لإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن ذلك ليس
لازماً لأمور :
أولاً : لأن
العطف لا يقتضي الترتيب دائماً ، وإنما يكون لأجل العطف فقط بغير
ترتيب ، وهذا حاصل بكثرة ، وورد في القرآن وفي لغة العرب كثيراً ،
وخاصة بالنسبة للواو ؛ فإن الواو لا تقتضي الترتيب أساساً ، وإنما
الذي يقتضي الترتيب من حروف العطف هو ثم . وعلى الرغم من أن ثم
تقتضي الترتيب إلا أنها أيضاً قد جاءت في الكتاب والسنة على غير
ذلك الباب ، وأريد بها فقط الترتيب الذي يسمى الترتيب الرتبي وليس
الترتيب بمعنى الترتيب الزمني . هذا بالنسبة للآية الأولى .
وأما بالنسبة
للآية الأخرى فإن الموت هنا المراد منه العدم )وكنتم أمواتا
فأحياكم( فضد الحياة اعتبر موتاً وإن لم يكن قبله حياة ، فالعدم
يطلق عليه الموت ، ولكن الموت الذي يعبر عنه في اللغة في جل
المواضع إنما يراد به ما يكون بعد الحياة وهو مفارقة الروح للجسد ،
هذا هو الذي يعبر عنه بالموت ، ولا شك أنه لا بد أن يكون بعده حياة
. وعلى ذلك : فإن قلت : إن المراد بأن الله خلق الموت قبل الحياة ،
المراد العدم فهذا حاصل . والتعبير عن العدم بالموت قد يكون فيه
شيء من التجوز ، ولكن هذا هو المراد بالآية الثانية .
أما إذا أريد
بالموت مفارقة الروح للجسد فلا يكون خلق الموت قبل الحياة ، لابد
من الحياة أولاً وهو وجود الروح في الجسد ثم بعد ذلك المفارقة .
والله
تعالى أعلم .