بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 001200                     التاريخ :   9  -  1423 هـ

السؤال : الأخ يسأل عن صلاة التسابيح فيقول : هناك من أهل العلم من ضعف هذه الصلاة أو ضعف الأحاديث الواردة فيها ؟

 

   هناك استشكال آخر ، وهو أن الأخ يقول : كيف غابت هذه الصلاة عن العلماء ، وكيف لم يعرفها الأئمة الأربعة ؟

 

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

 

قد ذكرت ذلك الاستشكال والرد عليه في كلام سابق . وهناك أيضاً من أهل العلم من صححها . والعبرة دائماً إذا اختلف العلماء بحجة كل فريق ، فالذين يضعفون حديث صلاة التسابيح فإنما يضعفونه من جانب وهو جانب بعض الأسانيد التي وقفوا عليها وقد أحسن من انتهى إلى ما وصل إليه وإلى ما سمع . وأما الذين صححوها فإنما صححوها لأنهم وقفوا على طرق أكثر من الطرق التي وقف عليها من ضعف هذه الصلاة .

 

هذا الكلام عليه ملاحظة من عدة جوانب ومنها :

أنه هناك أمور فاتت بعض العلماء المتقدمين ، وهذا لا يعني عدمها ؛ فمثلاً صيام الست من شوال بعد رمضان كان يرى الإمام مالك أنها بدعة ويقول لم أر أحداً يفعلها من السلف . وهذا الكلام معلوم أنه مرجوح وأن الصحيح أن تصام هذه الأيام لثبوت الحديث بها ، فعدم معرفة المسألة لا يعني عدمها ... ( يوجد سقط في الكلام ) ومنهم الإمام أحمد رحمه الله فإنه قد سئل عن حديثها فضعفه ثم بعد ذلك رجع إلى تحقيقها وإثباتها . وهناك من أهل العلم من استشكل الأجر العظيم الذي فيها وهذا ليس بحجة فإن الأجر العظيم قد ترتب على أقل من ذلك كما في حديث صلاة الجمعة فإن من بكر لها فإن كل خطوة يخطوها تكفر عنه سنة كاملة ويكتب له بأجر سنة صيامها وقيامها وهذا أجر عظيم بخطوة واحدة . وأما قولهم بأن هذه الصلاة هيئتها تختلف عن هيئة الصلاة فإن هذا ليس بصحيح فإنها لا تختلف عن الصلاة إلا بإكثار التسبيح في الأركان ، وهذا داخل في أصل الصلاة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذه الصلاة جعلت لذكر الله وقراءة القرآن ، وكثرة الذكر في هذه المواضع غير محظورة وليست بمعزل عن الصلاة المعروفة والحمد لله . وعلى كلٍ ، هذه الردود كلها قد ردها علماء كبار من السابقين من السلف وغيرهم من أهل العلم الذين تبعوا المنهج السلفي ، وممن أثبت حديثها الإمام ابن حجر رحمه الله والإمام النووي ، وصححها قبلهما الإمام الحاكم وصححها ابن خزيمة وصححها أبو يعلى وصححها الإمام الهيثمي وصححها جماعة كثيرة جداً من أهل العلم أثبتوها ، بل إن الدار قطني قال : إن أصح ما ثبت في صلاة النوافل صلاة التسابيح ، وما صح في فضائل القرآن قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ، يقول : هذا أصح ما ورد . وهناك نصوص كثيرة لا تحضرني ولا أحفظها وفي إجابتي على السؤال سابقاً ذكرت منها شيئاً ، وقلت : إن هناك من أفرد هذه الصلاة بمؤلفات من الأئمة القدامى ومن اللاحقين الذين استوعبوا كلام العلماء القدماء . وممن أفردها من القدماء الإمام الخطيب البغدادي وغيره من العلماء لإثباتها وإثبات طرقها . وأما من الكتب الحديثة الجيدة في ذلك ويمكن أن يرجع إليها الأخ السائل كتاب ( التنقيح لما جاء في صلاة التسابيح ) تأليف الأخ جاسم بن سليمان الدوسري ، وهو كتاب جيد جداً في استيفاء الطرق وكلام العلماء في هذه الصلاة .

 

والله تعالى أعلم .