في محاضرة ألقاها بتاريخ 11/3/2002 في المدينة الرياضية في بيروت وهي مسجلة على شريط فيديو يقول عمرو خالد بأن "عمر بن عبد العزيز كان يدفع الزكاة في أيامه للفقراء والمساكين ومع ذلك يبقى الكثير من المال فيسد به ديون المسلمين، ومع ذلك يبقى كثير من المال فيزوج به كل الشباب الذين هم بحاجة للزواج، ومع ذلك يبقى كثير من المال فينادي اليهود والنصارى من عليه دَين فليأتِ ويأخذ من هذا المال فيسد كل ديونهم ويبقى الكثير من المال فيأمر عندئذ عمرُ بن عبد العزيز بأن يشترى به قمح وينثر على الجبال ليأكل منه الطير"!!!

الجواب: لعل بعض من سمع هذا الرجل يروي هذه القصة، ظن نفسه في مقهى من المقاهي أمام حكواتي يتكلم بالقصص الخيالية التي لا يحصل مثلها عادة إلا في المنام!! لكن المؤكد أن هذه القصة لا توجد بأي إسناد معتبر في أي كتاب من كتب الحديث والسيرة المعتبرة، ولعلنا إن فتشنا نجد هذا الرجل أخذها من كتاب ألف ليلة وليلة أو ما يشبهه بل حتى من ألف ألف ليلة وليلة يربأ بنفسه عن أن يورد مثل هذه القصة فيه إذ أن من المقرر في شريعة الله تعالى أنه لا يجوز إعطاء الزكاة للكافر لسد دَينه بالإجماع، كما أنه من المقرر أن الطيور لا تدخل تحت أي صنف من الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن لتوزع الزكاة عليهم!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون حيث صار قصّاص جاهل بدين الله يتصدر المجالس ليضل ويكذب ويفتري باسم الدين.

 

في برنامجه على قناة «اقرأ» الفضائية يوم الجمعة 2002/5/10، وهو يدعي بكل بساطة أن من بنى المسجد الأقصى هو نبي الله داود عليه السلام في مكان بيت رجل يهودي، وان الله سبحانه وتعالى هو الذي أمره بأن يبنيه في ذلك المكان، وان من اكمل بناء المسجد الأقصى هو نبي الله سليمان عليه السلام، وبالطبع فإن هذه المقولة تدعم قول اليهود بأن معبدهم (هيكل سليمان) يقع تحت المسجد الأقصى وان لهم الحق في هدمه لإعادة بناء الهيكل. وعليه فإن كانت هذه الرواية صحيحة فلا يوجد وجه حق لمطالبة المسلمين بالمسجد الاقصى طالما ان من بناه هم اليهود وعلى بيت رجل يهودي

هذه الاقاويل تمس اسس الشريعة كما يندس فيها اسرائيليات لها نكهة صهيونية، وتمس اصل صراعنا مع اليهود، لان ما اعطاهم اياه «الداعية» هو اقصى ما يحلمون به بأن المسجد الاقصى بناه انبياء اليهود على ارض رجل يهودي، ولا يبقى للمسلمين الا ان يستجدوا اليهود ليسمحوا لهم بزيارة معراج نبيهم صلى الله عليه وسلم، اما مسجد الصخرة الذي بناه سيدنا ابراهيم عليه السلام ومربط البراق فليس لهما ذكر في كلام الداعية، واما ان الهيكل قد هدم وازيل تماما كما هو ثابت لدينا فأيضا لا مكان له، خاصة انه يدعي ان من بنى المسجد الاقصى هم اليهود، ولا حول ولا قوة الا بالله، وفقكم الله للذود عن الحق ونجانا من امثال هؤلاء الذين يتم تلميعهم وفرضهم على الساحة على امل ان تطرد العملة المزيفة العملة الاصلية.

 

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي


و في شريط المدينة الرياضية في بيروت قال عمرو خالد:" و يصل لكنيسة القيامة لما فتح دخل عمر بن الخطاب إلى المقدس قيل له صلِّ يا أمير المؤمنين فيقول: لا أصلي ههنا أبداً أخشى أن ياتي يوم يقول الناس هنا صلى عمر فتهدم الكنيسة و يقام مكانها مسجد و لكن دعوا الكنيسة كما هي و لنبن نحن المسجد في مكان ءاخر" اهـ.
الرد:


نقول إن هذا الكلام لا صحة له بل الجواب الصحيح ما رواه البخاري في صحيحه قال: و قال عمر رضي الله عنه " إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها و الصور". فهل تصدقك أم نصدق ما رواه البخاري؟ و الصلاة في الكنيسة غير محرمة إذا توفرت شروط صحة الصلاة بل الصحيح الثابت المشهور في كتب الحديث و السير أن عمر رضي الله عنه أبى تلبية دعوتهم إلى الطعام في الكنيسة لأن الكنيسة فيها تماثيل فقال: إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -2


و قال عمرو في الشريط نفسه:" أضرب لكم مثل عجيب في حرية العقيدة، ماشي في الطريق فوجد رجلاً يهودياً يتسول شيخ عجوز فقال له عمر لم تتسول يا شيخ نأخذها منك و أنت شاب و نضيعك و أنت شيخ لا و الله، من اليوم اكتبوا إلى الخزانة و بيت مال المسلمين من كان ضعيفاً أو عجوزاً من اليهود و النصارى فلينفق عليه من بيت مال المسلمين" اهـ.
الرد:


أولاً: هذا الكلام لا صحة له على الإطلاق و عليه أن يُثبت لنا المصادر و حضارتنا العربية الإسلامية غنية عن الروايات المختلقة.



ثانياً: أين حرية العقيدة في هذا النص لأنه معلوم أساساً أن الإسلام لا يُكْرِهُ اليهود و النصارى على الدخول بالإسلام بعد دخولهم في ذمة المسلمين و هذا معنى قوله تعالى: { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256)} [ سورة البقرة ] و الأحاديث الصحيحة ظاهرة كالشمس ثم متابعة الصحابة بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم و وقائع كثيرة مشهورة متواترة أي لا يجوز أن نُكرِهَهم على الدخول في الإسلام بعد العهود و المواثيق و بعد أن صاروا من أهل الذمة.

وانظر كم خطأ نحويً له في هذه الكلمات القليلة.

عمرو خالد يحرف التاريخ الإسلامي -3


-وقال في الشريط نفسه: قال عمر بن عبد العزيز جهزوا الجيوش من الزكاة وسدوا منها ديون اليهود والنصارى ويُقض عن اليهود والنصارى الديون، ثم قال عمرو : ويبقى مال كثير من الزكاة لأنه لم يبق فقير ولا محتاج فقال عمر: " اشتروا بهذا المال حبوباً ، اشتروا به قمح وانثروه على رؤوس الجبال كي تأكل الطيور من خير المسلمين " اهـ.
الرد:


لقد عمَّ الخير والعدل أيام عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأما ما يروى من كلام حول إنفاق الزكاة في غير وجوهها فهذا غير صحيح على الإطلاق وموارد صرف الزكاة الثمانية معروفة في القرءان الكريم فمسائل الفقه لا نأخذها من كتب التاريخ التي فيها الغث والسمين بلا تحقيق بل من مصادرها الأساسية ولم ينصّ أحد من الأئمة الأربعة أو غيرهم على مثل هذا ولم يثبت عن عمر بن عبد العزيز الذي هو إمام مجتهد مجدد القرن الأول الهجري انه قال هذه المقالة.

والمقرر أنه لا يجوز إيفاء مجرد أي دين من ديون المسلمين بمال الزكاة بل لا بد ان يكون المدين مستوفياً لشروط الغارمين المقررة في كتب الفقه الإسلامي والمقرر كذلك في الشرع الإسلامي أن أهل الذمة إذا احتاج احدهم للنفقة والكسوة ولم يكن له مال ولا من ينفق عليه من أهله ينفق من بيت مال المسلمين عليه من غير الزكاة فمن باب أولى أن لا تُوفى بأموال الزكاة ديون غير المسلمين أو تنفق لإطعام الطيور على رءوس الجبال