لإجابة :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أن
هذه المسالة اختلف فيها أهل العلم ، ولكن الجمهور على القول الراجح
، وهو : أن ذلك واجب على المرأة ، بل إن البعض يعد ذلك من
أوجب واجباتها ، وهذا هو الصحيح الذي دلت عليه الأحاديث وجرى عليه
العمل إلى وقتنا الحالي ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم
عندما شكت إليه فاطمة رضي الله عنها ما تجد من أثر الرحى في يديها
من الطحن لم يُشكِها ولم يعطها خادمة ، وإنما دلها على الذكر الذي
تقوله قبل النوم ، ولو كان ذلك ليس واجباً عليها وهي بنت خير خلق
الله فإنه كان يلزم علياً أن يقوم بذلك ، خاصة وأن ذلك فيه شدة على
المرأة حتى إنه أثر في يديها . ولو كان هذا من فعل الرجل أو من
دوره لكان هو الأولى بذلك لأنه شديد البنية ولا يبحث عن نعومة اليد
بالنسبة له ، وإنما هذا بالنسبة للمرأة ومن ألزم اللوازم لها .
كذلك أسماء رضي الله عنها بنت أبي بكر رضي الله عنه ، فإنها كانت
تحمل النوى على رأسها لتعلف الفرس مسافة فرسخ أو نحو ذلك ، وتقوم
بشؤونه وبكل شيء ، فلو كان هذا من دور الرجل لكان الأولى به الزبير
بن العوام رضي الله عنه ، وإنما هذا من خدمة المرأة المطلوبة
الأساسية التي هي من أجلها خلقت، أيضاً ؛ فإن النبي صلى الله عليه
وسلم يقول : " والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها " ،
والراعي إن لم يهتم بطعام رعيته وملابسهم ونظافتها ونظافة المكان
فإن ذلك يكون خيانة لهذه الرعية ؛ فإن المرأة في بيت زوجها مسؤولة
عن كل ما يتعلق بهذا البيت ، ولو افترضنا أن رجلاً طلب منه أن يرعى
بعضاً من البهم وليس من البشر فإذا به لا يهتم بإطعامها ولا
بتنظيفها وتنظيف مكانها ، لقلنا : إن ذلك من أعظم التفريط الذي وقع
فيه . وهذه الأمور كما ذكرت مشى عليها المسلمون إلى وقتنا الحالي
وعليها العمل ، ولا يمكن أن يكون دور الرجل في الخارج السعي على
الرزق وأن يقوم بالخدمة داخل البيت ، فهذا من المستحيل . ولأجل ذلك
ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل العلم إلى أن
خدمة المرأة في بيتها من أوجب الواجبات عليها . والله تعالى أعلم .
ولا
يجوز للمرأة أن تقول لزوجها : قم بذلك أنت ، فإن ذلك من سوء الأدب
مع وليها الذي ذكره الله عز وجل في كتابه بلفظ سيدها ؛ فإن الله عز
وجل قال : (
وألفيا سيدها لدى الباب ) وسمى الزوج في القرآن بعلاً ، والبعل :
هو الرب ، فإذا قيل للزوج : إنه رب الأسرة ورب المرأة فلا
يجوز لها أن تخاطبه إلا بالحسنى . وقد قالت حفصة بنت سيرين : ( ما
كنا نخاطب أزواجنا إلا كما تخاطبون أمراءكم ) ، فالذي يخاطب الأمير
لا يقول له : افعل ذلك أنت .
والله
تعالى أعلم .