما في كتابه: \"العلوم العصريّة والآلات السّحريّة\"، مقرِّرًا بأنّها (ليست أكثر من خوارق شيطانيّة)! 



والشّيخ عبدالكريم الحميد لم يكن وليد عصره، بل كان تلميذًا نجيبًا لشّيخ الزّهد في بريدة الشّيخ فهد العبيد، الذي أخذ عنه الأوّل طريقته وأسلوبه وفكره، ولكن حدث بين الرّجلين ما يثير الخلاف ويزرع الاختلاف، وهو القول \"بكرويّة الأرض\"، حيث يرى العبيد أنّها ليست كذلك، في حين يرى الحميد أنّها كرويّة استنادًا إلى ما يروى عن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم بأنّ الله خلق الأرض كرويّة الشّكل، وإجماع المسلمين على ذلك، ولكنّ الشّيخ العبيد يرى أنّ القول بهذا الرّأي هو بدعة محدثة في الإسلام، واصفًا ما رُوي عن ابن تيمية وابن القيم في هذا الشّأن ليسلا يعدو أن يكون كلامًا مدسوسًا عليها، وهما منزّهان عنه كتنزيه الذّئب من دم يوسف عليه السَّلام. يصف الشَّيخ الحميد هذا الزَّمن بأنه \"زمن إبليس\"، ويرى أنّ زمن خروج الدّجال قد اقترب، لذا كان هو وطائفة من الذين قبله من طلبة العلم والمشايخ من أمثال فهد العبيد ومحمّد المطوّع وإبراهيم العبيد لا يحبّذون استخدام الكهرباء، وإن استخدموها فهو استخدام الخائف، الشّاعر بالذّنب والمعصية! وقصّة الكهرباء ومشتقاتها مع بعض أهالي بريدة لها حكايات تروى وقصص تحكى! لن يهمّني هنا \"نبش\" بدايات الشَّيخ وشبابه الذي أنفقه في أرامكو بوصفه مترجمًا، ليعود بعدها زاهدًا واعظًا.. لن يهمّني ذلك فهي مرحلة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ناهيك عن \"كثرة اللّغط\" الذي يدور حولها، فمن الصّحفيين من قال إنّ الشّيخ سافر إلى أمريكا، ومنهم من قال إنّه ذهب إلى الشّام.. ومنهم ومنهم، وقد أكدّ لي الشّيخ في إحدى زياراتي له بأنّه لم يسافر أبداً، بل لم يحصل على جواز قائلا: (قلم الجوازات يفصل بيننا فيما كنّا فيه مختلفين)! وينحدر الشّيخ الحميد من بيوتات بريدة التي توصف بالنّعمة وبحبوحة العيش، لذا لم يكن الشّيخ مكرهًا على الزهد من باب الفقر والإملاق، ولم يكن كذلك صيامه صيامًا اضطراريًّا على خلفيّة الجوع الإجباري، بل هو زاهد عميق التّطبيق، قويّ المضمون، تتزحزح الجبال الشُّمّ ولا يتزحزح! ولو فتّشت في جيوب شيخنا فلن تجد أيّ بطاقة شخصيّة، أو أوراق نقديّة، فهو يرى أنّ كلَّ هذه الصُّور حرام، وكم كان يرجو منّا حين الدّخول عليه أو الجلوس معه بنبذ ما في جيوبنا من هذه الأشياء ووضعها في مكان قصيّ عنه وعن داره التي يرغب أن تدخلها الملائكة، بوصفها لا تدخل منزلاً فيه صور أو رسومات


وطريقة حياة الشّيخ عبدالكريم برّاقة جذّابة، فهي بدائيّة بكلِّ ما في هذه الكلمة من معنى، حيث البيت من الطِّين القديم، يجوس فيه الخيل التي \"معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة\"، يحوط ذلك كلّه الهدوء الذي لا يلوّثه أزيز السّيارات، أو صرير المكيّفات، أو صفير المراوح، وتزور المصابيح! إنّها مناجاة بين رجل وصحرائه التي تلمسها عندما تزوره، وكلّ مرّة أزوره فيها أتعهّد نفسي بإتّباع طريقته، وعندما أبدأ أوّل خطواتها أشعر بالمعاناة، ثمّ ألوذ إلى سيارتي وكهربائي وسراجي المنير. ولله درّ هذا الشّيخ الذي صبر على حياة يعجز عنها \"كلّ البشر\"، وإن كان زهده يمثّل وجهة نظره في الحياة، فإنّ هذا الزّهد برّاق أخّاذ، إذ كيف يترك المرء الدّنيا وزينتها، وقد سال لعاب من قبله ومن بعده عليها. كلّ هذا الزّهد جعل الشّيخ الحميد محطّ أنظار الصّحفيين والكُتّاب والباحثين عن الأشياء الغربية! وشيخنا الزّاهد عبدالكريم الحميد كان لا يصلّي إلا في مسجده الطِّيني، الذي هُدم ليعاد تشييده على طراز حديث، وفي زيارتي الأخيرة له حضرتنا صلاة المغرب، فعمدنا إلى استراحة بجوار داره، ليس فيها أسلاك الكهرباء أومكرفون ،أوكل ما يجرح شعور شيخنا، ليؤمّنا أنا وتلميذه الوفي أبو أيوب السّويد، الذي نذر نفسه – كمئات غيره - لخدمة الشّيخ الزّاهد! وما شدّ القلم إلى الشّيخ عبدالكريم هو حالة الزّهد التي تغشاه، وقلّة أذاه، إذ انطلق إلى الزّهد، وعاش فيه معتزلاً النّاس وما يعبدون إلا الله، في حين أنّ أقرانه وبعض أصحابه الذين كانوا زُهّادًا معه، انقلبوا على أعقابهم وأخذوا يثرثرون في كلّ وسائل الإعلام، بعد أن كانوا يحرّمون استخدامها أو شراءها



كلّ هذه الأفعال التي أخذ يمارسها أقران الشّيخ جعلت شيخنا يزداد تمسُّكًا بأسلوبه وطريقته، سائلاً الله الثّبات بعد أن ضلَّ كثير من النّاس، الذين كان الشَّيخ يراهم في منتهى الزُّهد وإذا بهم يخرجون في كلّ حدب إعلامي وصوب صحفي مرشدين النّاس وقائلين لهم (إنّ الحياة ليست أكثر من كلمة)! والشّيخ عبدالكريم الآن ليس أكثر من طالب علم زاهد، لا يستقبل أحدًا إلا بإلحاح، وإن استقبل فإنّ الشّيخ لا يتأخّر عن عتاب المقصّر متى ظهر منه أثر معصية، أو ارتكاب خطيئة، من مثل إزالة لحية، أو إطالة ثوب، أو الانتساب إلى عمل حكومي، أو الالتحاق بأيّ مدرسة نظاميّة. بدأت معرفتي بالشّيخ عبدالكريم الحميد عام 1406هـ، عندما زرته أوّل مرّة وقعت على أذني كلمة \"المباهلة\"، تلك كانت المرة الأولى التي اسمع فيها هذا المصطلح الذي لا يغادر ذهن الشّيخ، فكلّ زائر له لن يحرم سماع هذه المفردة، وهي مصطلح شرعي يحلّ نزاع المخالفين، بحيث يدعو كلّ واحد منهم على صاحبه بالهلاك إذا كان من الكاذبين أو المدلّسين!! والشّيخ أسعد ما يكون إذا مرض، لأنّ المرض في نظره يعني الابتعاد عن الحياة الدّنيا، والاقتراب من الآخرة التي تعني للشّيخ \"رياض الصّالحين\". في زيارتي الأولى للشّيخ كنت طالباً في الجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، وكان أثر إزالة اللحية ظاهر على الوجه، فما كان من الشيخ الزّاهد إلا أن منحني إنذارًا مسيّجًا بين خيارين إمّا أن أترك الجامعة وأعفي \"اللّحية\"، أو أغرب عن وجه الشّيخ. في تلك السّنة، كان الدّاعية سلمان العودة قد ألّف كتابًا بعنوان \"المسلمون بين التّشديد والتّيسير\"، غمز فيه ولمز بعض طلبة العلم الذين يحرّمون الكهرباء، وركوب السّيارة، وكافّة الآلات الحديثة، ولم تكن فطنة الشّيخ عبدالكريم الحميد لتحرمه فهم أنّه المَعْنِي بهذا الغمز واللّمز، فكتب في عام 1406، قصيدته \"النّونيّة\" المشهورة في الرَّدِّ على الدّاعية العودة، وقد كنت أوّل من حصل على صورة من هذه القصيدة التي يقول في مطلعها

يَا مَنْ أتَى بِالإفْكِ والبُهْتَانِ 

وسَعَى بِسَعْيٍ ظَاهِرِ الخُسْرَانِ 



وكتب الشّيخ التي يدور في فلكها ويوصي مريديه بقراءتها هي كتب الزّهد، وهجر الدّنيا مثل كتاب \"طريق الهجرتين\"، و \"الجواب الكافي\"، و \"روضة المحبّين\" لابن القيم، إضافة إلى كتاب \"ذمّ الهوى\" لابن الجوزي، وكتاب \"استنشاق نسيم الأُنس من صفحات رياض القدس\" لابن رجب. قد يستغرب كثير من القراء وروّاد الثّقافة بأنّهم لا يعرفون الشّيخ عبدالكريم الحميد، رغم أنّ الشّيخ له أكثر من 120 كتابًا، طُبع منها قرابة الثّمانين!والشّيخ مولع بالسّجع اقتداءً بالسّلف الصّالح في تصنيفاتهم، وإتّباعًا لسنّتهم الثّقافية، واقتفاء أثرهم حتّى في \"التّسميات\"، ومن كتبه: \"إنارة الدّرب لما تفسير سيد قطب من آثار الغرب\"، وكتاب \"إعانة المتعالي لردِّ كيد الغزالي\"، وكتاب \"إشعار الحريص على عدم جواز التّقصيص من اللّحية لمخالفة التّنصيص\". وكتاب \"جالب السُّرور لربّات الخدور\"، وكتاب \"تأخير نصر الدّين لطف بالمؤمنين ومكر بالكافرين والمنافقين\"، وكتاب \"بيان العالم الأصيل والمزاحم الدّخيل\"، وكتاب \"إقامة الحجّة والبرهان على من زعم أنّ الله في كلِّ مكان\"، وكتاب \"الحقّ الدّامغ للدّعاوي في دحض مزاعم القرضاوي\"، وكتاب \"الكافي في التّحذير من مُضلات القوافي\"، وهو رد على أبيات شركيّة للشّاعر أحمد شوقي، وكتاب \"الشّناعة على من ردّ أحاديث الشّفاعة\" وهو ردّ على مصطفى محمود في إنكاره أحاديث الشّفاعة وتخبّطه فيها، وكتاب \"هداية الحيران في مسألة الدّوران\" وهو كتاب يوضّح بالأدلةالعقليّة والنّقليّة بطلان نظريّة الدّوران، وكتاب \"وحدة الوجود العصريّة\" وهو كتاب يوضّح بالأدلة العقليّة والنّقليّة بطلان نظريّة دارون القاضية بأنّ أصل الإنسان قرد، وفيه أيضًا ردّ على كتاب \"الإنسان بين المادِّية والإسلام\" لمحمد قطب. والشيخ عبدالكريم الحميد، برغم زهده كما أرى، ورغم تطرفه وغلوه وتشديده، كما يرى الآخرون، يعتبر نفسه رجلا معتدلا بدليل انه ألف كتابا اسمه \"الوعيد على أهل الغلو والتشديد\" يوضح فيه فوائد وقواعد مهمة في معنى الغلو والتشديد والتحذير من ذلك. والشيخ في منهجه لا يبادر بالتأليف بل يعيش ردة الفعل فكل مؤلفاته تقريبا هي ردود ومناقشات وتصحيح ومناورات يحاول فيها الشيخ أن تقول وجهة نظرة وفق \"حدود علمه\" و\"فهمه للنص\" وتحكيم \"تقاليده المعرفية\" لقياس محدثات هذا الزمان. ومصادر علم الشّيخ ليست أكثر من كتب الزّهد والوعّاظ وبسطاء المعرفة الرّافضين، بل المحقّرين لشأن الدُّنيا، الرّافعين لشأن الآخرة، وأكثر ما يجذبه في الفكر ابن تيميه وتلميذه ابن القيم. أمّا إحالاته فهو يحيل إلى مصادر غير موثوقة مثل \"الشّيخ موسى\"، أو مثل قوله: (يقول الشيخ موسى الحجاوي في شرح الآداب، وجدت في ظهر ورقة في كتاب أبيات.. إلخ)، وغير ذلك كثير، ومن إحالاته أيضًا: (قال بعض العارفين)، و(قال بعضهم)، و(قال أحدهم)، ولا يعلم إلا الله من هم هؤلاء \"العارفون\" أو \"البعضهم\" أو \"الأحدهم\".. الذين يحيلنا إليهم الشّيخ، كما إنّه لا يهتم كثيراًبتخريج الأحاديث فهو يأتي بالصّحيح والضّعيف والمتوسط وما بينهما من هذا وذاك! وللأمانة فإنّ كتب الشّيخ الزّاهد الحميد الأخيرة ،التي طُبعت في الفترة من عام 1426هـ ومابعدها، قد أخذت تلبس زينتها العلمّية، وزخرفها التّنظيمي بحيث يوجد فهارس، وتخريجات، ومراجع، وأرقام صفحات، وحواشي، وهوامش. والعجيب في هذا الشّيخ أنّ حوله خلّة من رجال يحبّونه، ويفنون أوقاتهم في خدمته، فهو لا يخرج من منزله، ولا يملك من حطام الدُّنيا شيئًا غير ما يسدُّ رمقه ورمق أولاده، إلا أنّ تلاميذه، وهم على مستوى من النّجابة والفطنة، يحمون كتبه، ويسعون بالحصول على ترخيص لطباعتها عند \"قسم المطبوعات\"، ثمّ يهرعون إلى التّجّار فيجمعون تكاليف الطِّباعة، ثمّ يوزعونها على المكتبات ونقاط البيع، فسبحان من سخّر لهذا الشّيخ الرِّجال والأموال والتّوفيق والإقبال!! 


والشيخ الحميد مادّة صحفيّة جذّابة، غير أنّ الصّحافة تظلمه كثيرًا، بل وتعتدي عليه، وما أكثر ما احتسب عند الله بعض ما يكتبه الصّحفيون عنه! وفي زيارتي الأخيرة للشّيخ قبل بضعة أشهر عاتبني عتابًا أحرش على طول الثَّوب، وأنذرني بأنّ كررت هذا الخطأفي الزِّيارة المقبلة ستكون المقصّ هو الرادع في حال استمرّ الثّوب طويلاً، بمعنى أنّ الشيخ قد انتقل من مرحلة تغيير \"المنكر\" بلسانه، إلى تغييره بيده! والشّيخ الحميد لا ينافح عن الإسلام بنثره فقط، بل بشعره أيضًا، ولا زلت أحتفظ له بقصائد في الرَّدِّ على سلمان العودة والدكتور إبراهيم العواجي وقناة المجد، وغيرهم من الذين رأى الشّيخ أنّهم يستحقّون الرَّدَّ. وأغلب الأشياء التي يردُّ عليها الشّيخ تقع في يده مصادفة، أو ينقلها له أحد الزّائرين، أو يجمعها له بعض أصحابها، أو يلاقيها هو يسير في قريته، خاصّة وأنّه لا يركب السّيارة مطلقًا، بل يحتقرها. وأتذكّر إنّني مشيت معه مرّة للصّلاة في إحدى الاستراحات، وعندما هممنا بعبور الشّارع توقّفتُ حتّى تعبر إحدى السّيارات فنهرني قائلاً: (يجب أن تقف السيارة لنا، فنحن خلق الله، وهي من خلق إبليس)! ولم تخل زيارتي الأخيرة للشّيخ من عتابه حول دراستي في بريطانيا، وأكّد أنّ خوفه عليَّ نابع من خشيته أن ألعنه يوم القيامة كونه لم ينصحني ويحثّني على ترك الدّنيا والأعراض عنها! ثمّ أهداني آخر كتبه وهي مذكّرة بعنوان \"جلاء حقيقة الدّين وعزّة المتديّنين وبيان خِلال سُنن المغضوب عليهم والضَّآلين\" وهي ردّ على محسن العواجي في مقاله الذي سماه \"تعالوا إلى كلمة سواء\": (عولمة) الفتوى و(خصخصة) الرأي\"! كما تتضمن المذكّرة تعليقًا مهمًّا حول مقالات \"محمد بن عبداللّطيف آل الشيخ و\"دعوته للمباهلة\". هذا هو الشّيخ عبدالكريم.. لك أن تسمّيه رجلاً مصابًا بـ\"صدمة الحضارة\"، ولك أن تسمّيه زاهدًا، ولك أن تناديه بالصُّوفي، ولك أن تناديه بالغريب وطوبى للغرباء، ولك أن تسمّيه غير ذلك، ولكن كلّ هذه الأوصاف كلمات ينقصها الدّليل، ويعوزها التّوثيق والتّحليل والتثبيت والتّعليل. إنّه شيخ متقشّف في صومعته، جذاب في طريقته خفّاضٌ في مشيته، يتوكّأ على عصاه ويهشّ بها على أطماعه، لا يملك من حطام الدُّنيا إلا ما يكفيه ليومه أو بعض يومه، مخلص لمنهجه، سالك في مدرجه، يقرأ دائمًا \"مدارج السّالكين\" لابن تيمية فيشعر أنّ الدنيا ليست له! يجذبني منهجه، ويبهرني مدرجه، ولكن من المستحيل أن أعيش حياته، ولا تظنّ أيّها القارئ الكريم أنّ الشّيخ إجابة لسؤال، بل هو سؤال يتطلّب إجابة عميقة، لماذا هو هكذا ونحن هكذا؟ ولا تظنّ أنّ طلبة العلم بعيدين عنه، لا.. ليسوا كذلك، لأنّ المورد الذي شربوا منه واحد، ولكنّ الفرق أنّ الشّيخ الحميد صغّر الدّائرة، وهم كبّروها! هو كان وما زال صادقا مع نفسه، وهم كانوا كالذي أتبع نفسه هواها فكان في هذه الدّنيا من المتنعّمين الطّامعين المتهافتين! إنّ الشّيخ رجل صدق ما عاهد الله عليه من البساطة والزّهد، إنّه يعيش صراعًا طويلا وأبديًّا مع الحداثة ومنتوجاتها التي تتصادم مع \" مغروس الثّوابت ومحصول التّقاليد\"! لذا فهو ينكر ما لم يتعوّد عليه، مثل علم النّفس، وعلم الاجتماع، وإعجاز القرآن، والسيارات، ودوران الأرض، و الكهرباء، والقنوات الفضائيّة.. إلخ. أكثر من ذلك فللشّيخ مؤلّفات في هذا الخصوص، لعلّ من أبرزها كتابه \"الفرقان في بيان إعجاز القرآن\"، وهو كتاب يردّ فيه الشّيخ على المجترئين على كتاب الله تعالى باسم ما يُعرف بـ\"إعجاز القرآن\". والشيخ مع كثرة التّأليف يقع في التّشابه، لذا قد تجد له كتابين يحملان موضوعًا واحدًا، ولو طلبت دليلاً لجاءك على النّحو التالي: للشّيخ كتاب اسمه \"عوائق في طريق العبوديّة\" موضوعه متماثل مع كتاب \"إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك\"، وكلاهما يدور حول فوائد قيّمة للسّالكين طريقهم إلى الله. وللشّيخ لقطات بلاغية رائعة، فهو يرى أنّ الحبّ لله جلّ وعزّ ولرسوله، أمّا محبّة الزّوجة فأمر محمود من غير تجاوز الحدود، مطالبًا في هذا الصّدد بتفعيل خاصيّة \"المودّة والرّحمة\"، انطلاقًا من قوله تعالى: \"وجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورَحْمَةً\"، ولم يقل حبًّا وغراما! وكلّ ما لم يوجد عند ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في العلم فهو دخيل غير أصيل، لذا يرفض الشّيخ كلّ مظاهر الحياة الحديثة ومنتوجاتها وإفرازاتها! أكثر من ذلك.. يمارس الشّيخ التّشكيك بالحضارة الغربيّة المعاصرة، مستشهدا بأقوال بعض الغربيّين أنفسهم، حتّى يخنق المعجبين بها وفق قاعدة \"وشهد شاهد من أهلها\"، وخاصّة كتاب ألكسيس كاريل \"الإنسان ذلك المجهول\"، وكتاب محمد أسد \" الإسلام على مفترق طرق\". وعلى ذلك فهو يستشهد مثلا بقول كاريل في وصف الحضارة الغربيّة عندما قال: (ومن ثمّ فإنّ التّقدّم الهائل الذي أحرزته علوم الجماد على علوم الحياة هو إحدى الكوارث التي عانت منها الإنسانيّة، فالبيئة التي ولّدتها عقولنا واختراعاتنا غير صالحة لا بالنّسبة لقوامنا ولا بالنّسبة لهيئتنا، إنّنا قوم تعساء، لأنّنا ننحطُّ أخلاقيًّا وعقليًّا!). ثمّ يعلّق الشّيخ الحميد على هذا النّص بقوله: (والعجيب أنّ هذا الكلام لـ\"كاريل\" قيل قبل أن تصل حضارتهم إلى ما وصلت إليه من التّدهور لأنّه ميّت منذ ستّين سنة وهذا كلامه.)! وللشّيخ منهج ساخر في الرَّدِّ – أحيانًا-، وعندما زرته مؤخّرٍا أهداني وريقات كتبها في الرَّدِّ على قرارات وتوصيات ما يسمى بـ\"المؤتمر العالمي لنصرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم\"، ليعلق الشّيخ على هذا المؤتمر قائلاً: (المؤتمر عقد في البحرين، والموضع \"فندق شيراتون\"، ولا تسأل عن الباقي..)!! والمؤتمر في نظر الشيخ الحميد ليس أكثر من مجموعة من المتعالمين، يحسنون لبس \"المشالح\"، ويتظاهرون بالعلم، لا يجمعهم إلا حبُّ العطاس وكثرة التّثاؤب!. وممّا زوّدني به أيضًا قصيدة في وصف \"قناة المجد\"، وهذه بعض أبياتها وهي في حدود 100 بيت


حَلَّتْ بِدَارِكَ شَاشَةٌ غَشَّاشَةٌ
رَحَّبْتَ فِيها دُوْنَما إِمْعَانِ 
مَنْ كَانَ يَطْلُبُ دِيْنَهُ فِي شَاشَةٍ 
جَاءَتْ لِهَدْمِ الدِّيْنِ والإيْمَانِ
و\"المَجْدُ\" أصْبَحَ شَاشَةً مَنْظُورَةً 
لمَّا أضَعْنَا مَجْدَنَا الإيْمَانِي
مَا مَجْدُ أُمَّتِنَا يُنَالُ وعِزُّهَا
بِخَوَادِعٍ رَاجَتْ عَلَى عُمْيَانِ
كَمْ غُرَّ بِالأسْمَاءِ غِرٌّ جَاهِلٌ
كَيْمَا يُلَبِّي دَاعِيَ الطُّغْيَانِ \"
المَجْدُ\" لَيْسَ بِشَاشَةٍ إدْرَاكُهُ
حَاشَا لِدِيْنِ اللهِ مِنْ بُهْتَانِ 
مَهْمَا تَزَوَّقَ بَاطِلٌ بِلِبَاسِهِ 
فَالنُّورُ يَكْشِفُ زَائِفَ البُطْلانِ
والدِّشُّ والتِّلْفَازُ مَا أضْرَارُهَا 
إلا كَمِثْلِ حَرَائِقِ النِّيْرَانِ 


بعد كلّ ذلك يبدو الشّيخ الحميد، وفق حياته العجيبة وآرائه الغريبة، تخليدا لقول أبي الدّرداء: (لن تفقه كلّ الفقه حتّى تمقت النّاس في ذات الله ، ثمّ ترجع إلى نفسك فتكون لها أشدَّ مقتًا). وقد شرح ابن القيم هذه المقولة بقوله: (وهذا الكلام لا يفقه معناه إلا الفقيه في دين الله، فإنّ من شهد حقيقة الخلق، وعجزهم، وضعفهم، وتقصيرهم، بل تفريطهم، وإضاعتهم لحق الله، وإقبالهم على غيره، وبيعهم حظَّهم من الله بأبخس الثّمن من هذا العاجل الفاني، لم يجد بُدًّا من مقتهم، ولا يمكنه غير ذلك البتّة. ولكن إذا رجع إلى نفسه وحاله وتقصيره، وكان على بصيرة منذلك، كان لنفسه أشدَّ مقتًا واستهانة، فهذا هو الفقيه)! أكثر من ذلك.. يقول الأستاذ والمفكر حسين أحمد أمين في كتاب \"الإسلام والغرب\" في صفحة 135 ما نصّه: (علّمنا التّاريخ أنّ المجتمعات التي تمرّ بهزّات عنيفة، أو تطورات ضخمة متلاحقة، كثيرًا ما تظهر فيها جماعات دينيّة انعزاليّة، تميل إلى أن تغلق الأبواب على نفسها في عالم خاصٍّ بها، وتقلّل إلى أقصى حدٍّ ممكن من صلاتها وعلاقتها ببقيّة العالم. وقد ظهرت مثل هذه الجماعات بين كلٍّ من اليهود والمسيحيّين والمسلمين). ولا أرى الشّيخ الحميد إلا رهين هذين النَّصين! هذا هو الحميد الشّيخ، الذي يعتبر نفسه ضيفًا على أهل هذا الزّمان، لأنّه رجل تأخّر ميلاده ألف سنة، فتصميمه من تصميم أهل القرون الأولى! وإذا أردت فوق كلّ ذلك مزيدًا، فاعلم أنّه في الوقت الذي يتهافت فيه طلبة العلماء ورجالاته على قصور الكبراء والوزراء، فإنّ الشّيخ الحميد يستعصم بعيدًا عن ذلك، بل يحصل العكس من ذلك تمامًا حيث يسعى إليه القوم فيستقبلهم أحيانًا، وفي أخرى يعتذر ويرفض، وله في ذلك دوافعه ومبرّراته، فانظر وتأملّ وتذكّر أنّ الله يرفع من يشاء بغير حساب! لقد ارتقى الشّيخ الحميد في الزّهد درجة جعلته يعمد إلى التّذكير بفنّ اسمه \"حراسة الخواطر\" على اعتبار أنّها الطّريق المؤدّي إلى الاستقامة متى ما تكاتفت مع \"إشغال القلب بخواطر الإيمان\" التي هي أصل الخير ومادّته من المحبّة والإنابة والتّوكّل ومحبّة الخير للمسلمين. حقًّا لقد عرف الشّيخ الحميد أنّ الدّنيا كما يصوّرها شاعرهم: ومَا هِيَ إلا سَاعَةً ثُمَّ تَنْقَضِي ويَذْهَبُ هَذَا كُلُّهُ ويَزُولُ !! لقد أدرك الشيخ أن الدنيا في عمر الزمن ساعة ،لذا أحبَّ الشَّيخ أن يستغلّها بما ينفعه، حتى يكون من الفائزين يوم تقوم السَّاعة


http://www.burnews.com/articles-action-show-id-3941.htm

كتبه أحمد العرفج