رد أهل العلم والإيمان على افتراءات طارق السويدان
منقول
الحمد لله الذي قيض لهذا الدين رجالاً ينفقون عنه تحريف الغالين وإجحاف
المبطلين ويحفظون للناس دينهم ويعلمونهم سنة نبيهم صـلى الله عليه وسلم فما
أعظم فضلهم على الناس وما أجهل الناس بحقهم وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صـلى الله عليه وسلم القائل : (( لا
يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى
يأتي أمر الله )) وعلى آله وصحبه وسلم .
ثم أما بعد فإنه قد كثر في هذه الأيام المتقولون على دين الله جل وعلا
والمتشدقون والمتفيهقون بملئ أفواههم بغير علم ومالهم من علم إلا اتباع
الظن بل أن بعظهم يتبعون أهوائهم ليضلوا الناس عن كتاب ربهم وسنة نبيهم
صـلى الله عليه وسلم .
ولأن سلفنا الصالح رضي الله عنهم كانوا إذا سمعوا أو رأوا أمثال هؤلاء
الناس بادروا إلى إبطال أقوالهم وضلالاتهم التي يبثونها للناس وهدموا عروش
بدعهم ليحفظوا دين الله عز وجل من هؤلاء الدخلاء وقد وجد في زماننا هذا من
يقوم بهذا الواجب العظيم الذي غفل عنه الكثير بحجة أن هذا فيه تفريق لكلمة
المسلمين وهذه والله حجة واهية فكيف يجتمع الناس على دين كله شوائب وفيه ما
ليس منه والواجب على الناس أن يجتمعوا على الدين القويم الذي تركنا عليه
نبينا صـلى الله عليه وسلم وسار عليه صحابته الكرام رضي الله عنهم
والتابعون لهم بإحسان فنحمد الله عز وجل وأن سخر لنا هؤلاء العلماء الأفذاذ
الذين يذودون عن عرض هذه الدعوة _ دعوة الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح
_ ولأنه قد ظهرت هذه الأيام أشرطة في قصص الأنبياء وقصص من التاريخ
الإسلامي لرجل يدعى طارق السويدان فيها من الضلال والزيغ والأحاديث
الموضوعة والضعيفة والسب لأصحاب رسول الله صـلى الله عليه وسلم ما الله به
عليم أحببت أن أبين لإخواننا في الدين كلام أهل العلم والفضل في هذا الرجل
وفي أشرطته وحكم نشر أشرطته لأنه قد أغتر بها والكثيرون وصاروا يروجونها
وكأنها أشرطة لرجل له باع في العلم .
بل هو كما قال شيخنا الفوزان _ كما ستقرأ _ أنه متطفل على الكتب وهذه
الفتاوى قد جمعت من كلام أهل العلم من شريط إسمه رد بهتان طارق السويدان .
وفي الأخير أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم وابتغاء
مرضاته وذباً عن سنة نبيه صـلى الله عليه وسلم .
فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز (1)
س : في آخر أشرطة الدكتور طارق السويدان عنوانه قصة النهاية ، يقول أن
سماحتكم قد وافقه على ما يقول ، وأنكم لم تجدوا عليه أي ملاحظة ، فهل ما
يقوله صحيح ، وما رأيكم في استماع أشرطته فيما جرى وشجر بين الصحابة _
رضوان الله عليهم _ :
ج : لم أسمع أشرطته ، ولكن بلغنا أن أشرطته التي تتعلق بالصحابة والفتن
التي بينهم أنها غير مناسبة وثبت عندنا ذلك وأشرنا إلى المسؤولين ألا تباع
لئلا يقع بذلك فتنة . ثم قال الذي يلقي عليه الأسئلة : وقوله أنكم توافقون
؟
فأجاب سماحته _ رحمة الله _ : ما اطلعت عليها وما أوافقه على شيء من هذا
لأني ما اطلعت عليها وإنما نصحنا بعدم نشر وإذاعة الأشرطة التي تتعلق
بأشرطته في الفتنة التي بين الصحابة .
(1) الإيضاح والبيان على أخطاء طارق السويدان ص (45)
فتوى الشيخ محمد بن صالح العثمين(2)
س : سماحة الشيخ … سؤال مهم أرجو الإجابة : ما رأيكم في أشرطة الدكتور طارق
السويدان وهل تنصحون باستماعها ؟
ج : أنا أنصح باستماع الأشرطة المفيدة من أي إنسان كان ، وأحذر من الاستماع
من الأشرطة غير المفيدة من أي إنسان كان ، والإنسان الفاهم العاقل يعرف ما
ليس بمفيد وما كان مفيداً ، فأي أشرطة تنشر ما حدث بين الصحابة من أمور
اجتهادية التي أدت إلى اقتتال بعضهم مع بعض على وجه الخطأ أو العمد الذي هم
فيه مجتهدون . فإن هذه الأشرطة لا يجوز استماعها لأنها لابد أن تؤثر في
القلب ، الميل مع هؤلاء أو هؤلاء ومادام الإنسان في عافية فالحمد لله .
فإن قال قائل : أنا أريد أفهم وأعلم نقول الحمد لله الكتب موجودة ارجع
إليها أنت ، أما أن ينشر ما جرى بين الصحابة فهذا لا يجوز أبداً ولا
استماعها وكان من عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم يسكتون عما شجر بين
الصحابة ويفضون أمرهم إلى الله عز وجل ويقولون ما ورد منهم من الخطأ فهم
مجتهدون إما مصيبون فلهم أجران أو مخطئون فلهم أجر .
وإذا قدر وأن هناك خطأ محقق بدون تأويل فإن حسناتهم العظيمة تنغمر فيها
مساوئهم ، يدلك على أن المساوئ تنغمر بالحسنات . ما جرى لحاطب بن أبي بلتعة
رضي الله عنه حين كتب إلى قريش يخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد
غزوهم فأطلع الله نبيه على ذلك وكان أرسله مع امرأة فأدركت المرأة وجئ بها
وإذا الكتاب من حاطب يخبرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يغزوهم
إذن كان جاسوساً لقريش الكافرة ؟ فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما
هذا يا حاطب فاعتذر بعذر قبله النبي صلى الله عليه وسلم فستأذن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه أن يضرب عنقه لأنه جس على المسلمين ، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : (( لا ، إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما
شئتم فقد غفرت لكم )) فانظر كيف اندرج هذا الخطأ العظيم تحت هذه الحسنة
الكبيرة فغمرته .
إذا كان هذا حكم ما جرى بين الصحابة أنهم أما مجتهدون والمجتهد إما مخطئ
وإما مصيب فإن كان مخطئاً فله أجر وإن كان مصيباً فله أجران ، وإما أنهم
غير مخطئين بل متعمدين لكن لهم من الحسنات الكثيرة من الجهاد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وحمل الشريعة الإسلامية إلى من بعدهم وغير ذلك من
الحسنات العظيمة التي تنغمر فيها مساوئهم وإذا كان كذلك فما باله ينشر
المساوئ الآن أليس هذا يحدث أن يحب فلان دون فلان أو فلان دون فلان ، بلى
والله يحدث هذا فلا يجوز نشر مثل هذه الأشرطة ولا الاستماع إليها هذا هو
الظابط سواء كان من فلان أو فلان .
كذلك أيضاً يجب أن نحترز غاية الاحتراز أن نسمع إلى قول من ليس من أهل
الاختصاص فيما يقول ، فمثلاً لو جاءنا رجل فقيه وصار بتكلم بالتاريخ لا نثق
به تمام الثقة لماذا ؟ لأنه ليس من اختصاصه ونثق بصاحب التاريخ الذي هو
دونه بالفقه لأن التاريخ من التاريخ من اختصاصه فكيف إذا كان المتكلم هذه
الأشرطة ليس له اختصاص في العلوم الشرعية وإنما اختصاصه في الفيزياء
والكيمياء أو ما أشبه ذلك يكون كحاطب ليل … حاطب الليل يا أخواني إذا سمعتم
به يأخذ الحطب من الأرض وقد يكون فيه حيه وهو لا يدري فحاطب الليل هو الذي
لا يميز بين النافع والضار ، هذا الضابط فكل من لا يميز بين ضار ونافع يسمى
حاطب ليل . أ . هـ
(2) المرجع السابق .
(3) فتوى الشيخ صالح الفوزان :
هذه الأشرطة لا يجوز ترويجها ولا بيعها ولا شراؤها بل يجب منعها لأنها تشكك
الجهال في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز الكلام في هذه
الأمور ونشر ذلك بين الناس لأن من عقيدة أهل السنة الإمساك عما شجر بين
الصحابة رضي الله عنهم فلا يدخلون في ذلك ولا يبعثونه من جديد ولا يروجونه
بين الناس خصوصاً بين العوام والجهال .
وإيضاً الذي سجل هذه الأشرطة ليس من أهل العلم فيما بلغنا ولا من أهل
الاختصاص في التاريخ وإنما هو متطفل يقرأ في الكتب ويسجل ولا يعرف الصحيح
من غير الصحيح هذا من أعظم الضلال والعياذ بالله .
(3) شريط رد بهتان طارق السويدان .
فتوى الشيخ عبد المحسن العباد (4)
س : إنتشرت أشرطة في قصص الأنبياء وفضائل الصحابة لأحد الوعاظ وفيها يتهجم
على الصحابة في هذه الأشرطة فما قولكم في هذا الواعظ وأشرطته ؟
ج : والله من يتهجم على الصحابة هذا يجني على نفسه ويجر الوبال والضرر على
نفسه لأن الكلام وغيبة الناس غير سائغة وحرام ومن الكبائر فكيف إذا كانت في
أصحاب رسول الله الذين هم خير الناس والذين جعلهم الله واسطة بين الناس
وبين رسول الله ما عرف الناس كتاب وسنة إلا عن طريق الصحابة وما عرفوا
الهدى وما عرفوا النور الذي أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور إلا
عن طريق الصحابة والذي يتكلم فيهم يجني على نفسه ويجر البلاء على نفسه كيف
يتكلم في خير الناس وفي أفضل الناس الذين ما كان قبلهم ولا يكون بعدهم
مثلهم فهم خير هذه الأمة التي هي خير الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي
خير أمة أخرجت للناس وخير هذه الأمة أصحاب رسول الله رضي الله عنهم .
ولهذا العلماء يكتفون إذا عرف أن الشخص صحابي لا يحتاج إلى شيء أكثر من
كلمة صحابي لأنه له شرف عظيم من حصل له فقد ظفر بالخير الكثير ولهذا لا
يحتاج إلى توثيق وتعديل بل إذا عرف أن الشخص الواحد صحابي يكفيه أن يقال
أنه صحابي ولهذا المجهول فيهم حكم المعلوم بخلاف غيرهم فأنه لا بد من معرفة
الرواة حتى يعول على أحاديثهم أما الصحابة سواء عرفوا أو جهلوا المجهول
فيهم في حكم المعلوم .
ولهذا الأشرطة التي فيها كلام في الصحابة لا يجوز اقتنائها أو الانشغال بها
لأن فيها بلاء وفيها قدح في خير القرون وقد قال أبو زرعه الرازي رحمة الله
عليه : إذا رأيتم من ينتقص أحد من أصحاب رسول الله فاعلموا أنه زنديق وذلك
أن الكتاب حق والرسول حق وإنما أدى إلينا الكتاب والسنة أصحاب رسول الله
وهؤلاء يردون أن يجرحوا شهودنا ويبطلوا الكتاب والسنة والجرح هم أولى
بالزندقة .
س : سماع أشرطته التي خصصها في الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ؟
ج : أنا أقول الشخص الذي كلامه غير الآخرين لا يجوز الاشتغال بكلامه ولا
الالتفات إلى كلامه لأن أهل السنة والجماعة طريقتهم أن تكون ألسنتهم سليمة
وقلوبهم سليمة يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في الواسطية : ومن
أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله .
هذه من أصول أهل السنة والجماعة القلوب سليمة والألسنة سليمة القلوب سليمة
الغل والحقد والغيض والألسن سليمة من القدح والذم والشتم العيب ولهذا الله
عز وجل لما ذكر في سورة الحشر ثلاث آيات آية في المهاجرين وآية في الأنصار
وآية في الذين يجيئون بعدهم مستغفرين لهم سائلين الله ألا يجعل في قلوبهم
غلاً لهم : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين
سبقونا بالإيمان } . هذه سلامة القلوب وسلامة الألسنة الألسنة سليمة
ماتذكرهم إلا بخير ولا تتحرك إلا بالثناء عليهم والدعاء لهم _ { ولا تجعل
في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } _ سلامة القلوب من الغل والحقد والغيض وهذه
هي أصول أهل السنة والجماعة ويقول الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة :
ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حبهم نحب ولا نبغض ومع حبنا لا نتجاوز
الحدود .
فقوله نحب أصحاب رسول هذا يخرج طرف الجفاء وجانب الجفاء ونحن نحب ولسنا
مبغضين لسنا جفاة بل نحن محبون ولما كان الحب ينقسم إلى قسمين حب باعتدال
وحب بغلوٍ وإفراط قالوا ولا نفرط في حبهم إذاً أخرج الطرفان المذمومان طرف
الإفراط وطرف التفريط طرف الغلو وطرف الجفاء ثم قال : ونبغض من يبغضهم
وبغير الخير يذكرهم .
إن ذكرهم بغير الخير نحن نبغضه من ذكرهم بسوء نحن نبغضه وقال : وحبهم دين
وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان .
لأنهم هم الذين جائوا بالدين ما عرفنا الدين إلا عن طريق الصحابة والنور
الذي أنزله الله على رسوله _ { فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا } _
ما عرفه الناس إلا عن طريق الصحابة رضي الله عنهم فلا يلتفت إلى الكلام
الذي فيه نيل من الصحابة ولهذا قال شارح الطحاوية : والفتن التي كانت أيامه
_ أي أيام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب _ قد صان الله منها أيدينا ولأننا
ما كنا في زمانهم حتى يكون لنا دخل وحتى نشارك قد صان الله منها أيدينا
فنسأله أن يصون عنها السنتنا .
لأن هذا الذي بقي معنا الألسنة الأيدي سلمت لأنها ما وجدت في ذلك الزمان
حتى تشارك وحتى يكون لها دخل فنسأله أن يصون عنها ألسنتنا هذه طريقة أهل
السنة والجماعة ما هو الإنسان يعني يفتح فاه ويحرك شفتيه ويحرك لسانه في
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الناس ما يتكلم الإنسان فيهم ((
من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) فكيف أصحاب رسول
الله رضي الله عنهم الذين هم الواسطة بين الناس وبين رسول الله .
فتوى الشيخ محمد بن هادي المدخلي
(9):
س : فضيلة الشيخ محمد حفظه الله كثر الكلام في هذا الوقت حول أشرطة طارق
السويدان هل يحدر من جميع الاشرطة التي يتكلم فيها أو نحدر من الأشرطة التي
يقوم فيها بالكلام على الصحابة وهل يحق ليى التحدير منها آملا الاجابة
بالتفصيل على ذلك ؟
جـــ : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نينا محمد على آله وصحبه وسلم ...
فأما طارق سويدان فكنت من قبل أسأل عنه وأتكلم فيه قبل أن يبلغني كلام اهل
العلم فيه بناء على القواعد الشرعية والأدلة النقلية ومخالفته لها أما الأن
ولله الحمد فقد كفيت وفيه ما يكفينا ولله الحمد ففتاوي أهل العلم قد أشتهرت
وسجلت في أشرطة مسموعة وكتب مقرؤة واعتنى بها الأخ أحمد التويجري فأظهر هذا
في تسجيل وأظهره مكتوباَ فمن أراد فليرجع اليه والذى قلته من قديم قبل ان
تصل اليى هذه الفتاوى أن هذا الرجل لايجوز السماع له بحال من الأحوال فالحق
الذي عنده عند أهل السنة والجماعة موجود وغاية ما في الأمر أن العامة من
الدهماء لايفرقون بين ماأصاب فيه وبين ماأخطأ فيه فيقعون من حيث لايشعرون
هذا جانب
والجانب الأخر لايسلم له كلام من مخالفة اهل السنة والجماعة رحمهم الله
تعالى هذا جانب ثاني
والجانب الثالث هو جاهل بدين الله سبحانه وتعالى وشرعه ومن كان كذلك فهذا
لايوثق به ولايستمع له ولا كرامة .
فتوىالشيخ عبيد الجابري
(10) :
[ السؤال الثاني : كيف نرد على طارق السويدان ؟ ]
[ الجواب ]:
أولا : من هو طارق السويدان ؟، وما هو طارق السويدان ؟!؛ فمن هو ؟ .
رجلٌ من أهل الكويت، وكثيرُ الكُتُب وكثيرُ الأشرطة، وليس هو من ذوي العلم
الشرعي، تخصصه علم آخر، وآخر ما بلغني أنه مساعد في كلية تكنولوجيّة أو
تقنية ـ أستاذ مساعد ـ وهذا ... كافي في عدم الاعتماد عليه وعلى ما
يَحْكِيه ويقوله؛ لأنه لكل علم أصول وقواعد يَنْبَني عليها، ولا يَحْذَق
أصول ذلكم العلم وقواعده إلا المتخصصون من أهله؛ فالعلم الشرعي له أصوله
وقواعده، ولم يكن طارق السويدان حاذقا له .
وأما ما هو ؟، فالرجل إخواني، وينطلقُ من قاعدتهم المشهورة التي وَرِثُوها
عن المنار، فهي قاعدة المنار أولاً، ثم هي قاعدة الإخوان ثانيا، قاعدة (المعذرة
والتعاون) والتي هي ـ أي : بسطُها ـ : (نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر
بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) . هذه القاعدة دخلت على أهل الإسلام منها
بلايا، ورَزَأ الإخوان المسلمين منها برزايا عظيمة؛ أسأل الله الكريم رب
العرش العظيم أن يوقف من لم يكن منهم مُهْتديا إلى الحق للخصومة يوم
القيامة؛ فهي بابٌ مفتوح على أهل الإسلام لكل نحلة تَرْزَأُ الإسلام، سواء
كانت هذه النحلة منتسبة إلى الإسلام كالرافضة ـ الذين يسمونهم الشيعة ـ، أو
غير إسلامية كاليهود والنصارى .
والسويدان له شريط عندي يتضمن كلمة ـ أو مشاركة ـ في ندوة ألقيت في
حُسَيْنِيَّة ـ والحسينيات معاقل الرافضة وأماكن تجمعهم وعباداتهم ـ يظهر
من هذا الشريط التَّقريب الصريح بين أهل السنة والرافضة .
فإذًا لا غرابةَ ما دام الرجلُ ينطلق من هذه القاعدة؛ فله سلف ـ وبئس السلف
وبئس القدوة ـ .
فأولا : حينما نشئت جماعة الإخوان المسلمين ـ التي أنشئها حسن البنا في مصر،
أظن في منتصف القرن العشرين الميلادي، هذا على تاريخهم هم ونحن لا نؤرخ
بالميلادي، كيف أظهر حسن البنا هذه القافلة، وأسَّسَ لها، ودعا بها ؟ ـ.
فأولا : أنشأ (دار التقريب بين السنة والشيعة) في مصر، وقال كلمات منها :
أن مراكز الإخوان وبيوت الإخوان مفتوحة للشيعة، وكان يستضيف كبار الرافضة
مثل نواف صفوي، وكان يَتَّصلُ بهم في الحج ويُدغدغ عواطفهم ويليِّنهم
بمقولات منها : (ليس بيننا وبينكم اختلاف، وبيننا وبينكم أمور بسيطة يمكن
حلها كالمتعة) . فأين سبُّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بل أين تكفيرهم
ـ إلا ثلاثة أو عشرة أو سبعة ـ ؟، أين قولهم إن القرآن محرّف ؟ . فهم
يتعاملون معه حتى يظهر المهدي المنتظر، وأين قولهم على عائشة رضي الله عنها
أم المؤمنين زوج سيد الخلْق صلى الله عليه وسلم بالبهتان ؟؛ هذه كلها من
مقولات الرافضة تغافل عنها حسن البنا، ولم يَرَها شيئا؛ لأنه يجمع
ويُقَمِّش ويُلَفِّق .
وثانيا : قال مقولة هي كفرية في الحقيقة ـ ولا تنقلوا عنِّي أني أكفر البنا
ـ، لكن المقالة كفرية، قال : (ليس بيننا وبين اليهود خصومة دينيّة، وإنما
بيننا وبينهم خصومة اقتصادية، واللهُ أمرنا بمودتهم ومصافحتهم)، واستدل
بقوله بهذه الآية : ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ، وهذه
رواها عنه محمود عبد الحليم ـ وهو من خواصه ـ في كتابه ((الإخوان أحداث
صنعت التاريخ)) .
ثم بعد ذلك كلّ مَن كان على منهج البنّا ومنهج الإخوان المسلمين في الدعوة
هو على هذه القاعدة؛ فانطلقت منها الدعوة إلى وحدة الأديان، والحوار بين
الأديان؛ فلا تجد إخوانيـًّا جَلْدا إلاَّ وهو على التقريب؛ وأجلد من عرفنا
في هذه الدعوة : حسن بن عبد الله الترابي السوداني، ويوسف القرضاوي المصري؛
فيوسف القرضاوي ـ وعندي وثائق على ما أنقله عنه ـ يُسمي هذه القاعدة
بالقاعدة الذهبية، ويعلِّلُ بالدعوة إلى وحدة الأديان بأنَّ الحياة تتسع
لأكثر من حضارة، وتتَّسع لأكثر من دين، بل الدين الواحد يتسع لأكثر من
اتجاه؛ فهي مطَّاطية ـ يعني دين مطّاط يتسع لعدة مشاريع ينشئها القرضاوي
ومَن على شاكلته، ليس هو دين الإسلام الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة
والسلام وهو (الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من
الشرك وأهله) لا، الإسلام مجرد دعوة تجميعية تلفيقية تضم مَن تضم . هكذا
عند القرضاوي؛ فالرافضة، والصوفية أصحاب وحدة الوجود، والباطنية، والحلولية،
والقبورية هم مسلمون حقـًّا بناء على هذه القاعدة؛ لأنهم مجتمعون مع سائر
أهل الإسلام وأهل السنة على قول لا إله إلا الله، ومختلفون فيما عدا ذلك؛
إذًا كلٌّ اجتهد فوصل إلى ما أدَّى به اجتهادُه .
والمقصود : أن طارق السويدان ينطلق من هذه القاعدة؛ هذا في الطابع العام
لدعوته .
أما مفردات دعوته، فمنها :
نشر ما شجر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا مُتَّفقٌ على تَرْكِه
بالإجماع؛ وأنه محرم لا يجوز نشر ما شجر بين أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم لِمَا يُحْدِثُه في أوساط المسلمين من الفتنة والتحيُّز إلى ما أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم منه براء .
كذلك هو يعتمد الأسلوب القَصَصِي، وليس هو الأسلوب القائم على الكتاب
والسنة . بل الرجل قال مرة في نفس الشريط الذي ذكرتُه لكم آنفا وهو يدعوا
إلى التقريب وهو يدعوا إلى وحدة الصف واحترام المشاعر ما دام دعوتهم واحدة
وهدفهم واحد، فقال ـ مثلا ـ : (لا تسب أبا هريرة أمامي، بل سبوه في بيوتكم)؛
فهذا إقرارٌ منه على سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يستنكر ذلك
إذا كان هذا ظاهرا عَلَنا؛ لأنه يجرح المشاعر ويسيء إلى وحدة الصف والهدف .
ولعله قال هذا في وقت انتخابات.
هذا في الحقيقة نبذة موجزة عن السويدن من هو ؟، وما هو ؟، وما ينطلق منه؟!
فلعلكم عرفتم السبب ـ وقديما قيل : إذا عُرف السبب بطل العجب ـ .
أفابعد هذا البيان من العلماء الأعلام نحتاج للسماع طارق السويدان
(( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد ))
منقول كما سبقت الإشارة إليه
وفيه غلو من بعض الإخوة .