بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 001007                     التاريخ : 2ذي القعدة 1424هـ

السؤال : ما قولكم بقول بعض قيادات الجماعات الإسلامية الذين يصرحون أن القرارات في مؤسسات الجماعة  اتخذت بطريقة شوريه ديمقراطية ؟

 

وهل يمكن أن تشرح أكثر حول الديمقراطية فإذا كان أكثر الناس يريدون شيئا فلماذا يرفض ؟

 

 

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هؤلاء لم يفهموا معنى الديمقراطية ويتفاخرون بهذه الألفاظ ليظهروا أنهم متحضرون وهو جهل منهم. وإذا كانوا على علم ليعلموا أن الديمقراطية لا يقرها الإسلام بل هي ضد الإسلام وأما كلمة بطريقة شوريه فهذا هو الشرع قال تعالي ( وأمرهم شورى بينهم ) وقال ( وشاورهم في الأمر ) الشورى هو نظام الإسلام وأما الديمقراطية فهي حكم الشعب للشعب والأكثرية هم الذين يشرعون ويقررون ولو كانت مخالفة للشرع

: وأما هؤلاء حتى لو كانوا يفعلون الانتخابات ويدعون لما يسمونه بالديمقراطية وهم لا يعون معنى هذه الكلمة  فإنما يقصدون بذلك الأمور التي لا علاقة لها بالتشريع يعني الانتخابات ، هل يجرون تصويتا على شيء من الشرع ؟ الديمقراطية في مجلس لمجموعة من الناس يختلف كثيرا عن الديمقراطية في دولة ؛ فالديمقراطية في دولة تعني أن الشعب هو الذي يحرر القوانين وهو الذي يجعل القرارات مهما كانت مخالفة لدين الله عز وجل ، أما هؤلاء الذين هم في جماعات يقولون نحن عندنا ديمقراطية فهم كما قلت لا يفهمون معنى هذه الكلمة جيدا وإنما يريد أن يقول : نحن عندنا مشاورات ونأخذ برأي الأغلبية في مسألة هل فلان يكون رئيسنا ، هل فلان يكون هو المسؤول عن النواحي المالية ؟ ونحو ذلك من الأمور التي لا علاقة لها بالتشريع

لا بد أن ينصح هؤلاء  ويبين لهم المعنى الصحيح بكلمة ديمقراطية فلا يستخدمون الألفاظ الكفرية الموهمة في أمور لا علاقة لها بها والله سبحانه وتعالى أعلم .

 

 نحن عندنا في دين الله عز وجل أن الحكم لله عز وجل لا عبرة بالأكثرية فإن الله عز وجل ذكر( أن أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وقال عز وجل :( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) فأكثر الناس يستجيبون لداعي الشيطان والهوى وذكر أيضا عز وجل أن الصالحين قليل فقال : ] إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم [ فدائما الأكثر في الغالب يكونون على استجابة للهوى وداعي الشيطان وأما المسلم الممن الذي يحارب هواه والشيطان فهذا هو القليل ، ولا حكم لأحد مع الله عز وجل فإن التشريع حق من حقوق الله عز وجل فإذا فتح المجال لأي شخص بأن يشرع فهذا شرك  والعياذ بالله أكبر فلا يجوز أبدا أن يشرع غير الله عز وجل فالله عز وجل هو الذي يحكم وهو الذي يشرع مهما كانت الأكثرية ومهما كانت رغبة الناس بل لو رغب الكل فإن رغبتهم باطلة لأن الحكم لله عز وجل فالحاكم عليه أن يحكم الناس بما يرضي  الله وبما شرع وبما حكم عز وجل ] إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم [ فهذا هو السبب في عدم جواز الديمقراطية بمفهومها السياسي وهو أن الشعب هو الذي يشرع أحكامه عن طريق مجالسهم ويتخذون القرارات ويعرضون دين الله عز وجل للأسف على آراء البشر فما قبله الأكثرية فعل وما رفضه الأكثرية رد وهذا كفر والعياذ بالله

والله تعالى أعلم .