بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 001319                     التاريخ : 16 - 1423 هـ

السؤال : الأخ يسأل يقول : ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فإن فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " ، فيقول : كيف نوفق بين هذا الحديث وبين قول الله تعالى : ] لا إكراه في الدين [ ، وبينَ القولةِ التي تقول : إن الإسلام لم ينتشر بالسيف ؟

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

هذا الحديث لا يتعارض مع الآية ؛ فإن الآية تتحدث عن حصول الإكراه الواقع في قلب الشخص ، فإنه لا يمكن أن يكره أحد أحداً على حصول اعتقاد داخلي في نفسه ، فالله سبحانه وتعالى يقول : ( لا إكراه في الدين ) يعني : لا يمكن أن يحصل إكراه لشخص أن يعتقد خلاف ما يريد أن يعتقد ، ولأجل هذا قال : ( قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها )، فهذا المراد بالآية ولا يتعارض مع قتال الكفار حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ؛ لأنهم قد يشهدوا أن لا إله إلا الله حماية لأنفسهم وصيانة لدمهم وهم في الحقيقة لم يدخلوا في الدين ، فلأجل هذا لا إكراه في الدين حقيقة .

أما بالنسبة للمقولة التي تقول : إن الإسلام لم ينتشر بالسيف ، فهذه المقولة على إطلاقها هكذا مقولةٌ باطلة وليست بصحيحة ، بل إن الإسلام انتشر بالسيف وذلك إذا كان الكفار لم يستجيبوا للدعوة بالحسنى ؛ فإن لم يستجب الكافر للدعوة بالحسنى ولنداء الله سبحانه وتعالى في الدخول في هذا الدين الصحيح ، فإنه يجب قتاله أو يقبل بدفع الجزية إن كان ممن يقبل منه الجزية ، ويدفع الجزية ذليلاً صاغراً لأنه رضي بالكفر عن الإسلام . والإسلام دين ينتشر بالدعوة وبالموعظة الحسنة ، فإن لم تنفع فلا بد من تطهير العالم من هؤلاء الكفار الذين يدينون ديناً باطلاً وينشرون الباطل في الناس ، فهم أمراض ومعاول هدم تحتاج لأن نتخلص منها ، والقول بخلاف ذلك هو قولٌ بخلاف ما دل عليه الدين ؛ فإن ذروة سنام الإسلام هو الجهاد ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري " ،

 

 

والله تعالى أعلم .