بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم: 000185                     التاريخ: 9 محرم 25

السؤال: هل الشخص الميت في قبره يسمع من يزوره؟

رابط الحفظ

استمع إلى السؤال والإجابة | طباعة

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

الشخص الذي مات لا يسمع ولا يرى أهل الدنيا وإنما يعيش حياة أخرى في البرزخ كما قال تعالى: ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " كلمة برزخ تعني مانع وحاجز بين منطقتين فالقبر برزخ بين الدنيا وبين الآخرة وهو حاجز ومانع كما قال تعالى: " وجعل بينهما برزخ وحجرا محجورا " فالبرزخ هو الحاجز الذي يمنع بين منطقتين ويحول بينهما فالذي يموت انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة فلا يسمع فيها شيئا ولا يعرف مايدور فيها ولا يرى ولأجل هذا شبه الله في آيات الكفار بأصحاب القبور لأنهم لا يسمعوا ولا يروا شيئا  فقال: " وما أنت بمسمع من في القبور " وقال " إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين " فالقبر الذي فيه لا يسمع ولا يرى من أهل الدنيا شيئا وقد ورد بعض النصوص وذهب بعض أهل العلم من اجلها لسماع من في القبور ومن ذلك النصوص حديث قرع النعال المشهور الذي في صحيح البخاري الذي فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنه ليسمع قرع نعالهم " فظن بعض أهل العلم أن المراد أنه يسمع حقيقة ولكن هذا التعبير مجازي مشهور في اللغة والتعبير عن قرب أصحابه منه ولو كان حيا في مكانه ما سمع قرع نعالهم فكيف وهو ميت، وكثيرا ما يعبر بقرب الشخص فيقال: إنه لقريب حتى أنه يسمع قرع نعله، وليس المراد أن يسمع حقيقة قرع النعل هذا شيء والشيء الآخر حديث قليب بدر عندما خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة.......حتى قال لهم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فقال له عمر يا رسول الله أتخاطب قوما قد جيفوا؟ فقال رسول الله  : صلى الله عليه وسلم ما أنت بمسمع ما أقول منهم يا عمر. أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. فانكار ابن عمر دليل على أن أهل القبور لا يسمعوا شيئا وأن هذا المقرر في ذهن الصحابة ولكن ما هو الحال في مثل هؤلاء الجواب لكثير من أهل العلم أن الله أحياهم له وجعلهم يسمعونه توبيخا لهم وهذا بصفة خاصة بالنسبة لهؤلاء وليس لجميع الموتى . ثم إن عائشة رضي الله عنها تكلمت في الرواية فقالت: ما أنت بأعلم منهم " أي من باب العلم وليس من باب السماع الحقيقي وبذا على رواية عائشة فلا إشكال فيها وأما الرواية الثانية فذكرنا الإشكال فيها.

والله تعالى أعلم.