لإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الذي
يظهر من السؤال أنه يريد السن الذي تتحجب عنده المرأة . ولا شك أن
الحجاب يجب على المرأة إذا بلغت المحيض ، هذا لاشك فيه ؛ أنه لا
يجوز لها أن تفرط في حجابها الكامل التام إذا بلغت المحيض . ولكن
الفتاة التي لم تبلغ المحيض ولكنها كما يعبر عنها أهل العلم تشتهى
أو مطيقة للجماع ، وهي الفتاة إذا بلغت ثمان سنوات أو تسع ، فهذا
هو حد الفتاة المشتهاة المطيقة ، وقد ورد في الحديث وفيه ضعف أن
المرأة إذا بلغت تسع سنوات فهي امرأة . وكما تعلمون ثبت أن النبي
صلى الله عليه وسلم
تزوج عائشة رضي الله عنها وعمرها تسع
سنوات . فالمرأة في هذا السن عليها أن تتحشم فلا يظهر منها إلا ما
تحتاج إليه . وكان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صفات
تتصف بها المرأة ، فيقال : هذه ذات خدر ، وهذه عاتق ، كما في
الأحاديث الواردة في صلاة العيد ، فقال : أمر بإخراج الحيض
والعواتق وذوات الخدور ، والعاتق : هي المرأة التي عتقت من الخدمة
فأصبحت لا تتبذل في الدخول على الرجال ، وهذا هو السن الذي تكلمنا
عنه . وكذلك ذوات الخدور وهي المرأة البالغة التي تخدرت فلم تعد
تخرج من بيتها إلا للضرورة .
فالذي ذكرناه يتوافق مع هذا .
فإذا بلغت المرأة سن العاتق ، وهي التي تعتق من الخدمة فلا تدخل
على الرجال ، فهذه تتحشم في لباسها ولكن لا يجب عليها ستر الجسد
تاماً وجوباً حتى تبلغ المحيض . والله تعالى أعلم .
وبالنسبة لحد الحجاب الشرعي ،
فإنه :
أولاً : لا بد أن يكون ساتراً
لجميع البدن ، فلا يظهر منه شيء إلا ما تحتاج إليه المرأة لرؤية
الطريق كأن تكشف عيناً أو عينين ، أو تضع شيئاً شفافاً على العينين
بحيث ترى الطريق . وأن يكون لا يشف ولا يصف ولا
يحد . ولا يكون فيه تشبه بالكافرات
. ولا يكون ثوب شهرة . لا بد أن تجتمع هذه الأمور في
حجاب المرأة المسلمة .
ويرخص
للمرأة إن لم تكن تلبس شيئاً من الجوارب ـ وهذا بالنسبة للنساء
عموماً وإن كانت تلبس جورباً ـ يفضل لها أن تجر شيئاً من جلبابها
حتى يستر أقدامها بما لا يزيد عن الذراع كما رخص في ذلك النبي صلى
الله عليه وسلم .
والله
تعالى أعلم .