فضائل سورة الفاتحة

 

الباب الأول: فضائل سورة الفاتحة

أرسل الله ملكاً لم ينزل إلى الأرض قط فنزل من باب من السماء لم يفتح قط فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فبشره بأنها نور أوتيه لم يؤته نبي قبله وأنه لن يقرأ بحرف منها إلى أعطيه:

عن ابن عباس:

(1)- قال مسلم: حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس الحنفي قالا: حدثنا أبو الأحوص عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال: ((هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن  تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)).

أنزلت من كنز العرش:

عن أبي أمامة:

(2)- قال ابن الضريس: ثنا محمود بن غيلان عن يزيد بن هارون أنا الوليد يعني ابن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال: "أربع آيات من كنز العرش ليس ينزل منه شيء (غيرهن) غير أم الكتاب فإنه يقول: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} وآية الكرسي وخاتمة سورة البقرة والكوثر".

رن إبليس -لعنه الله- حين نزلت:

عن أبي هريرة:

(3)- قال ابن الأعرابي في "معجمه": ثنا عبيد نا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة قال: ((رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب.....)).

لم ينزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وهي السبع المثاني والقرآن العظيم:

عن أبي هريرة، أبي بن كعب:

(4)- قال الترمذي حدثنا قتيبة ثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي وهو يصلي فالتفت أبي ولم يجبه وصلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك فقال: يا رسول الله إني كنت في الصلاة قال: أفلم تجد فيما أوحي إليّ أن {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} قال: بلى ولا أعود إن شاء الله قال: تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال: نعم يا رسول الله قال: [إني لأرجو أن لا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت أتبطأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني] قال: كيف تقرأ في الصلاة قال: فقرأ أم الكتاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته))، وفي لفظ: ((وهي السبع المثاني التي قال الله عز وجل: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني})).

الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم:

عن أبي هريرة:

(5)- قال البخاري: حدثنا آدم ثنا ابن أبي ذئب ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)) وفي لفظ: ((وهي القرآن العظيم)) وفي لفظ: ((الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني)).

أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم:

عن أبي سعيد بن المعلي:

(6)- قال أحمد ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال: "كنت أصلي في المسجد فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني آته حتى صليت ثم أتيته فقال: ((ما منعك ألا تأتيني)) فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي فقال: ((ألم يقل الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال لي: ((ألا أعلمكم أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)) فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرته)) - وفي لفظ:"ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن" قال: ((الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن والعظيم الذي أوتيته)).

الفاتحة أفضل القرآن:

عن أنس:

(7)- قال النسائي: أخبرنا عبيد الله بن عبد الكريم قال: حدثنا علي بن عبد الحميد المعنى قال: ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرة له فنزل، ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أخبرك بأفضل القرآن)) قال: فتلا عليه: {الحمد لله رب العالمين}".

الفاتحة خير سورة في القرآن:

عن عبد الله بن جابر:

(8)- قال أحمد: ثنا هاشم يعني ابن البريد قال: ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن جابر قال: "انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء فقلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد عليّ فقلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي فقلت: السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا خلفه حتى دخل على رحله ودخلت أنا المسجد فجلست كئيباً حزيناً فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تطهر فقال: ((عليك السلام ورحمة الله وعليك السلام ورحمة الله وعليك السلام ورحمة الله)) ثم قال: ((ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن قلت: بلى يا رسول الله قال: اقرأ {الحمد لله رب العالمين})) حتى تختمها".

لا صلاة لمن لم يقرأ بها إماماً أو مأموماً:

(1) عن عبادة بن الصامت:

(9)- قال محمد بن إسحاق بن خزيمة: حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل ابن عليه عن محمد بن إسحاق حدثني مكحول عن محمود بن الربيع وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال: "صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال: ((إني لأراكم تقرءون وراء إمامكم)) قال: قلنا: أجل والله يا رسول الله هذَّا قال: ((فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها))".

(2) عن أنس بن مالك:

(10)- قال البخاري في "جزء القراءة": حدثنا يحيى بن يوسف قال: أنبأنا عبيد الله عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: ((أتقرءون في صلاتكم والإمام يقرأ؟)) فسكتوا فقالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون: إنا لنفعل، قال: ((فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه)).

(3) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

(11)- قال البخاري في جزء "القراءة": حدثنا عبدان ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عمن شهد ذاك قال صلى  النبي صلى الله عليه وسلم: ((...)) بنحو حديث أنس.

(4) عن عبد الله بن عمرو العاص:

(12)- قال البخاري في "القراءة": حدثنا شجاع بن الوليد قال: ثنا النضر قال: حدثنا عكرمة قال: حدثني عمرو بن سعد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقرءون خلفي قالوا: نعم إنا لنهذ هذا قال: فلا تفعلوا إلا بأم القرآن)).

(5) عن أبي قتادة:

(13)- قال أحمد ثنا يزيد بن هارون أنا سليمان يعني التيمي قال: حدثت عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تقرءون خلفي قالوا: نعم قال: فلا تفعلوا إلا بأم القرآن)).

(6) عن صحابي من أهل البادية:

(14) قال البيهقي في "القراءة": أخبرنا أبو عبد الله أنا أبو علي ا لحافظ نا سفيان بن محمد نا أبو حاتم الرازي نا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري نا عبد الوارث نا عبد الله بن سوادة القشيري عن رجل من أهل البادية  عن أبيه وكان أبوه أسيراً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سمعت محمداً صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: ((تقرءون خلفي القرآن فقالوا: يا رسول الله نهذه هذا قال: لا تقرءوا إلا بفاتحة الكتاب))."

(1) وقد جاء حديث عبادة مقتصراً على قوله: ((لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب)):

(15) قال الشافعي: أخبرنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فما زاد)). وفي لفظ: ((بأم القرآن)).

(2) عن أبي هريرة:

(16) قال أحمد: ثنا يحيى بن سعيد عن جعفر بن ميمون ثنا أبن عثمان النهدي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يخرج فينادي أن ((لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد))، وفي لفظ: ((إلا بفاتحة القرآن فما زاد)).

(17) وقال أحمد: ثنا إسماعيل عن ابن جريج أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أن أبا السائب أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج غير تمام)) قلت: "يا أبا هريرة إني أكون أحياناً وراء الإمام فغمز ذراعي وقال: يا فارسي اقرأها في نفسك".

(3) عن عائشة:

(18) قال البخاري في جزء "القراءة": ثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا يزيد بن زريع ثنا محمد بن إسحاق بن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج [غير تمام])).

(4) عن عبد الله بن عمرو بن العاص:

(19) قال البخاري في "القراءة": حدثنا هلال بن بشر ثنا يوسف بن يعقوب السلعي ثنا الحسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج)).

(5) عن أبي سعيد الخدري:

(20) قال البيهقي في "القراءة": أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الحسين محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن أبي صفوان الثقفي نا سعيد بن عامر أملى عليَّ من كتاب في بيته نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد)). اهـ. وفي راية: -أراها بالمعنى- ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر)).

(6) عن ابن عمر:

(21) قال البيهقي في "القراءة": أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أن أبا علي الحسين بن علي الحافظ أخبرهم أنا إبراهيم بن يوسف بن خال الهسنجاني الرازي نا يحيى بن عثمان نا ابن حمير عن إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غيره تمام)).

-وقال: أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان ثنا إسحاق بن بنان البغدادي ثنا الحسن بن حماد سجادة ثنا عبد الرحمن بن سليمان ثنا عبيد الله بإسناده بلفظ: ((لا صلاة لمن يقرأ بفاتحة الكتاب)).

(7) عن جابر:

(22) أخبرنا أبو بكر الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان نا إسحاق نا سجادة ثنا عبد الرحيم عن عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

(8) عن صحابي من أهل البادية:

(23) قال أحمد: ثنا عفان ثنا عبد الوارث حدثني عبد الله بن سوادة القشيري قال: حدثني رجل من أهل البادية عن أبيه وكان أبوه أسيراً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت محمداً صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تقبل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب)). وفي لفظ: ((كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج لم تقبل)).

من انتهى إليها فقد أجزأه:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص:

(24) قال البيهقي في "القراءة": أنبأني أبو عبد الله الحافظ نا أبو علي الحافظ أنا أبو يعلى الموصلي أنا كامل بن طلحة نا ابن لهيعة نا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: ((من صلى صلاة مكتوبة فليقرأ بأم القرآن وقرآن معها فإذا انتهى إلى أم الكتاب فقد أجزأت عنه ومن كان مع الإمام فليقرأ... إذا سكت ومن صلى صلاة فلم يقرأ فيها فهي خداج فهي خداج ثلاث مرات)).

مناجاة بين العبد وربِّه وللعبد ما سأل فيها:

(1) عن أبي هريرة:

(25) قال مالك عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام)) قال: فقلت: يا أبا هريرة إني أحياناً أكون وراء الإمام قال: فغز ذراعي ثم قال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا يقول العبد: {الحمد لله رب العالمين} يقول الله تبارك وتعالى: حمدني عبدي، ويقول العبد: {الرحمن الرحيم} يقول الله عز وجل: أثنى عليَّ عبدي، ويقول العبد: {ملك يوم الدين} يقول الله عز وجل: مجدني عبدي فهذا لي، يقول العبد: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليه، غير المغضوب عليهم ولا  الضالين} فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل)).

وفي بعض الطرق {مالك يوم الدين} وبعدها يقول الله: ((فوض إليَّ عبدي))، وبعد قوله: {إياك نعبد...} ((أجرها لعبدي ولعبدي ما سأل)) وفي بعضها ((يا ابن الفارسي)).

(2) عن جابر بن عبد الله:

(26) قال الطبري: حدثني صالح بن مسمار المروزي ثنا زيد بن الحباب ثنا عنبسة بن سعيد عن مطرف بن طريف عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين وله ما سأله...)) بنحو حديث أبي هريرة.

(3) عن أبي بن كعب:

(27) قال عبد الله بن أحمد حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وهذا لفظ حديث ابن نمير قال: حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)).

الأمر بقول آمين بعدها وأن الملائكة تؤمن من المؤمنين وأن من وافق تأمينهم غفر له ما تقدم من ذنبه:

عن أبي هريرة:

(28) قال أحمد: ثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما حدثاه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا آمين فإن الملائكة يقولون آمين وإن الإمام يقول آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)).

(29) وقد جاء في حديث أبي هريرة الطويل ((إنما جُعل الإمام ليؤتم به...)) الحديث، زيادة في بعض الطرق وهي: ((وإذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقالوا آمين)) وزاد في بعضها: ((فإذا وافق كلام الملائكة غفر لمن في المسجد)).

الأمر بقول آمين بعدها ومن قال آمين بعدها أجابه الله:

عن أبي موسى الأشعري:

(30) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الإمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا آمين يجبكم الله)).

قول النبي صلى الله عليه وسلم آمين بعدها ورفع صوته بذلك:

(1) وائل بن حجر:

(31) قال أحمد: حدثنا وكيع ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر قال: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {ولا الضالين} فقال آمين يمد بها صوته)).

وقد جاء بألفاظ منها ((فسمعناها))، ((يجهر))، ((حتى سمع من خلفه))، ((حتى سمعته)) ونحوها.

(2) عن أبي هريرة:

(32) قال ابن خزيمة: نا محمد بن يحيى نا إسحاق بن إبراهيم هو ابن العلاء الزبيدي حدثني عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال: أخبرني الزهري عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال آمين)).

ويشهد له ما رواه بن ماجة قال: ثنا محمد بن بشار ثنا صفوان بن عيسى ثنا بشر بن رافع عن أبي عبد الله ابن عم أبي هريرة عن أبي هريرة قال: ((... وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال آمين حتى يسمعها أهل الصف الأول)).

الرقية بها تشفي من اللدغة وهي رقية مطلقاً:

(1) عن أبي سعيد الخدري:

(33) قال البخاري حدثنا أبو النعمان ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها- وفي رواية: سرية عليها أبو سعيد- وفي أخرى (ثلاثين رجلاً من الأنصار)- حتى نزلوا على حي من أحياء العرب [أهل أبيات] [ليلا] فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم [فنزلنا بأخرى] فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عندهم بعض شيء فأتوهم فقالوا: أيها الرهط إن سيدنا لدغ -وفي رواية (إن سيد الحي سليم)- وفي أخرى: (فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل عند أحدكم من شيء) - -وفي رواية (هل فيكم من يرقي من العقرب)- فقال بعضهم: نعم- وفي (قلت: نعم أنا)- [والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا] -وفي رواية (حتى تعطونا غنماً)- فصالحوهم على قطيع من الغنم -وفي رواية (فقالوا: إنا نعطيكم ثلاثين شاة)- [فانطلق معها رجل ما كنا نأبنه برقية]، فانطلق يتفل عليه ويقرأ {الحمد لله رب العالمين} -وفي رواية (فأتيته فجعلت أمسحه و أقرأ فاتحة الكتاب وأرددها) -وفي رواية (سبع مرات) - [ويجمع بزاقه] فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبه قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه- وفي رواية (فأمر لنا بثلاثين شاة وسقانا لبناً)- وفي أخرى (فبعث إلينا بالشياة والنزل  فأكلنا الطعام وأبوا أن يأكلوا الغنم حتى أتينا المدينة) -وفي رواية (فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب) فقال: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر في أمرنا فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له [فضحك] فقال: ((وما يدريك أنها رقية)) [قلت: يا رسول الله ما دريت أنها رقية ولكن شيء ألقى الله في نفسي]. قال: ((قد أصبتم -[ولم يذكر نهياً]- اقسموا [خذوا الغنم] واضربوا لي معكم بسهم في [الجعل])).

(2) عن ابن عباس:

(34) قال البخاري: حدثنا سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي ثنا أبو معشر البصري -وهو صدوق- يوسف بن يزيد البراء قال: حدثني عبيد الله بن الأخنس أبو مالك عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس: "أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ -أو سليم- فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم راق؟ إن في الماء رجلا لديغاً -أو سليماً- فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجراً قال الرجل: يا رسول الله إنا مررنا بحي من أحياء العرب فيهم لديغ -أو سليم- فانطلقت فرقيته بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله عز وجل))."

شفاء من السم:

عن أبي سعيد الخدري:

(35) قال أبو الشيخ عن محمد بن زكريا عن عباد بن موسى عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فاتحة الكتاب شفاء من السم)).

إذا قرئت على المعتوه برأ بإذن الله:

عم خارجة بن الصلت:

(36) قال أحمد: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه قال:"أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتينا على حي من العرب فقالوا: أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل (الحبر) بخير، فهل عندكم دواء أو رقية (أو شيء) فإن عندنا معتوهاً في القيود، قال: فقلنا: نعم قال: فجاءوا بالمعتوه في القيود قال: فقرأت بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل قال: فكأنما نشط من عقال قال: فأعطوني جعلاً فقلت: لا حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألته فقال: ((كل لعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق))" وفي رواية: "فأعطوه مائة)".

رقى بها النبي صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه من وجع برجله تفلا:

عن السائب بن يزيد:

(37) قال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن حمد قالا: ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الله بن يزيد البكري ثنا داود بن قيس المدني قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: "عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلا".

شفاء من كل داء:

(38) قال الدارمي: أخبرنا قبيصة أخبرنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فاتحة الكتاب: ((شفاء من كل داء)) مرسل.

من قرأها مع المعوذات بعد الجمعة سبعاً سبعاً في مجلسه حفظ إلى الجمعة الأخرى:

عن أسماء بنت أبي بكر:

قال ابن الضريش: أخبرنا علي بن محمد ................................ عن أسماء بنت أبي بكر قالت: من قرأ بعد الجمعة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد سبعاً سبعاً (في مجلسه) حفظ إلى الجمعة الأخرى.....