فضائل سورة المائدة
الباب الخامس: في فضل سورة المائدة
الفصل الأول: فيها إجمالاً: من السبع الأول التي من أخذها فهو حبر:
عن عائشة:
قال ابن نصر: حدثنا الوليد بن شجاع ثنا ... عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ السبع الأول من القرآن فهو حبر)).
من المثاني الطول التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مقابل ألواح موسى:
عن ابن عباس:
قال الإسماعيلي: ثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد ... عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوتي موسى الألواح وأوتيت المثاني)).
من السبع الطوال التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان التوراة:
عن واثلة بن الأسقع:
قال الطيالسي ثنا عمران ... عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطوال... )) الحديث.
الفصل الثاني: في قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم...}الآية.
تمنى اليهود أن لو نزلت عليهم لاتخذوا يومها عيداً فأراد الله أن يكون نزولها يوم اجتماع عيدين يوم عرفة ويوم جمعة:
(1) عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه:
(95) قال الحميدي: ثنا سفيان عن مسعر وغيره عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: "قال رجل من اليهود لعمر بن الخطاب: (يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم) لو علينا (معشر اليهود) نزلت هذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} لاتخذنا ذلك اليوم عيداً فقال عمر: (والله) إني لأعلم أي يوم نزلت هذه الآية (على رسول الله صلى الله عليه وسلم) (والساعة التي نزلت فيها) (وأين أنزلت وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت) نزلت (عشية) يوم عرفة وفي يوم الجمعة (وإنا والله بعرفة) (ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة) (وكلاهما بحمد الله لنا عيد)".
(2) عن ابن عباس:
(96) قال الطيالسي: حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: "أنه تلا هذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وعنده رجل من اليهود فقال: لو أ نزل علينا هذه لاتخذنا يومها عيداً فقال ابن عباس: لقد أنزلت (في يوم عيدين اثنين) في يوم الجمعة يوم عرفة أو عشية عرفة".
(3) عن معاوية بن أبي سفيان:
(97) قال الطبري: حدثني أبو عامر إسماعيل بن عمرو السكوني قال: ثنا هشام بن عمار قال: ثنا ابن عياش قال: ثنا عمرو بن قيس السكون أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر ينتزع بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم} حتى ختمها فقال: نزلت في يوم عرفة في يوم جمعة (ثم تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه وأحدا} وقال إنها آخر آية نزلت).
الفصل الثالث: في قوله تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك}
قام بها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة يرددها حتى أصبح واستشفع بها لأمته فأعطي ما طلب:
قال تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} وهو الشفاعة.
(1) عن أبي سعيد الخدري:
(98) قال أحمد ثنا زيد بن الحباب أخبرني إسماعيل بن مسلم الناجي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردد آية حتى أصبح".
(2) عن عائشة:
قال الترمذي: حدثنا أبو بكر محمد بن نافع البصري حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن إسماعيل بن مسلم العبدي عن أبي المتوكل الناجي عن عائشة قالت: "قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية من القرآن ليلة".
(3) عن أبي ذر الغفاري:
(99) قال أحمد: ثنا محمد بن فضيل حدثني فليت العامري عن جسرة العامرية عن أبي ذر قال: "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ بآية حتى أصبح ... {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فلما أصبح قلت: يا رسول الله مازلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت... قال: إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لأمتي فأعطانيها وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عز وجل شيئا".
لما تلاها النبي صلى الله عليه وسلم بكى وقال: أمتي أمتي فوعده الله أن يرضيه في أمته ولا يسوؤه:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص:
(100) قال مسلم: حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص "أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم {رب إنهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنه مني...}الآية وقال عيسى عليه السلام: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} فرفع يديه وقال: ((اللهم أمتي أمتي)) وبكى فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك".