بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 001187                     التاريخ :   9  -  1423 هـ

السؤال :  لو علق المصحف لطلب الرزق ?

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

هذه مسألة أخرى . المصحف لا يجلب الرزق وإن كان الكلام الذي فيه هو كلام الله ، وطلب الرزق يكون من الله سبحانه وتعالى . والتبرك بتعليق المصحف أو تعليق شيء من الأذكار والأدعية من باب ما يدخل تحت التمائم ، فالسلف اختلفوا فيه ، وإذا علق للبركة فلا أرى في ذلك حرجاً إن شاء الله تعالى ، لأن القرآن مبارك أينما كان ، وهو كلام الله سبحانه وتعالى ، وإن لم تكن البركة في كلام الله سبحانه وتعالى ففي أي شيء ستكون ؟! وأما طلب الرزق فهو يختلف عن البركة ، فالبركة : هي النماء والزكاء والطهارة والخير وحصول المنفعة التامة ، وأما استجلاب الرزق فهذا لا بد فيه من العمل واللجوء إلى الله سبحانه تعالى بطلب ذلك منه ، ثم بعد ذلك أن يبارك الله سبحانه وتعالى في هذا الرزق . والمصحف لا يتعلق بنفس الرزق ولكن إذا علق في مكان فإن هذا المكان يكون فيه من البركة لوجود هذا المصحف ، ولكن لا يدل ذلك على أن الرزق يأتي إلى هذا المكان ، وإنما هذا المكان فيه البركة من الله وفيه الخير . هذا الفرق بين الرزق وبين البركة ، وقد يكون الشخص مباركاً وهو من أفقر الناس وقد ضيق الله عليه في الرزق ، والنبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون رجل مبارك بل هو أبرك الخلق ومع ذلك كان يمر عليه الشهران لا يوقد في بيته نار ، وكان يبيت طاوياً من الجوع ، بل خرج يوماً من شدة الجوع في قصة طويلة والتقى بأبي بكر وعمر ، وتعرفون هذه القصة وهي في الصحيح . فالبركة شيء والكثرة شيء والرزق شيء ، فلا يداخل المسلم بين هذه الأمور وإنما ينزل كل واحدة منزلتها منها

 

والله تعالى أعلم .