ماذا تفعل إذا أصابتك مصيبة ؟؟ 

سبحان الله طبعت الدنيا على الكدر والمصائب لا فرق بين المؤمن والكافر قال تعالى : ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون ) 
نعم وترجون من الله ما لا يرجون ، الكل تصيبه المصائب نفس المصائب ولكن شتان بين موقف المؤمن وموقف غيره ... 
عجبا للمؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا ولا يكون ذلك إلا للمؤمن . 
صدقت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكافر يقتل إخوانه فيقول كما ذكر الله تعالى : " لوكانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا " 
قال تعالى : ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم " 
وأما المؤمن فهو كما قال سبحانه : " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، 
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " 
ثلاث جوائز تنتظرهم الصلوات والرحمة والهداية وما أعظمها من هدايا ، 
إذا أصابتك المصيبة يا أخي الحبيب فتذكر قول الله تعالى : " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " 
لماذا يا رب أخبرتنا بذلك قال : " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " 
الله أكبر ما أجمل الرضا بالقضاء 
وماذا أيضا ؟ المؤمن بخلاف الكافر فالكافر يجعل الله عدم رضاه بالمقدور حسرة في قلبه كما سبق ذكره 
وأما المؤمن فكما قال تعالى " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه " هذا هو الجزاء هداية القلب لا الحسرات القاتلات 
إياك ونسيان وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك " 
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك 
رفعت الأقلام وجفت الصحف " 
تذكر يا أخي الحبيب إذا أصابتك مصيبة أمورا : 
أن الذي أصابك بذلك هو خالقك وهو أرحم بك من الأم بولدها وأنت لا تعلم ما الذي يصلحك فسلم له أمرك فالله يعلم وأنتم لا تعلمون 
تذكر أن مصيبتك أهون من غيرها وتخيل لو أصابك أعظم منها يهون عليك أمرك قال تعالى : " فأثابكم غما بغم لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم " 
تذكر أنك لست وحدك الذي تصيبه المصائب بل انظر حولك فتجد في كل أصناف الناس ألوانا من المصائب كثير منها أعظم من مصابك 
فتلك هي الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين 
تذكر الأجر العظيم والثواب الجزيل الذي ينتظرك إن صبرت واحتسبت 
وتذكر ما يخلفه الله عليك في دنياك كما قال صلى الله عليه وسلم " إلا آجره الله في مصيبته وأبدله خيرا منها " 
تذكر ذنوبك الكثيرة وتقصيرك العظيم في طاعة مولاك وأنت مستحق للعقوبة لا محالة 
والدنيا في الآخرة كما يضع أحدنا أصبعه في اليم فلينظر بماذا يرجع " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير" 
تذكر النعم الكثيرة التي أنعم الله بها عليك وحرم منها أمما وخلائق لا تحصى 
بعض هذه النعم يتمنى غيرك لو يشتريها بالدنيا وما عليها فلا تحقرن نعمة الله عليك وأعظمها الهداية إلى الإسلام والدين القويم 
انظروا إلى من هو دونكم ذلك أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم 
لا يغب عن ذهنك مشهد أبوي الغلام الذي قتله الخضر وكيف حالهما عند رؤية ولدهما مقتولا 
والله يخبئ لهما خيرا عظيما من وراء ذلك ويدفع عنهما شرا مستطيرا وكان الإنسان ظلوما جهولا 
وأخيرا تذكر أنك عبد فهل للعبد خيار مع سيده ؟؟ وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ..