بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 000092                     التاريخ : 19 رمضان 24

السؤال : المسجد الذي بجوارنا يصلون التراويح 20 ركعة ثم يصلون الوتر ثلاث ركعات وفي اللقاء الماضي أنت قلت صلاة التراويح 8 ركعات بالإضافة ثلاث ركعات في الوتر فما هو السنة؟

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذه المسألة تكلمنا فيها كثيرا والسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فهذا غالب فعله صلى الله عليه وسلم ولكن صلاته طويلة أطول من صلاتنا التي نصليها الآن في صلاة التراويح والسلف الصالح وعلماء الأمة استحبوا الزيادة على ذلك فمنهم من استحبوا أربعين ركعة ومنهم من استحب أكثر من ذلك ومنهم من حث على الاستمرار على 23 ركعة كما يحافظ الأئمة في الحرمين الشريفين ولكن المسألة واسعة ولا يوجد من أحد من أهل العلم يضيق في هذه المسألة ولكن غالب فعل النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ركعات وثلاث ولكنه كان يقرأ قراءة طويلة فمن قرأ قراءة طويلة فالأولى له والسنة أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة وأما إذا لم تكن قراءته طويلة فإنه يكثر من عدد الركعات حتى يعوض النقص في طول القراءة وأحيانا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي أقل يعني يصلي سبعة وخمسة وثبت عنه صلى ثلاثة إحدى عشرة عدة مرات أكثر من إحدى عشرة ركعة كان يصلي 13 ركعة والله تعالى أعلم.

 

هل الخلاف في عدد ركعات التراويح خلاف معتبر ومستساغ بين أهل السنة والأثر أم هو خلاف مذموم وأن أكثر من إحدى عشر ركعة غير مشروع؟

هذا لا يعتبر خلاف أصلا هذا من التنوع والنظر في الأفضل والأكمل لأنه لا يوجد توقيت لصلاة التراويح أو الليل مطلقا والكل يرى من يصلي يصلي ما شاء ولا تعتبر أنها مسألة خلافية والقول من أن أكثر من إحدى عشر ركعة غير مشروع لم يقل به أحد من أهل العلم اللهم في عصرنا الحالي الشيخ الألباني رحمه الله يفهم من كلامه فقط أنه يرى عدم الزيادة على إحدى عشر ركعة وليس له أحد من أهل العلم يسبقه في هذا الاجتهاد.

 

 ألم يكن رواية عائشة تفصيل لمطلق قيام الرسول صلى الله عليه وسلم وتقييد له؟

لا هذه رواية عائشة عند الفقهاء جميعا حكاية حال يعني تحكي حال عندها فقط ثم إنها تحكي حالها فقط ولم تحكي حال غيرها وابن عباس حكى ثلاثة عشر ركعة وهي لم تكن معه في تلك الليلة فكما تعلمون لها ليلة من تسع ليال ليلة واحدة وبعض الليالي تكون نائمة ولا تدري كم صلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك كان كثيرا فإنها كانت تنام حتى يوقظها لتوتر فلا يمكن أبدا أن يكون حديث عائشة على الدوام وإنما هي تحكي أيام محدودة رأت النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، تخيلوا عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم بات عندها في رمضان ثلاث أو أربع ليال فقط في رمضان كله ولأجل هذا لا يعتبر توقيت لعدد أو توقيت لعدد ركعات الليل.

ويقول الأخ:وجابر بن عبد الله تابعها على إحدى عشر ليلة؟ نقول لا بأس نحن لم نقل إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل إحدى عشر ركعة؛ قلنا كان صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشر ركعة وكثيرا ما كان يصلي كذلك ولكن هل كان هذا الدائم؟ ليس بصحيح. وعلى كل حال لو كان هذا الدائم ولا كان يزيد عن ذلك طوال عمره فالذي يعرف في الفقه يعرف أن هذا لا علاقة له بالتقييد ولا له علاقة بالتوقيت. يقول: إن هذا هو السنة فقط فإن زاد أحد فلا يعنف ولا يؤاخذ ولا يعتبر قد خالف وكذلك إن نقص فلا يعنف ولا يؤاخذ ولا يعتبر قد خالف. فالفعل من النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت التقييد ولا يثبت الوجوب وكما قلت يا إخوان نحن نتعب نفسنا في شيء من البديهيات يعني ما أحدث هذا الإشكال إلا الشيخ الألباني رحمه الله يعني في خلال خمسة عشرة قرنا بعني منذ بدء الدعوة لم يحدث هذا الإشكال إلا كلمة من الشيخ الألباني هل كان جميع علماء الأمة وكبار العلماء والأئمة الأربعة وشيوخ الإسلام على مر التاريخ ما انتبهوا لحديث متفق عليه في الصحيحين يعرفه صغار طلاب العلم فلا شك الشيخ الألباني رحمة الله عليه هو المخطئ في ذلك ولم يفهم الحديث جيدا وإنما الذي فهمه كبار العلماء فقط.

يقول الأخ: الشيخ الألباني لا يعنف ولا يبدع ولا يفسق إذا قال إن الزيادة خلاف السنة؟

ونحن نقول هذا ولا نقول هذا في الذي يزيد بل إن الذي يزيد هو الصحيح الذي يزيد هو الذي فهم الحديث فهم صحيحا، والذي حصر عدد الركعات في إحدى عشرة هو الذي أخطأ في الفهم فالذي فهم إن إحدى عشرة ركعة ليست تقييدا وليست توقيتا هو المصيب والمخطئ الذي ظن أن هذا من التقييد فالأئمة الكبار الإمام الشافعي رحمة الله عليه يرى أن الأفضل أن يصلي أربعين ركعة والأئمة الكبار كالإمام أحمد والإمام مالك فإنهم يرون الزيادة عن إحدى عشرة بلا خلاف فجمهور العلماء من السلف والخلف يرى الأفضل الزيادة ومنهم من استحب السبعين بارك الله فيكم فلأجل هذا لابد أن نفهم القضية فاجتهاد الشيخ الألباني اجتهاد خاطئ ليس في محله والذي عليه علماء الأمة هو الصحيح وهو أنه لا يوجد حرج في الزيادة والأمر فيه سعة.

والله تعالى أعلم.