لإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن هذا الدعاء على سبيل
الاستحباب ، ويتأكد استحبابه . ولكن لا يأثم المؤمن بتركه ؛ لأن العلماء على أن
الأمر هنا للاستحباب وليس للوجوب . خاصة والذي يحضرني أن اللفظ من باب رواية
الفعل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل الخلاء قال : « اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث » ، ولا أذكر هل هناك لفظ بالأمر أم لا . وإن كان فهو ـ كما ذكرت ـ
محمول على سبيل الاستحباب لأنه ليس هناك أحد فيما أعلم من أهل العلم قال بوجوب
ذلك .
وأما بالنسبة لقول هذا
الدعاء إذا دخل المسلم الخلاء لغير قضاء الحاجة : فإنه لا يشرع ذلك ولا يستحب
في حقه ، لأن الخلاء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على ما نحن عليه الآن من وجود
كُنُفٍ في البيت كما ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها بأنه لم تتخذ الكُنُفُ في
البيوت في ذلك العهد ، وإنما كان إذا أراد الشخص أن يقضي حاجته خرج إلى الخلاء
، يعني : إلى مكان بعيد عن الناس ، فإذا أراد أن يقضي حاجته قال هذا الدعاء.
فإذاً الأمر ليس متعلقاً بمحل بعينه ، ولكن يقال هذا إذا أراد الشخص أن يقضي
حاجته ، وهذا الذي يعبر عنه بدخول الخلاء . أما على ما نحن عليه الآن من هذه
الحمامات الفاخرة التي تعتبر غرفاً ، فهذه لا يقال فيها هذا الذكر إلا لمن أراد
أن يدخل لقضاء الحاجة ، فإنه يقوله لقضاء الحاجة .
بالإضافة إلى أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان لديه إناء يبول فيه في غرفته التي ينام فيها ، فلم يرد أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا
دخل غرفته قال ذلك الدعاء ، وإنما هذا متعلق بحالة قضاء الحاجة فقط
.
والله
تعالى أعلم .