فضائل سورة البقرة

الفصل الأول: فيها إجمالاً 

البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان بل ينفر ويفر منه ويخرج إذا كان فيه:

(1) عن أبي هريرة:

(39) قال مسلم: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل عن أبيه أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)). وفي لفظ: ((يفر)) وفي رواية: ((وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان)).

(2) عن ابن مسعود:

(40) قال ابن الضريس: أخبرنا أبو غسان ثنا جرير عن إبراهيم التيمي عن أبي الأحوص قال سمعت عبد الله يقول: ((إن أصفر البيوت الجوف الصفر من كتاب الله ولا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى ثم يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة فإن الشيطان يفر ويخرج من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).

الشاهد فيه في حكم المرفوع.

(3) عن أنس:

(41) قال الفريابي: حدثني إسحاق بن سيار ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان ليخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تُقرأ فيه)).

لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تأخراً في أصحابه يوم حنين ناداهم يا أصحاب سورة البقرة:

عن العباس:

42) قال البسوي: حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول  أخبرني كثير بن عباس عن أبيه قال: ((كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته التي أهداها له فروة الجذامي فلما ولى المسلمون قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عباس نادي يا أصحاب الشجرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلاً صيتاً فقلت: يا أصحاب الشجرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا كعطفة البقر على أولادها [فقالوا: يا لبيك يا لبيك قال: فاقتتلوا والكفار]. وارتفعت أصوات الأنصار وهم يقولون: يا معشر الأنصار مرتين ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج [فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج]. قال: وتطاول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته فقال: هذا حين حمى الوطيس وهو يقول قدماً قدماً يا عبس وأنا آخذ بلجامه ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرماهم بهم ثم قال انهزموا ورب الكعبة -وربما قال سفيان ورب محمد- [قال: فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى قال: فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته فمازلت أرى حدهم كليلاً وأمرهم مدبراً] حتى هزمهم الله قال وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته)).

تنزلت الملائكة لقراءتها في أمثال المصابيح:

عن أسيد بن حضير:

(43) قال النسائي أخبرنا محمد بن عبد الحكيم عن شعيب قال: أنا الليث قال: أنا خالد عن ابن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن حضير -وكان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن- قال: ((قرأت الليلة بسورة البقرة (فلما انتهيت إلى أخرها) [وفي رواية بينما هو في مربده] (على ظهر بيته) (وكانت ليلة مقمرة) وفرس لي مربوط ويحيى ابني مضطجع قريباً مني وهو غلام فجالت الفرس جولة (فظننت أن فرسي تطلق) فقمت ليس لي هم إلا ابني يحيى فسكنت الفرس ثم قرأت فجالت الفرس فقمت ليس لي هم إلا ابني ثم قرأت فجالت الفرس (فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها) (فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء) فرفعت رأسي فإذا مثل الظلة (فوق رأسي) في مثل المصابيح (فيها أمثال السرج) مقبل من السماء (عرجت في الجو حتى ما أراها) فهالني فسكت فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارحة في جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي) فأخبرته فقال: اقرأ أبا يحيى (يا ابن حضير) (أبا عتيك) (أسيد) (فقد أوتيت من مزامير داود) قلت: قد قرأت يا رسول الله فجالت الفرس فقمت وليس لي هم إلا ابني فقال (رسول الله صلى الله عليه وسلم): اقرأ يا ابن حضير (أبا عتيك) (أسيد) قال: قد قرأت (ثم جالت أيضا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير قال): (والله ما استطعت أن أمضي) (فانصرفت وكان يحيى قريباً منها خشيت أن تطأه) فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح (أمثال السرج) (عرجت في الجو حتى ما أراها) فهالني فقال (رسول الله صلى الله عليه وسلم): تلك الملائكة دنوا لصوتك (نزلت لقراءة سورة البقرة) ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليها (ما تستر منهم) أما إنك لو مضيت لرأيت الأعاجيب)).

استحق صاحبها أن يكون أميراً على  من هو أكبر منه:

(1) عن عثمان بن أبي العاص:

(44) قال البيهقي: أنبأ أبو بكر القاضي قال: أنبأ أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري ثنا الحسين بن إدريس الأنصاري مولاهم ثنا الصلت بن مسعود ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي يحدث عن عمه عمرو بن أوس (عن عثمان بن أبي العاص) قال: ((استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة)).

عن أبي هريرة:

(45) قال ابن خزيمة: أنا أبو عمار الحسين بن حريث أنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ماذا معك من القرآن؟ فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم وهو من أحدثهم سناً قال: ماذا معك يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة قال: معك سورة البقرة؟ قال: نعم قال: اذهب فأنت أميرهم))...

هي سنام القرآن:

عن سهل بن سعد:

(46) قال أبو يعلي: حدثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكم شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته... لم يدخل الشيطان بيته...)) الحديث.

عن أبي هريرة:

(47) قال الحميدي: ثنا سفيان ثنا حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل شيء سناماً وسنام القرآن سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج آية الكرسي)).

عن ابن مسعود:

(48) قال الحاكم: أخبرنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ثنا أبي ثنا عمرو بن أبي قيس عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً: ((إن لكل شيء سناماً وسنام القرآن سورة البقرة وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تقرأ خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)).

هي الزهراء تأتي يوم القيامة كأنها غياية أو غمامة أو فرق من طير صواف تحاج عن صاحبها وإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وتقدم القرآن وأهله يوم القيامة:

(1) عن أبي أمامة الباهلي:

(49) قال مسلم: حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة وهو الربيع بن نافع حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني أبو أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فِرْقَانِ من طير صواف تُحَاجَّان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)) قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة.

(2) عن النواس بن سمعان:

(50) قال أحمد: ثنا يزيد بن عبد ربه قال: ثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال: سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان أو سوداوان بينهما شرق كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما)) وفي مسلم لفظ: ((كأنهما حِزقان)). وفي لفظ: ((بينهما برق)).

(3) عن بريدة:

(51) قال أحمد: ثنا وكيع ثنا بشير بن مهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة تعلموا البقرة وآل عمران فإنهما هما الزهراوان يجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تجادلان عن صاحبهما)).

(4) عن أبي هريرة:

(52) قال البزار: حدثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الله بن صالح أبو صالح أنبأ الليث عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا الزهواوين اقرءوا البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف [تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تطيقها البطلة])).

كان من قرأها وآل عمران عدّ من الصحابة عظيماً:

عن أنس بن مالك:

(53) قال أحمد: ثنا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس: أن رجلاً نصرانيا [من بني النجار] كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد كان قرأ البقرة وآل عمران وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا -يعني عظم- وفي رواية (يعد فينا عظيماً) وفي أخرى (عد فينا ذو شأن) فكان النبي صلى الله عليه وسلم يملي عليه غفوراً رحيماً فيكتب عليماً حكيماً فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ((اكتب كذا وكذا اكتب كيف شئت ويملي عليه عليماً حكيماً)) فيقول: اكتب سميعاً بصيراً فيقول: اكتب اكتب كيف شئت فارتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين [بأهل الكتاب] وقال: أنا أعلمكم بمحمد إن كنت لأكتب ما شئت فرفعوه قالوا: ذلك الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الأرض لم تقبله [فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذاً])).

وفيه زيادات كثيرة ينظر لها أماكن التخريج. 

جلست تؤنس قاتل نفس في قبره جمعتين وتدفع عنه حتى أمرت فخرجت كالسحابة العظيمة:

عن أم الدرداء:

(54) قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية عن أبي عمران أنه سمع  أم الدرداء تقول: "أن رجلاً ممن قرأ القرآن أغار على جار له فقتله وأنه أقيد منه فقتل فما زال القرآن ينسل منه سورة سورة حتى بقيت البقرة آل عمران جمعة ثم إن آل عمران انسلت منه وأقامت البقرة جمعة فقيل لها: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد} قال: فخرجت كأنها السحابة العظيمة".

قال أبو عبيد أراه يعني أنهما كانتا معه في قبره تدفعان عنه تؤنسانه فكانتا من آخر ما بقي معه من القرآن.

فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب:

عن أبي أمامة:

(55) قال الفريابي: حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم أنا عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه قال: ((اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاثة في البقرة وآل عمران وطه -يعني الحي القيوم-)).

من السبع الأول التي من أخذها فهو حبر:

عن عائشة:

(56) قال ابن نصر: حدثنا الوليد بن شجاع ثنا إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن  حبيب بن هند الأسلمي عن عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ السبع [الأول من القرآن] فهو حبر)).

هي من المثاني الطول التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مقابل ألواح موسى:

عن ابن عباس:

(57) قال الإسماعيلي ثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن منصور سجادة ببغداد حدثنا أبو معمر حدثنا جرير عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أوتي موسى الألواح وأوتيت المثاني)).

من السبع الطوال التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم مكان التوراة:

عن واثلة بن الأسقع:

(58) قال الطيالسي ثنا عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المائين ومكن الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل)).

 

الفصل الثاني:  في قوله تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} ...الآية

كثيرا ما كان يقرأ بها صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من ركعتي الفجر:

عن ابن عباس:

(59) قال عبد بن حميد ثنا أبو نعيم ثنا زهير بن معاوية حدثني عثمان بن حكيم أخبرني سعيد بن يسار عن ابن عباس: ((أنه كثيراً ما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم [في ركعتي الفجر] في الركعة أولى [منهما] {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} [الآية التي في البقرة] وفي الركعة الآخرة [منها]: {آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون})).

 

الفصل الثالث: في قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}

قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى المقام في الحج:

عن جابر:

(60) قال أحمد: حدثنا يحيى ثنا جعفر حدثني أبي قال أتينا جابر بن عبد الله وهو في بني سلمة فسألناه عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم فحدثنا: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث في المدينة تسع سنين لم يحج...)) فذكر الحديث بطوله وفيه: ((حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين ثم قرأ: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}...)) الحديث.

 

الفصل الرابع: في قوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله}

قرأها النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى الصفا في الحج:

عن جابر:

(61) قال أحمد: ثنا يحيى ثنا جعفر حدثني أبي قال أتينا جابر بن عبد الله ... حديث الحج الطويل وقال فيه ((ثم استلم الحجر وخرج إلى الصفا ثم قرأ {إن الصفا والمروة من شعائر الله}...))الحديث.

 

الفصل الخامس: في آية الكرسي

أنزلت من كنز تحت العرش:

(1) عن علي بن أبي طالب:

(62) قال وكيع: عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمير عن علي قال: ((ما أرى أحداً يعقل بلغه الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي وخواتيم البقرة فإنها من كنز تحت العرش)).

الشاهد موقوف في حكم المرفوع.

(2) عن أبي أمامة:

(62) قال ابن الضريس: ثنا محمود بن غيلان... عن أبي أمامة قال: "أربع آيات من كنز العرش... وآية الكرسي...)).

هي أعظم آية في كتاب الله وإن لها لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش:

(1) عن أبي بن كعب:

(63) قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا المنذر أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم. قال: قلت: الله ورسوله أعلم قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال: فضرب صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر [والذي نفسي بيده إن لها لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش])) وفي لفظ: ((ليهنك)).

(2) الأسقع أو ابن الأسقع البكري:

(64) قال أبو داود: حدثنا محمد بن عيسى ثنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عمر بن عطاء أن مولى لابن الأسقع رجل صدق أخبره عن ابن الأسقع أنه سمعه يقول: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان أي آية في القرآن أعظم قال النبي صلى الله عليه وسلم: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم})).

(3) عن ربيعة الجرشي:

(65) قال البغوي حدثني محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود ثنا ابن لهيعة عن الحارث بن سعيد عن علي بن رباح عن ربيعة الجرشي قال قيل يا رسول الله ... أي آي القرآن أفضل قال: ((آية الكرسي)).

(4) عن أبي ذر:

(66) (أ) قال الطيالسي: حدثنا المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ...)) فذكر حديثاً طويلاً قال فيه: ((قلت: يا رسول الله فأيما أنزل الله عليك أعظم قال: الله لا إلا هو الحي القيوم...)) الحديث.

(ب) وقال ابن الضريس أخبرنا موسى بن إسماعيل وعلي بن عثمان ثنا حماد أنبأ معبد بن هلال العنزي أخبرني رجل في مسجد دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر قال: ((قلت: يا رسول الله...)) الحديث فذكره مختصراً.

(جـ) قال أحمد ثنا أبو المغيرة ثنا معان بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ... حتى جاء أبو ذر فاقتحم فأتى فجلس إليه)) ثم ذكر الحديث عن أبي ذر مطولا: ((قال: قلت: يا نبي الله أيما أنزل عليك أعظم...)) الحديث.

من قرأها صباحاً ومساءً حين يأخذ مضجعه لم يقربه ذكر ولا أنثى من الجن ولا يسمعها شيطان إلا ذهب:

(1) عن أبي هريرة:

(67) قال النسائي أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله ثنا شعيب بن حرب قال: ثنا إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة أنه كان على تمر الصدقة [وفي رواية وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان (فذهب يوماً يفتح الباب) فوجد أثر كف كأنه قد أخذ منه (ثم جاء يوماً آخر حتى ذكر ثلاث مرات) فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: تريد أن تأخذه (قال: نعم قال: فإذا فتحت الباب) قل سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم (فذهب ففتح الباب وقال: سبحان من سخرك لمحمد) قال: أبو هريرة فقلت: فإذا جني قائم بين يدي (فقال له: يا عدو الله أنت صاحب هذا قال: نعم) فأخذته لأذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما أخذته لأهل بيت فقراء من الجن (قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة) ولن أعود (فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال: أما إنه كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود) قال: فعاد فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: تريد أن تأخذه فقلت: نعم فقال: (قال: فإذا فتحت الباب) قل سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم (فذهب ففتح الباب فقال: سبحان من سخرك لمحمد) فقلت: فإذا أنا به (فرصدته فجعل يحثو من الطعام فأخذته) (فقال له: يا عدو الله زعمت أنك لا تعود لا أدعك اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم) فأردت أن أذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم (قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود) فعاهدني أن لا يعود فتركته (فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال: أما إنه قد كذبك وسيعود) ثم عاد فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: تريد أن تأخذه فقلت: نعم فقال: قل سبحان من سخرك لمحمد صلى الله عليه وسلم (فرصدته في الثالثة فجعل يحثو من الطعام) فقلت: فإذا أنا به فقلت: عاهدتني فكذبت وعدت لأذهبن بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم (إنك تزعم لا تعود ثم تعود) فقال: خل عني أعلمك كلمات (ينفعك الله بها) إذا قلتهن لم يقربك (صغير ولا كبير) ذكر ولا أنثى من الجن قلت: وما  هؤلاء الكلمات قال: (إذا أويت إلى فراشك فاقرأ) آية الكرسي: ({الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح) اقرأها عند كل صباح ومساء قال أبو هريرة: فخليت عنه (فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة) فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم (قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير) فقال (النبي صلى الله عليه وسلم) لي أو ما علمت أنه كذلك (أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب مذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قال: لا قال: ذاك شيطان).

(2) عن أبي بن كعب:

(68) أ- قال ابن حبان: أخبرنا عبد الله بن سالم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني ابن أبي بن كعب أن أباه أنه كان له جرين فيه تمر وكان مما يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال: فسلمت فرد السلام فقلت: ما أنت جن أم إنس؟ فقال: جن فقلت: ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت: هكذا خلق الجان فقال: لقد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني فقلت: ما يحملك على ما صنعت قال: بلغني أنك رجل تحت الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك قلت: فما الذي يحرزنا منكم فقال: هذه الآية آية الكرسي (تقرأ آية الكرسي من سورة البقرة :{الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: نعم قال: إذا قرأتها غدوة أجرت منا حتى تمسي وإذا قرأتها حين تمسي أجرت منا حتى تصبح) قال: فتركته وغدا أبي (فغدوت) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره (فأخبرته بذلك) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الخبيث.

ب- قال أبو يعلي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا مبشر عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره ... بنحوه.

(3) عن معاذ بن جبل:

(69) قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الدؤلي قال: قلت: لمعاذ بن جبل أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته فقال: جعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة المسلمين فجعلته في غرفة فذكر الحديث...

قلت: باقي الحديث (فوجدت فيه نقصاناً فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((هذا الشيطان يأخذه)) قال: فدخلت الغرفة فأغلقت الباب عليَّ فجاءت ظلمة عظيمة فغشيت الباب ثم تصور في صورة فيل ثم تصور في صورة أخرى فدخل في شق الباب فشددت إزاري عليَّ فجعل يأكل من التمر قال: فوثبت عليه فضبطه فالتقت يداي عليه فقلت: يا عدو الله فقال: خل عني فإني كبير وذو عيال كثير وأنا فقير وأنا من جن نصيبين وكانت لنا هذه القرية قبل أن يبعث صاحبكم فلما بعث أخرجنا عنها فخل عني فلن أعود إليك فخليت عنه وجاء جبريل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فنادي مناديه أين معاذ بن جبل فقمت إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك يا معاذ؟)) فأخبرته فقال: ((أما إنه سيعود فعد)) فدخلت الغرفة وأغلقت عليّ الباب فدخل من شق الباب فجعل يأكل التمر فصنعت به كما صنعت في المرة الأولى فقال: خل عني فإني لن أعود إليك فقلت: يا عدو الله ألم تقل لا أعود قال: فإني لن أعود وآية ذلك على أن لا يقرأ أحد منكم (آية الكرسي) وخاتمة البقرة فدخل أحد منا في بيته تلك الليلة (فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لي: ((ما فعل أسيرك؟)) فقلت: عاهدني ألا يعود فأخبرته بما قال. قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدق الخبيث وهو كذوب)) قال: فكنت أقرأهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصاناً).

(إكمال الحديث من نفس الطريق عند الحاكم).

(4) عن أبي أيوب:

(70) قال أبو الشيخ: حدثنا الوليد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا شعبة عن الأعمش عن عبد الله بن يسار عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قال: كان لي تمر في سهوة لي فجعلت أراه ينقص فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنك ستجد فيه غدا هرة فقل أجيبي رسول الله)) فذكر الحديث...

قلت: باقي الحديث (صلى الله عليه وسلم فلما كان الغد وجدت فيه هرة فقلت: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحولت عجوزاً وقالت: أذكرك الله لما تركتني فإني غير عائدة فتركتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما فعل الرجل وأسيره؟)) فأخبرته خبرها فقال: كذبت هي عائدة فقل لها أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحولت عجوزاً فقالت: أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني هذه المرة فإني غير عائدة فتركتها ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي كما قال لي فقلت ذلك ثلاث مرات فقالت لي في الثالثة: أذكرك الله يا أبا أيوب لما تركتني حتى أعلمك شيئاً لا يسمعه شيطان فيدخل ذلك البيت فقلت ما هو فقالت: آية الكرسي لا يسمعها شيطان إلا ذهب فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((صدقت وإن كانت كذوبا))).

(إكمال الحديث من الطبراني من نفس الطريق).

وفي الباب قصة حكاها ابن مسعود عن عمر يحتمل أن يكون علم بها النبي صلى الله عليه وسلم فأقرها كما حدث في مثيلاتها:

عن ابن مسعود:

(71) قال ابن أبي الدنيا: حدثنا علي بن الجعد قال: أخبرني عكرمة بن عمار عن عاصم قال: حدثني زر قال: سمعت عبد الله يقول: خرج رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: فلقي الشيطان فاتخذا فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلاً شخيتاً كأن ذريعتيك ذريعتي كلب فكذاك أنتم معشر الجن أم أنت من بينهم كذلك قال: والله إني منهم لضليع فقال الشيطان: أرسلني أحدثك حديثا عجيباً يعجبك قال: فأرسله قال: فحدثني قال: لا قال: فاتخذا الثانية فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: أرسلني فلأحدثك حديثاً يعجبك فأرسله فقال: حدثني فقال: لا قال: فاتخذا الثالثة فصرعه الذي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثم جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها فقال: أرسلني قال: لا أرسلك حتى تحدثني قال: سورة البقرة فإنه ليس منها آية تقرأ في وسط شياطين إلا تفرقوا ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت شيطان وفي رواية: تقرأ: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: نعم قال: فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبخ كخبخ الحمار)، قالوا يا أبا عبد الرحمن فمن ذلك الرجل؟ قال: فمن ترونه إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

من قرأها دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت:

عن أبي أمامة:

(72) قال النسائي: حدثنا الحسين بن بشر بطرسوس كتبنا عنه حدثنا محمد بن حمير قال: حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)).

 

الفصل السادس: في خواتيم البقرة:

أعطيها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ سدرة المنتهى ليلة المعراج:

عن ابن مسعود:

(74) قال مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا مالك بن مغول ح وحدثنا ابن نمير وزهير بن حرب عن عبد الله بن نمير وألفاظهم متقاربة قال ابن نمير حدثنا أبي حدثنا مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة عن عبد الله قال: ((لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها، قال: {إذ يغشى السدرة ما يغشي} قال: فراش من ذهب قال: فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً أعطي الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن مات لا يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات)).

أرسل الله ملكاً ينزل إلى الأرض قط فنزل من باب من السماء لم يفتح قط فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فبشره بأنها نور لم يؤته نبي قبله وأنه لن يقرأ بحرف منها إلا أعطيه:

عن ابن عباس:

قال مسلم حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس... عن ابن عباس قال: ((بينما جبريل قاعد عن النبي صلى الله عليه وسلم)) ... الحديث.

أنزلت من كنز تحت العرش لم يعط أحد منه قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعطى أحد منه بعده وهو مما فضلنا به:

(1) عن حذيفة:

(75) قال النسائي: أخبرنا عمرو بن منصور ثنا آدم بن أبي إياس قال: ثنا أبو عوانة قال: ثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضلنا على الناس بثلاث جعلت الأرض كلها لنا مسجداً وجعلت تربتها لنا طهوراً، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط أحد منه قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).

(2) عقبة بن عامر:

(76) قال ابن نصر: حدثنا يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا بهاتين الآيتين من سورة البقرة فإني أعطيتهما من تحت العرش)).

(3) عن أبي ذر:

(77) قال أحمد: حدثنا حسين ثنا شيبان عن منصور عن ربعي عن خرشة بن الحر عن معرور بن سويد عن أبي ذر قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي)).

(4) عن علي:

(78) قال ابن الضريس: أخبرنا أبو عمر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمير بن سعيد عن عليٍّ -عليه السلام- قال: "ما كنت أرى أحداً يعقل ينام حتى يقرأ الثلاث آيات في آخر سورة البقرة إنها لمن كنز من تحت العرش".

هكذا موقوفاً وهو في حكم المرفوع.

(5) عن أبي مسعود:

(79) قال ابن الضريس: أخبرنا موسى ثنا حماد عن عاصم بن بهدلة عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود البدري قال: "من قرأ خاتمة سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام ليلة وقال: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش".

(هكذا موقوفاً والشاهد فيه من قبيل المرفوع).

(6) عن ابن مسعود:

(80) قال أبو عبيد حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن زبيد اليامي عن مرة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود قال: "الآيات الأواخر من سورة البقرة إنهن لمن كنز تحت العرض".

(موقوف في حكم المرفوع).

(7) عن أبي أمامة:

قال ابن الضريس: ثنا محمود بن غيلان... عن أبي أمامة قال: "أربع آيات من كنز العرش... وخاتمة سورة البقرة".

أنزلتا من كتاب كتبه الله قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان:

(1) عن النعمان بن بشير:

(81) قال أبو عبيد: حدثنا عفان عن حماد بن سلمة قال: حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان)).

(2) عن شداد بن أوس:

(82) قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا أشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب كتاباً...)) الحديث بنحو حديث النعمان.

كانتا فرجاً للمسلمين واستجاب الله لهم فيهما:

(1) عن أبي هريرة:

(83) قال أحمد: ثنا عفان ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} فاشتد ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب فقالوا: يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله عز وجل في إثرها {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله} -قال عفان: قرأها سلام أبو المنذر يفرق- {وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}.

فلما فعلوا ذلك نسخها الله تبارك وتعالى بقوله: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} - فصار له ما كسبت من خير وعليه ما اكتسبت من شر فسر العلاء هذا -{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: نعم {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: نعم {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: نعم {واعف عنا واغفر لنا ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين} [قال: نعم].

(2) عن ابن عباس:

(84) قال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن آدم بن سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} قال: دخل في قلوبهم منه شيء لم يدخل [قلوبهم] من شيء فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((قولوا سمعنا وأطعنا [وسلمنا])) فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون [كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير]} {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال: قد فعلت {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته علىالذين من قبلنا} قال: قد فعلت {بنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا [أنت مولانا] [فانصرنا على القوم الكافرين]...} قال: قد فعلت.

من قرأهما في ليلة كفتاه:

عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البكري:

(85) قال الحميدي: ثنا سفيان قال: ثنا منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)). قال عبد الرحمن بن يزيد: ثم لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه فحدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)).

إذا تليت مع آية الكرسي لا يدخل الشيطان البيت تلك الليلة:

عن معاذ بن جبل:

قال الطبراني: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح... عن أبي الأسود الدؤلي قال: قلت لمعاذ: أخبرني عن قصة الشيطان حين أخذته... فذكر الحديث. وفيه وآية ذلك على ألا يقرأ أحد منكم [آية الكرسي و] خاتمة البقرة فدخل أحد منا بيته تلك اللية...