بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم : 001398                     التاريخ :  12 - جماد 2 - 1425 هـ

السؤال : إن بعض الناس يقولون إن السفر في هذا العصر أصبح آمنا فيجوز أن تسافر المرأة بغير محرم ؟

عندنا في فلسطين أصدروا فتوى بجواز سفر المرأة بدون محرم اعتمادا على فتوى ذكرت تحت اسم عصبة النساء ؟

 

 

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

 

لإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

هذه دعوى باطلة بل إن السفر في زماننا هذا أصبح غير آمن أكثر من الماضي لأن الناس في الماضي كان فيهم الخير ولم تكن الفواحش قد انتشرت هذا الانتشار المريع فالمرأة إذا سافرت لا يخفى عليها إلا من قطاع الطرق واللصوص وإلا من غيرهم فهي آمنة فالآن إنك لا تأمن أحيانا على البنت من أخيها وأحيانا للأسف من أبيها في بعض المجتمعات وقد ظهر للأسف  في الحوادث الكثيرة التي نمر بها فالمرأة تتعرض لفتن كثيرة وحوادث السفر الآن متعددة وكثيرة وهذا الكلام ليس بصحيح والنبي صلى الله عليه وسلم لم يربط سفر المرأة بقضية الأمن وإنما جعل الكلام عاما فيلتزم بما فيه

أقول هذه فتوى مصادمة للنص فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل بجواز سفر المرأة إذا سافرت المرأة في عصبة من النساء ولكن في الحج خاصة إذا كانت في رفقة آمنة من النساء وما ذلك إلا أن الحج واجب أساسا على المرأة ففرق بين السفر الواجب الذي أمر به الله عز وجل وبين الأسفار الأخرى وهناك من أهل العلم من يقول بسفر المرأة الواجب من غير محرم أساسا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما أمر بأن المرأة تسافر بغير محرم أمر المرأة بأن تحج وهذا يسمى عند أهل العلم تعارض عمومين فيخصص أحدهما من الآخر فإما أن يقال أن تسافر المرأة من غير محرم لأمر واجب أو حج وإما يقال أن المرأة تسافر للحج إذا كانت ذات محرم فهذا من أصعب المسائل الفقهية ويقال أن هذا عند تعارض العمومين فلا نخلط ونأتي بسفر ليس بواجب ولا فرض عليها ويقال أنها تسافر برفقة آمنة فهذا الكلام لا دليل عليه

والصحيح أن المرأة لا تسافر بغير محرم مطلقا إلا في السفر الواجب عليها

 

والله تعالى أعلم .