بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 001181                     التاريخ : 8-1423

السؤال : الأخ يسأل عن خدمة المرء لزوجها في البيت من تنظيف وغسيل ونحو ذلك هل هو واجب عليها أم أن ذلك من المستحبات فقط ، وهل يجوز لها أن تقول : افعل أنت ذلك ؟

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أن هذه المسالة اختلف فيها أهل العلم ، ولكن الجمهور على القول الراجح ، وهو : أن ذلك واجب على المرأة ، بل إن البعض يعد ذلك من أوجب واجباتها ، وهذا هو الصحيح الذي دلت عليه الأحاديث وجرى عليه العمل إلى وقتنا الحالي ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم  عندما شكت إليه فاطمة رضي الله عنها ما تجد من أثر الرحى في يديها من الطحن لم يُشكِها ولم يعطها خادمة ، وإنما دلها على الذكر الذي تقوله قبل النوم ، ولو كان ذلك ليس واجباً عليها وهي بنت خير خلق الله فإنه كان يلزم علياً أن يقوم بذلك ، خاصة وأن ذلك فيه شدة على المرأة حتى إنه أثر في يديها . ولو كان هذا من فعل الرجل أو من دوره لكان هو الأولى بذلك لأنه شديد البنية ولا يبحث عن نعومة اليد بالنسبة له ، وإنما هذا بالنسبة للمرأة ومن ألزم اللوازم لها . كذلك أسماء رضي الله عنها بنت أبي بكر رضي الله عنه ، فإنها كانت تحمل النوى على رأسها لتعلف الفرس مسافة فرسخ أو نحو ذلك ، وتقوم بشؤونه وبكل شيء ، فلو كان هذا من دور الرجل لكان الأولى به الزبير بن العوام رضي الله عنه ، وإنما هذا من خدمة المرأة المطلوبة الأساسية التي هي من أجلها خلقت، أيضاً ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها " ، والراعي إن لم يهتم بطعام رعيته وملابسهم ونظافتها ونظافة المكان فإن ذلك يكون خيانة لهذه الرعية ؛ فإن المرأة في بيت زوجها مسؤولة عن كل ما يتعلق بهذا البيت ، ولو افترضنا أن رجلاً طلب منه أن يرعى بعضاً من البهم وليس من البشر فإذا به لا يهتم بإطعامها ولا بتنظيفها وتنظيف مكانها ، لقلنا : إن ذلك من أعظم التفريط الذي وقع فيه . وهذه الأمور كما ذكرت مشى عليها المسلمون إلى وقتنا الحالي وعليها العمل ، ولا يمكن أن يكون دور الرجل في الخارج السعي على الرزق وأن يقوم بالخدمة داخل البيت ، فهذا من المستحيل . ولأجل ذلك ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم من أهل العلم إلى أن خدمة المرأة في بيتها من أوجب الواجبات عليها . والله تعالى أعلم .

ولا يجوز للمرأة أن تقول لزوجها : قم بذلك أنت ، فإن ذلك من سوء الأدب مع وليها الذي ذكره الله عز وجل في كتابه بلفظ سيدها ؛ فإن الله عز وجل قال : ( وألفيا سيدها لدى الباب ) وسمى الزوج في القرآن بعلاً ، والبعل : هو الرب ، فإذا قيل للزوج : إنه رب الأسرة ورب المرأة فلا يجوز لها أن تخاطبه إلا بالحسنى . وقد قالت حفصة بنت سيرين : ( ما كنا نخاطب أزواجنا إلا كما تخاطبون أمراءكم ) ، فالذي يخاطب الأمير لا يقول له : افعل ذلك أنت .

 

 

والله تعالى أعلم .