بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع الصفار في المكاشفات الصفار يؤكد أنه يدين بالتقية فمن الذي يضمن لنا أن المكاشفات ليست تقية ؟؟؟؟؟؟؟؟ الصفار لا يمثل الشيعة بل هو مرفوض من قبل بعض مرجعياتهم تحريف القرآن مسألة حكى كبار علماء الشيعة الإجماع عليها خلاف دعاوى الصفار نقاط خلافنا مع الصفار حول القرآن والسنة وحملة الشريعة وأصل الشريعة وهو عقيدة التوحيد فماذا بقي للاتفاق والحوار ؟؟؟ أربعة عشر قرنا لم يفطن جهابذة علماء السنة ولا كبار علماء الشيعة للتقارب فهل فطن له الصفار وغيره؟ كلنا نتمنى اجتماع الكلمة وتوحيد الصف لا الجمع بين الشريعة وبين الخروج عنها المحب لوطنه وولاة أمره يلزم ذلك في السر والعلن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فقد اطلعت على حلقات المكاشفات مع حسن الصفار وعلى حلقة من رد واحد عليه لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي وقد كان ردا علميا قويا إلا أن فيه شيئا من صعوبة التناول على القارئ الذي بهرته مغالطات الصفار ومراوغاته العجيبة وقد آثرت أن أكتب هذا الرد استجابة للأخ عبد العزيز قاسم صاحب إجراء الحوار الذي صرح في إحدى الحلقات بانتظار الردود من أهل العلم على مسائل عدة تعرض لها الصفار وقبل الدخول في التفاصيل أحب أن نتكلم عن نقاط جوهرية تتعلق بفتح هذا الملف الساخن الذي نعلم علم اليقين من خلال دراستنا الشرعية ومن ضمنها دراسة تفاسير الشيعة ومعتقداتهم من كتبهم وأقوال أئمتهم أنه لن يغلق مع محدودية فائدته فأقول : أولا : لقد مضى على الخلاف بين أهل السنة والروافض أربعة عشر قرنا كان فيها أئمة من أهل السنة أفضل وأعلم وأتقى وأكرم على الله وأكثر إنصافا وحبا لاجتماع كلمة المسلمين ونبذ الفرقة والشقاق من كل من ينادي بالتقارب والتعايش والتآلف من صغار زماننا وفيها أئمة من طائفة الروافض وأساطين علم في دينهم هم أعلم وأفهم وأتقن لدينهم من أمثال الصفار ومن قد يوافقه ولكن لم يحدث شيء من ذلك لأن الجميع كان يعرف الحقيقة ويعلم أنه لا يوجد نقطة اتفاق يمكن أن ينطلق منها الحوار أساسا كما سيظهر مما نسوقه . ثانيا : الصفار واحد من مئات مثله وهذه القضايا مصيرية تتحدث عن أمتين متباينتين ولا يمكن لفرد أن يتكلم باسم أمته ولم تخوله الأمة حتى وإن كان يمثل مرجعية علمية وكلنا نعلم الصراع الكبير بين السيستياني الذي يمثل مرجعية للصفار وأمثاله والصدر وأنصاره وهم أبناء طائفة واحدة . والصفار نفسه مرفوض من بعض أبناء جلدته وما فتوى أحد كبار مرجعياتهم التي أقر بها في مكاشفاته الحلقة الرابعة وهو السيد الخوئي والذي قال نصا «وأما حسن الصفار فسبق أن أجبنا على سؤال وردنا .... وتكرر الجواب لبعض القطيفيين بأن أمره لمريب ولا يوثق به ولا بتصرفاته وما ذكرتموه يؤكد انعدام الثقة منه . انتهى وهذه فتوى عجيبة من جهة معتمدة لدى الشيعة . كما هو مشهور لدى الجميع أن هناك من يعارضه في مواقفه هذه ويرميه بأن نشاطه وأفكاره المطروحة سعي شخصي منه لأخذ الخُمس وما إلى ذلك. وأن رؤاه السياسية هي نوع من التزلف للحصول على مقعد رسمي وقد تعرض لذلك في مكاشفاته أيضا . رابعا : قد يخالف فرد من الأفراد جماعته ويخرج عن طريقها وهذا لا يعني أنه ما زال منتميا إليها والعبرة في معرفة منهج وفكر وعقيدة طائفة كلام علمائها المعتمدين ومؤلفاتهم المشهورة وكم من رجل ينسب زورا وبهتانا لأهل السنة وأهل السنة منه براء حيث خالف منهجهم وكلام علمائهم وما قضايا الأزهر ومحاكمته لبعض الكتاب من المنتسبين إليه الذين عبثوا في دين الله ببعيدة ولو صح ما ادعاه الصفار في عدة قضايا فهو مارق خارج عن دين الشيعة كما سنثبت بالأدلة . خامسا : محاولة التمسح بأن الدافع للصفار وأمثاله الوطنية ومصلحة أبناء الأمة والاستجابة لدعوات ولاة الأمر فاشلة يكذبها الواقع الأليم فعلى شبكة الإنترنت يوجد موقع رافضي يسمى شبكة راصد الإخبارية يعرفه الصفار جيدا ويعتبر جل ما فيه للصفار وحول الصفار ومشهور أنه يشرف عليه بنفسه ومع ذلك ففيه من الطعن في ولاة الأمر الشيء الكثير وفيه نشر لأفكار المجرمين أمثال علي الأحمد وتلميع له وثناء عليه إلى غير ذلك من الفضائح المخزية ولو كانت مثل هذه المقالات للطعن في أئمتهم أو مرجعيتهم لحذفت تلك المشاركات فورا . وقد قام ولاة الأمر مشكورين بحجب هذا الموقع الفاسد المفسد عن أبناء المملكة حتى لا يخرب عليهم دينهم ويمكن لأهل العلم الاطلاع على طوامه لمعرفة الحقيقة المرة عن طريق بعض البرامج . سادسا : إن كلمة مكاشفات تستلزم من الشخص أن يكشف لنا عن حقيقته ويستلزم ذلك أيضا أن يكون ذا مصداقية لدينا ولكن للأسف نجد أن الصفار يقرر ويؤكد على صحة مذهب التقية وأنه يدين به ويستدل له بأدلة كبيت العنكبوت ضعفا ووهاء وبناء عليه كيف يمكن لنا أن نأمن أن يكون كل أو جل ماذكره إنما هو من باب التقية في دولة الزمام فيها للأعداء أهل السنة كما هو منهج الروافض المؤكد وديدنهم الدائم وهذا ما فهمه أبناء طائفته ممن علق على مكاشفاته في موقع راصد المشار إليه وأنقل هنا تعليقا من هذه التعليقات للاطلاع : يقول أبو زينب من القطيف : الشيخ الصفار هو من الناس الذين يؤمنون بأنه بمجاملتهم إلى الوهابيين على حساب أبناء مذهبهم سوف ينالون حقوقهم السياسيه والاقتصاديه وهذا مالم ولن يحصل !انتهى
لذا فإنه لا يمكن أن تؤخذ هذه المكاشفات على محمل التصديق إلا إذا تنصل الصفار من عقيدته في التقية واعترف بأنها دين النفاق والمنافقين وأن المسلم الحق هو الذي يجهر بما يعتقد فالحمد لله لا يوجد سيف مصلت على رقبته وهو يتحدث حتى يتعلل بالخوف على النفس من قول ما يعتقد . سابعا : إن للصفار دينا وهذا الدين له علماؤه ومراجعه التي استقى منها الصفار عقائده وعباداته ومعاملاته وقد ذكر منها طائفة في أثناء حديثه ولذا فنحن سنناقش الصفار في دعاواه المزعومة من خلال كتب دينه المعتمدة وعلماء ملته المعتبرين لنثبت أن مابين العقيدتين كما بين المشرقين لا كما صوره هو إما تقية وإما مروقا من عقيدته وتمهيدا لدخوله في عقيدة أهل السنة ونحن نأمل الأخير وإن كانت جماعته تعرف أنه الأول . إن هذه الوقفات سوف تكون حول مسائل محددة تطرق لها الصفار وحاول إظهار خلاف حقيقة مذهبه تجاهها وهي الأصول التي تؤكد المفارقة بين العقيدتين ونجملها فيما يلي : القرآن السنة الصحابة عقيدة الإمامية الرافضة في بلاد أهل السنة وأهل السنة في بلاد الرافضة ولا شك أن بيان عقائد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية قد قتلها العلماء بحثا وفضحا في مؤلفات كثيرة أشهرها مؤلفات العالم الرباني إحسان إلهي ظهير المقتول ظلما الشهيد بإذن الله في مجلدات عدة ومنها الكتاب الفاضح وجاء دور المجوس في مجلدين الذي انتشر انتشار النار في الهشيم ومنها رسالة لطيفة لمحب الدين الخطيب تسمى الخطوط العريضة وهي مفيدة جدا ومختصرة وكذا كتاب قراءة في عقيدة الشيعة الإمامية للشلهوب ومن الرسائل الجامعية الجامعة رسالة الدكتوراه لفضيلة الدكتور ناصر القفاري : أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية – عرض ونقد . وله أيضا : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة . ومن آخر ما كتب في ذلك مذكرة مركزة دقيقة كتبها فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري يسر الله نشرها . كما توجد محاضرات ومناظرات من أواخر ذلك مناظرة قناة المستقلة التي أقيمت هذا العام وأظهرت عوار هذه العقيدة المشوهة كما يوجد شريط صوتي مسجل لمجموعة من علماء الرافضة في العراق والكويت والبحرين والمملكة فيه مقاطع صوتية لهم ينفثون فيه عقائدهم الباطلة ويشهد عليهم بإنكارهم للتقارب ولعنهم لأبي بكر وعمر وتكفيرهم لهما وتسويتهم في إجابة الدعاء بين الله وآحاد آل البيت وغير ذلك . هذا خلا مواقع الإنترنت المتخصصة في ذلك مثل منتديات السرداب وموقع البرهان وغيرها . ونحن في هذه الوقفة نتحدث عن الفارق بين اعتقادنا نحن أهل السنة في القرآن وبين اعتقاد الصفار من خلال كتب مذهبه الجعفري الاثنا عشري الإمامي : وقبل أن نبدأ أحب أن أجيب على تساؤل للصفار حيث تحدى أن يكون من فرق الشيعة من قال بأن الرسالة كانت لعلي ونزلت على محمد r خطأ فأقول : قد قال بذلك فرقة الغرابية حيث قالوا بأن محمدا r كان أشبه بعلي t من الغراب بالغراب وأن الله بعث جبريل بالوحي إلى علي عليه السلام فغلط جبريل وأنزل الوحي على محمد r . ( المنية والأمل لابن المرتضى ص30 والملطي في التنبيه والرد ص158)
وحان الآن وقت الكلام عن الوقفة الأولى فنقول مستعينين بالله : صرح كبار علماء السنة أن من اعتقد أن القرآن فيه زيادة أو نقص فقد خرج من دين الاسلام . وهذه العقيدة عند أهل السنة من الشهرة والتواتر بحيث أنها لاتحتاج الى من يقيم أدلة عليها بل هذه العقيدة من المتواترات عند المسلمين .
قال القاضي عياض - رحمه الله : ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول { الحمد لله رب العالمين } الى آخر { قل أعوذ برب الناس } أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع مافيه حق وأن من نقص منه حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر . وقال أبو عثمان الحداد : (جميع من ينتحل التوحيد متفقون على أن الجحد لحرف من التنزيل كفر ). الشفاء : (ص 1102 - 1103). و قال ابن قدامة : ( ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر ) . " لمعة الاعتقاد " ص 19 . وقال البغدادي : ( وأكفروا - أي أهل السنة - من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة لدعواه أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه ) . الفرق بين الفرق " ص 315 دار الآفاق الجديدة - بيروت . ويقول القاضي أبو يعلى : ( والقرآن ما غير ولا بدل ولا نقص منه ولا زيد فيه خلافاً للرافضة القائلين أن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه - ثم قال- إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم وأجمعوا عليه ولم ينكر منكر ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه ، لأن مثل هذا لايجوز أن ينكتم في مستقر العادة .. ولانه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً فلما لم يفعل ذلك بل كان يقرأه ويستعمله دل على أنه غير مبدل ولا مغير ) . المعتمد في أصول الدين ص 258. ويقول ابن حزم : ( القول بأن بين اللوحين تبديلا كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ). " الفصل في الملل والنحل " : 40. قال الفخر الرازي عند قوله سبحانه : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }، وإنا نحفظ ذلك الذكرمن التحريف والزيادة والنقصان - إلى أن قال : إن أحداً لو حاول تغيير حرف أو نقطة لقال له أهل الدنيا هذا كذب وتغيير لكلام الله حتى أن الشيخ المهيب لو اتفق له لحن أو هفوة في حرف من كتاب الله تعالى لقال له الصبيان أخطأت أيها الشيخ وصوابه كذا وكذا .. واعلم أنه لم يتفق لشيء من الكتب مثل هذا الحفظ فإنه لا كتاب إلا وقد دخله التصحيف والتحريف والتغيير إما في الكثير منه أو في القليل ، وبقاء هذا الكتاب مصوناً من جميع جهات التحريف مع أن دواعي الملاحدة واليهود والنصارى متوفرة على إبطاله وإفساده من أعظم المعجزات . " مفاتيح الغيب " : (19/160-161) ويقول ابن حزم - في الجواب عن احتجاج النصارى بدعوى الروافض تحريف القرآن - ( وأما قولهم في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين ) . " الفصل " 2/80 . ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية : ( وكذلك - أي في الحكم بتكفيره - من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لاخلاف في كفرهم). " الصارم المسلول " دار الكتب العلمية - بيروت : ص 586 .
وأما بالنسبة للروافض الذين يدينون بالمذهب الجعفري الاثنا عشري فهناك نقول قليلة نادرة عن علماء هذه الطائفة تعترف بالقرآن الذي بين أيدي أهل السنة اليوم وتنفي عنه التحريف وهذه النقول يحملها علماء المذهب على التقية وهي التي ذكر بعضها الصفار في مراوغاته وهؤلاء خمسة من كبار علماء الشيعة من القائلين بالتحريف يبينون أن إنكار هؤلاء لتحريف القرآن كان من باب التقية أو خطأ محض لا يتبعون عليه . (1) نعمة الله الجزائري : قال : " الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا ، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها . نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لاغير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل . والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها " ثم يقول : كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشمل على وقوع تلك الأمور في القران وأن الآية هكذا ثم غيرت إلى هذا) الأنوار النعمانية 2/357 ، 358 (2) النوري الطبرسي : قال : " لا يخفى على المتأمل في كتاب التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاه مع المخالفين " . ثم أتى ببرهان ليثبت كلامه إذ قال : " وما قاله السيد الجليل على بن طاووس في كتابه " سعد السعود " إذ قال ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه " التبيان " وحملته التقية على الاقتصار عليه . " فصل الخطاب " ص 38 (3) السيد عدنان البحراني : " فما عن المرتضى والصدوق والطوسي من إنكار ذلك فاسد " . " مشارق الشموس الدريه " ص 129 . (4) العالم الهندي أحمد سلطان : قال : " الذين أنكروا التحريف في القرآن لايحمل إنكارهم إلا على التقية " . " تصحيف الكاتبين " ص 18 (5) أبو الحسن العاملي : فقد رد في كتابه " تفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار " على من أنكر التحريف في باب بعنوان " بيان خلاصة علمائنا في تفسير القرآن وعدمه وتزييف استدلال من أنكر التغيير " . والظاهر أنهم أنكروا التحريف من باب التقية وذلك للأدلة الآتية :- 1 - لم يؤلفوا كتبا يردون فيها على من قال بالتحريف . 2 - أنهم يلقبون القائلين بالتحريف بالآيات والأعلام ويعظمونهم ويتخذونهم مراجع لهم . 3 - لم يسندوا إنكارهم بأحاديث عن الأئمة . 4 - ذكروا في مؤلفاتهم روايات تصرح بالتحريف مثال : ( أ ) الصدوق : روى عن جابر الجعفي قال سمعت رسول الله e يقول يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون المصحف والمسجد والعترة يقول المصحف يارب حرفوني مزقوني . البيان للخوئي ص 228 وقال الصدوق أيضا إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها . ثواب الأعمال ص 139 . (ب) الطوسي : هذب كتاب رجال الكشي ولم يحذف أو يعلق أو ينتقد على الأحاديث التي ذكرت تحريف القرآن ، وسكوته على ذلك دليل على موافقته ومن هذه الأحاديث : 1 - " عن أبى علي خلف بن حامد قال حدثني الحسين بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن ابي عبد الله قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب" . رجال الكشي ص 247 . 2 - رواية " لاتأخذ معالم دينك من غير شيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه " . المصدر السابق ص 10 . 3 - عن الهيثم ابن عروه التميمي قال سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى{فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق } فقال ليست هكذا تنزيلها إنما هي " فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق " ثم أمر يده من مرفقه إلى أصابعه . تهذيب الاحكام ج1 ص 57
وأما النقول الأساس والمتكاثرة في المذهب فهي تشهد بعكس ذلك بل ترمي من أنكر التحريف بخرق الإجماع وممن حكى الإجماع على تحريف القرآن :
المفيد ـ الذي يعد من مؤسسي المذهب ـ فقد نقل إجماعهم على التحريف ومخالفتهم لسائر الفرق الإسلامية في هذه العقيدة قال : (( واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الاموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة ، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف ، واتفقوا على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى ، وإن كان ذلك من جهة السمع دون القياس ، واتفقوا أن أئمة الضلال ( يعني الصحابة رضي الله عنهم) خالفوا في كثير من تأليف القرآن ، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأجمعت المعتزلة ، والخوارج ، والزيديه والمرجئة ، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ماعددناه )) . اوائل المقالات ص 48 ـ 49 دار الكتاب الإسلامي ـ بيروت .
وينقل الإجماع على التحريف الجزائريّ في كتابه [الأنوار النعمانية] كما تقدم حيث قال ( إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القران)
والعلامة الحجة سيد عدنان البحراني : " بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره قال : الأخبار التي لا تحصى كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل وإجماع الفرقة المحقة وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم " . مشارق الشموس الدريه منشورات المكتبة العدنانية " البحرين " ص 126 . والشيخ يحيى تلميذ الكركي : إذ قال : " مع أجماع أهل القبله من الخاص والعام ان هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس القرآن كله وأنه قد ذهب من القرآن ماليس في أيدي الناس" . نقلا عن فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي ص 23
والمجلسي يرى أن أخبار التحريف متواترة ولا سبيل إلى إنكارها وأن إنكار روايات التحريف يتسقط أخبار الإمامة المتواترة على حد زعمهم فيقول في معرض شرحه الحديث هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد e سبعة عشر ألف آية قال عن هذا الحديث : (( موثق ، وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم، فالخبر صحيح. ولا يخفي أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا ، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟ )) أي كيف يثبتون الإمامة بالخبر إذا طرحوا أخبار التحريف ؟ مرآة العقول للمجلسي ص 525 ح 12 دار الكتب الإسلامية ـ ايران . ويقول أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36 : " اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها ، أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول e شيء من التغييرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات ، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ، ما جمعه علي عليه السلام وحفظه الى أن وصل الى ابنه الحسن عليه السلام ، وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام ، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه . وهذا التفسير مقدمه لتفسير " البرهان " للبحراني ط دار الكتب العلمية - قم - ايران . و قامت دار الهادي - بيروت - في طباعة تفسير البرهان لكنها حذفت مقدمة أبو الحسن العاملي لأنه صرح بالتحريف . ويقول الخوئي " أن كثرة الروايات على وقوع التحريف في القرآن تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ولا أقل من الاطمئنان لذلك وفيها ما روى بطريق معتبر" . البيان : ص 226 وروى الطبرسي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: (( لما توفي رسول الله e جمع علي عليه السلام القرآن ، وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله e ، فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال : ياعلي اردده فلا حاجة لنا فيه ، فأخذه عليه السلام وانصرف ، ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار ، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ، ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار . فأجابه زيد إلى ذلك .. فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم )) . الاحتجاج للطبرسي منشورات الأعلمي - بيروت - ص 155 ج1 . ويزعم الطبرسي أن الله تعالى عندما ذكر قصص الجرائم في القرآن صرح بأسماء مرتكبيها ، لكن الصحابة حذفوا هذه الأسماء ، فبقيت القصص مكناة . يقول : (( إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ، ليست من فعله تعالى ، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين )) . المصدر السابق 1/249 .
ويقول المفسر الشيعي الفيض الكاشاني : بعد أن خصص المقدمة السادسة في تفسيره لإثبات تحريف القرآن . وعنون لهذه المقدمة بقوله ( المقدمة السادسة في نبذ مما جاء في جمع القرآن ، وتحريفه وزيادته ونقصه ، وتأويل ذلك ) . وبعد أن ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن ، والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم ، خرج بالنتيجة التالية فقال : (( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام ، في كثير من المواضع ، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضا على الترتبيب المرضي عند الله ، وعند رسول صلى الله عليه وآله وسلم )) . تفسير الصافي 1/49 منشورات الاعلمي ـ بيروت ، ومنشورات الصدر - طهران . ثم ذكر بعد هذا أن القول بالتحريف اعتقاد كبار مشايخ الإمامية قال : (( وأما اعتقاد مشايخنا رضي الله عنهم في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن ، لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ، ولم يتعرض لقدح فيها ، مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القمي ـ رضي الله عنه ـ فإن تفسيره مملوء منه ، وله غلو فيه ، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فإنه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الإحتجاج )) . المصدر السابق 1/52 ويؤكد ذلك طيب الموسوي في تعليقه على تفسير القمي علي بن إبراهيم: (ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين, المتقدمين منهم والمتأخرين القول بالنقيصة كالكليني والبرقي والعياشي والنعماني وفرات بن إبراهيم وأحمد بن طالب الطبرسي والمجلسي والسيد الجزائري والحر العاملي والعلامة الفتوني والسيد البحراني, وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الإغماض عليها)( تفسير القمي / المقدمة ص23). والمجلسي يُصرح قائلاً: ( أن عثمان حذف عن هذا القرآن ثلاثة أشياء: مناقب أمير المؤمنين علي, وأهل البيت, وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية " يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا ")(تذكرة الأئمة المجلسي ص9).
ويقول محدثهم النوري الطبرسي: ( إن الأخبار الدالة على ذلك ـ التحريف ـ يزيد على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلامة المجلسي وغيرهم, واعلم أن الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية)( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب 227 /النوري الطبرسي). وجاء في بعض الروايات : ( لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه لما خفي حقنا على ذي حجى ) [البرهان -المقدمة-ص 37 ، وبحار الأنوار : 19/30، وتفسير الصافي : 1/41] . وأخرى تقول: (لو قريء القرآن كما أنزل لألفينا مسمين به )[تفسير العياشي: 1/13، بحار الأنوار: 92/55، وتفسير الصافي: 1/41] . قال المازندراني شارح الكافي : (إن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة ، والزائد على ذلك مما سقط بالتحريف )[شرح جامع للكافي: 11/76] . ويقول البحراني في شرحه لنهج البلاغة: ( أن عثمان بن عفان جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف وأبطل ما لاشك أنه من القرآن المُنزل)( شرح نهج البلاغة /هاشم البحراني 1/11). ويقول علي أصغر البروجردي: (والواجب أن نعتقد أن القرآن الأصلي لم يقع فيه تغيير وتبديل مع أنه وقع التحريف والحذف في القرآن الذي ألفه بعض المنافقين والقرآن الأصلي موجود عند إمام العصر)( عقائد الشيعة ص27 للبروجردي). ومن ذلك طعنهم بالقرآن بسبب توثيق أئمتهم لدعاء صنمي قريش _ يعنون أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ولعن من سبهما _ الذي يحوى الطعن في القرآن . وفي مقدمة الدعاء " اللهم صل على محمد وأل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيها وافكيها وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وانكرا وصيك وجحدا أنعامك وعصيا رسولك ، وقلبا دينك وحرفا كتابك.. اللهم العنهم بكل آية حرفوها . وانظر الدعاء بطوله في مفتاح الجنان في الأدعية والزيارات والأذكار ص 113 ، 114 . وقد ورد توثيق هؤلاء العلماء لهذا الدعاء في كتاب (تحفة العوام مقبول جديد) باللغه الاوردية لمؤلفه منظور حسين (ص442) وأيضاً في كتاب المصباح للكفعمي ص 732 ط بيروت " مكتبة الأعلمي" سنة 1994 . وأيضاً في كتاب بحار الأنوار للمجلسي ج82 ص 260 كتاب الصلاة باب آخر في القنوتات الطويلة . ط دار إحياء التراث العربي - بيروت . وقد كانت روايات وأقوال الشيعه في التحريف متفرقة في كتبهم السالفة التي لم يطلع عليها كثير من الناس حتى أذن الله بفضيحتهم على الملأ ، عندما قام النوري الطبرسي - أحد علمائهم الكبار - في سنة 1292هـ وفي مدينة النجف حيث المشهد الخاص بأمير المؤمنين بزعمهم بتأليف كتاب ضخم لإثبات تحريف القرآن . سماه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي ذكر أن سبب تأليفه مواجهة من تظاهر من علماء الشيعة بعكس ذلك كما هو واضح في رده في آخر الكتاب ويقول في مقدمة كتابه : هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الفجور والعدوان .... وقد ساق في هذا الكتاب حشداً هائلاً من الروايات لإثبات دعواه في القرآن الحالي أنه وقع فيه التحريف . وقد اعتمد في ذلك على أهم المصادر عندهم من كتب الحديث والتفسير ، واستخرج منها مئات الروايات المنسوبة للأئمة في التحريف . وأثبت أن عقيدة تحريف القرآن هي عقيدة علمائهم المتقدمين . وقد قسم كتابه هذا إلى ثلاث مقدمات وبابين . المقدمة الأولى : عنون لها بقوله (في ذكر الأخبار التي وردت في جمع القرآن وسبب جمعه ، وكونه في معرض النقص ، بالنظر إلى كيفية الجمع ، وأن تأليفه يخالف تأليف المؤمنين ). المقدمة الثانية : جعل عنوانها ( في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه ) . المقدمة الثالثة : جعلها في ذكر أقوال علمائهم في تغيير القرآن وعدمه. فصل الخطاب : ص 1 . ولعل هذه العناوين تنبأ عما تحتها من جرأة عظيمة على كتاب الله الكريم بشكل لم يسبق له مثيل . وأخيرا الخميني الهالك يقول في معرض كلامه عن الإمامة والصحابة: (.. فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة, كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة, ويحذفون تلك الآيات من صفحاته, ويُسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد, ويلصقون العار ـ وإلى الأبد ـ بالمسلمين وبالقرآن, ويُثبتون على القرآن ذلك العيب الذي يأخذه المسلمون على كتب اليهود والنصارى)( كشف الأسرار /الخميني ص 131). هذه النقول غيض من فيض ولا يمكن أن أسوق كل ما ذكره أئمة هذا المذهب في ذلك الأصل هنا وفيما ذكرته كفاية . وأما الأمثلة على ما يعتقدونه من تحريف فقد جمع النوري الطبرسي مرجعهم الكبير في كتابه [فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب] ما يقرب من ألفي حديث ورواية دالة بصريحها كما هو واضح من عنوان الكتاب على اعتقادهم الاعتقاد الجازم الذي هو جزء من صميم عقيدتهم على وقوع التحريف في كتاب الله العزيز, وقد كوفئ بأن دفنوه في بقعة مقدسة عندهم في الصحن الرضوي ـ أي قرب قبر علي رضي الله عنه. وهذا مقطع مما أورده المذكور في كتابه من سورة (النورين) والتي يزعمون أنها من جملة ما حذف الصحابة من القران ـ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا: ـ (يا أيها الذين آمَنوا آمنِوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكما آياتي ويحذراكم عذاب يوم عظيم . نوران بعضهما من بعض وأنا السميع العليم……) بسورة طويلة كلها آخرها قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون سنجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون إنا بشرناك بذريته الصالحين وإنهم لأمرنا لا يخلفون فعليهم مني صلوات ورحمة أحياء وأموتاً يوم يبعثون وعلى الذين يبغون عليهم من بعدك غضبي إنهم قوم سوء خاسرين وعلى الذين سلكوا مسلكهم مني رحمة وهم في الغرفات آمنون والحمد لله رب العالمين. ذكر هذه السورة : أ ) العلامة النوري الطبرسي في كتابه فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الارباب ص 180 . ب) العلامة محمد باقر المجلسي في كتابه تذكرة الائمة ص 18 ، 19 باللغة الفارسية منشورات مولانا . جـ) كتاب (دبستان مذاهب ) باللغة الفارسية . د ) العلامة المحقق ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي في كتابه (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه ) جـ2 ص 217. ومن السور الكاملة المحذوفة التي ذكرها الرافضة أيضا : سورة الولاية ونصها : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذين بعثناهما يهديانكم الى صراط مستقيم نبي وولي بعضهما من بعض ، وأنا العليم الخبير ، إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم ، فالذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين ، إن لهم في جهنم مقام عظيم ، نودي لهم يوم القيامة أين الضالون المكذبون للمرسلين ، ما خلفهم المرسلين إلا بالحق ، وما كان الله لنظرهم الى أجل قريب فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين }. ذكر هذه السورة : أ ) العلامة المحقق ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي في كتابه (منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه ) جـ2 ص 217.. ب) العلامة محمد باقر المجلسي في كتابه تذكرة الائمة ص 19 ، 20 باللغة الفارسية منشورات مولانا ، ايران .
ومن أمثلة التحريف المزعوم : ما رواه المجلسي في بحار الأنوار : ( ... عن ابن عبد الحميد قال: دخلت على أبي عبد الله –رضي الله عنه- فأخرج إلي مصحفاً ، قال: فتصفحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب : (هذه جهنم التي كنتم بها تكذبان. فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان ) . قال المجلسي : (يعني الأولين ) [بحار الأنوار:92/48] . أي أبا بكر وعمر !! - وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دفع إلي أبو الحسن مصحفاً وقال: ( لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه : لم يكن الذين كفروا . فوجدت فيه اسم سبعين رجلاً من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم . قال: فبعث إليّ ، ابعث إليّ بالمصحف ) [أصول الكافي: 2/631] . وقد افتروا على الله سورة الولاية يتداولونها بينهم، ويزعمون أنها مما نقص من القرآن، ومن قرأ العربية ، ويقرأ هذه السورة المزعومة يعلم أنها من جنس قرآن مسيلمة الكذاب شيطان اليمامة . [انظر : الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب : ص 12 حيث نشر هذه السورة وأخبر أنها مصورة من مصحف إيراني مخطوط عند المستشرق براين ] . وقال القمي في تفسيره ( ج1/36 ط دار السرور - بيروت ) : وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) آل عمران : 110 فقال أبو عبد الله عليه السلام لقاريء هذه الآية : (( خير أمة )) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام ؟ فقيل له : وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال : إنما نزلت : (( كنتم خير أئمة أخرجت للناس )) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية (( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) ومثله آية قرئت على أبي عبد اللــــه عليـه السلام:(( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )) الفرقان : 74 فقال أبو عبد الله عليه السلام : لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما . فقيل له : يا ابن رسول الله كيف نزلت ؟ فقال : إنما نزلت : (( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما )) وقوله : (( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )) الرعـد : 10فقال أبو عبد الله : كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ فقال : إنما نزلت (( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله )) ومثله كثير . وقال أيضا في تفسيره ( ج1/37 دار السرور . بيروت ) : وأما ما هو محرف فهو قوله : (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون )) وقوله :(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته )) وقوله : (( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم )) وقوله : (( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون )) وقوله : (( ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت )) . ومواضع الآيات الصحيحة في قرآن المسلمين على الترتيب : النساء : 166 ، المائدة : 67 ، النساء : 168، الشعراء 227 ، الأنعام : 93 وقد جعل ابو الحسن العاملي الفصل الرابع من المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 36 رداً على من انكر التحريف . وعنوانها هو " بيان خلاصة اقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه وتزييف استدلال من انكر التغير حيث قال : اعلم أن الذي يظهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات كثيرة في هذا المعنى في كتاب الكافي الذي صرح في أوله بأنه كان يثق فيما رواه فيه ولم يتعرض لقدح فيها ولا ذكر معارض لها ، وكذلك شيخه على بن إبراهيم القمي فإن تفسيره مملوء منه وله غلو فيه قال رضي الله عنه في تفسيره . ويقول العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني : بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره : " لايخفى ما في هذه الأخبار من الدلاله الصريحه والمقاله الفصيحة على ما أخترناه ووضوح ما قلناه ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبارعلى كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعه كلها كما لايخفى إذ الاصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقله ولعمري ان القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضررا على الدين ". الدرر النجفيه للعلامه المحدث يوسف البحراني مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ص 298. ولو صح القول بأن النقول القليلة النافية للتحريف لم تكن على وجه التقية التي هي أساس دين الرافضة فإن هذا التناقض المريع كاف في إسقاط هذا المذهب وتقويضه من أساسه . ثم إن موقف الصفار وطائفته في هذا القرآن الذي بين أيدينا له عدة جوانب : أولا : لماذا يقرأونه كما ذكر الصفار ؟ يجيب على ذلك : المفيد من كبار أئمتهم حيث قال: (إن الخبر قد صح من أئمتنا –عليهم السلام- أنهم أمروا بقراءة القرآن ما بين الدفتين وأن لا نتعداه بلا زيادة فيه ولا نقصان منه، حتى يقوم القائم –عليه السلام- فيقرأ الناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين-عليه السلام- ) [بحار الأنوار : 92/74] . -وكذلك ما أخبر به شيخهم نعمة الله الجزائري : (قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه ) [الأنوار النعمانية : 2/363-364] . ثم لماذا لم يحرص الصفار على حفظ هذا القرآن كما صرح بذلك في مكاشفاته ؟ والجواب ما رواه المفيد بإسناده إلى جعفر الجُعفي عن أبي جعفر أنه قال: ( إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ، ضرب فساطيط، ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله عز وجل ، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم ، لأنه يخالف فيه التأليف ) [الإرشاد: ص413] . أن له معنى ظاهرا ومعنى باطنا وأن المراد منه المعنى الباطن -جاء في أصول الكافي : (... عن محمد بن منصور قال: سألت عبداً صالحاً [يعنون به : موسى الكاظم ] عن قول الله عز وجل : {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن } . قال: إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور[وأئمة الجور عندهم : كل ما عدا أئمتهم فهم أئمة جور ]، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق ! . [أصول الكافي: 1/374] . -بل يظهر هذا جلياً في الرواية التالية : عن جابر الجعفي قال: ( سألت أبا جعفر عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ، ثم سألت ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت: جعلت فداك كنت قد أُجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم، فقال لي : يا جابر . إن للقرآن بطناً، وللبطن بطناً وظهراً، وللظهر ظهراً يا جابر ... إلخ ) [تفسير العياشي 1/11] . وهذه نماذج من تحريفاتهم التفسيرية : قوله تعالى : وإذا ذكر الله وحده _ أي أمير المؤمنين علي عليه السلام _ اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه _ أي أبو بكر وعمر _ إذا هم يستبشرون . بحار الأنوار 23/364 وأصول الكافي 1/421 وتفسير القمي 2/256 والبرهان 4/93-94 والصافي 4/337 وكنز الفوائد ص277 . - في قوله تعالى: {فقاتلوا آئمة الكفر } قالوا: المراد بها طلحة والزبير –رضي الله عنهما- !! [البرهان 2/106-107، تفسير الصافي : 2/324، تفسير العياشي : 2/77-78]. - وفي قوله تعالى: {وقال الشيطان لما قُضي الأمر } قال أبو جعفر : هو الثاني وليس في القرآن شيء . وقال الشيطان إلا وهو الثاني . [يريد بذلك عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-] [تفسير العياشي:2/223، وتفسير الصافي: 3/84، وبحار الأنوار 3/378] . وفي الكافي عن أبي عبد الله قال: (وكان فلان شيطاناً )، قال المجلسي في شرحه على الكافي : المراد بفلان عمر ) [الكافي المطبوع بمرآة العقول : 4/416] - وفي قوله تعالى: {لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد } قال أبو عبد الله : -كما يزعمون-: يعني بذلك لا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد !!! . [تفسير العياشي : 2/261، والبرهان في تفسير القرآن : 2/373، وتفسير نور الثقلين : 3/60] . - وفي قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم } : هو أمير المؤمنين عندهم [تفسير القمي: 1/28]. وفي تفسير القمي (تحت قوله تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه " يقول, يعني الأول ـ أبا بكر ـ يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً ـ يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً ـ أي عمر ـ)( تفسير القمي 2/113). وأيضاً فيه تحت قوله تعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يُوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراـ قال أبو عبد الله عليه السلام ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده… وأما صاحبا محمد فجبتر وزريق) وفسر جبتر بعمر وزريق بأبي بكر, وفيه: (والله ما أهريق من دم ولا قرع بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير علم إلا وزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء)( تفسير القمي 1/383) . وفي طلحة والزبير يقول القمي في تفسيره: ( إن آية ـ إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لاتفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط ـ نزلت فيهما)( تفسير القمي 1/230). ويعتقدون أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أعدائهم -يقول أبو الحسن الشريف –أحد شيوخهم-: ( إن الأصل في تنزيل آيات القرآن إنما هو الإرشاد إلى ولاية النبي والأئمة –صلوات الله وسلامه عليهم- بحيث لا خير خبّر الله به إلا وهو فيهم وفي أتباعهم وعارفيهم، ولا سوء ذكر فيه إلا وهو صادق على أعدائهم وفي مخالفيهم ) [مرآة الأنوار (مقدمة البرهان) ص 4 ] . -ويقول : الفيض الكاشاني : (وردت أخبار جمة عن أهل البيت في تأويل كثير من آيات القرآن بهم وبأوليائهم، وبأعدائهم حتى أن جماعة من أصحابنا صنفوا كتباً في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم في تأويل القرآن آية آية، إما بشيعتهم، أو بعدوهم على ترتيب القرآن ....) [الكاشاني/ تفسير الصافي : 1/24-25] . كما أنهم يعتقدون أن القرآن ليس حجة بذاته وإنما لابد له من قيم ففي أصول الكافي للكليني : ( ... إن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم .. وأن علياً كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة، وكان الحجة على الناس بعد رسول الله ) [ أصول الكافي: 1/188] . ومعنى ذلك أن النص القرآني لا يمكن الاحتجاج به إلا بالرجوع إلى الإمام ! ، ومؤدى كلامهم ولازمه أن أن القرآن بنفسه ليس بحجة بل لا بد من إمام يبين معانيه ويسفر عن مرامه ، !. وهو قولٌ لم يسبقه إليهم أحد من طوائف المسلمين . ولذلك فهم يروون عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( هذا كتاب الله الصامت، وأنا كتاب الله الناطق ) [ الحر العاملي / الفصول المهمة ص 235] . وفي أصول الكافي : ( ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم، أخبركم عنه .... ) [ أصول الكافي 1/61]
وكذا لا يعرفه إلا أئمتهم : في تفسير فرات : ( ... إنما على الناس أن يقرأوا القرآن كما أنزل، فإذا احتاجوا إلى تفسيره، فالاهتداء بنا وإلينا ) [تفسير فرات ص 91/ ووسائل الشيعة 18/149] . وفي الكافي والبحار –وهي من أعظم كتبهم – مجموعة من الأبواب التي رتبوا عليها أحاديث كثيرة : - باب : أهل الذكر الذين أمر اله الخلق بسؤالهم هم الأئمة . [أصول الكافي : 1/210]. - باب: إنهم [أي الأئمة] خزان الله على علمه . [البحار 26/ -105] . - وفي وسائل الشيعة للحر العاملي : باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية وظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من كلام الائمة رضي الله عنهم . وفيه ثمانون حديثاً من أحاديثهم . [وسائل الشيعة 18/129-152] . كما يعتقدون أن قول الإمام ينسخ القرآن، ويقيد مطلقه، ويخصص عامه : يقول المازندراني في شرحه على الكافي : ( أن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عزوجل، ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله تعالى ) [2/272] . ويقول محمد حسين كاشف آل الغطاء : ( أن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ، ولكنه –سلام الله عليه - أودعها عند أوصيائه : كل وصي يعهد به إلى الآخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عام مخصص، او مطلق أو مقيد، أو مجمل مبين، إلى أمثال ذلك . فقد يذكر النبي عاماً ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته، وقد لا يذكره أصلاً بل يودعه عند وصيه إلى وقته ) [أصل الشيعة ص 77] . وأما الكتب الأخرى التي يسميها الرافضة مصاحف أو يعتبرونها منزلة من عند الله وهي مصدر تشريع عندهم فتبلغ أكثر من عشرة كتب وقد حاول الصفار التهرب من مصحف فاطمة بتمحلات لغوية في معنى كلمة مصحف وسوف يتبين أن الأمر ليس كما ذكر الصفار مما أذكره هنا : 1_ مصحف علي : وقد تقدم شيء من الحديث عنه وأخبر ابن النديم : ( أنه رأى قرآناً بخط علي يتوارثه بيت من البيوت المنتسبة للحسن ) . [الفهرست: ص28 ]. ويقول نعمة الله الجزائري : (( قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين عليه السلام بوصية من النبي e ، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلا بجمعه ، فلما جمعه كما أنزل أتي به إلى المتخلفين بعد رسول الله e فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب : لاحاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك ، عندنا قرآن كتبه عثمان ، فقال لهم علي : لن تروه بعد اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي عليه السلام . وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال من التحريف ، وذلك أن عثمان قد كان من كتاب الوحي لمصلحة رآها e وهي أن لايكذبوه في أمر القرآن بأن يقولوا إنه مفترى أو إنه لم ينزل به الروح الأمين كما قاله أسلافهم ، بل قالوه أيضا وكذلك جعل معاوية من الكتاب قبل موته بستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضا وعثمان وأضرابه ما كانوا يحضرون إلا في المسجد مع جماعة الناس فما يكتبون إلا ما نزل به جبرائيل عليه السلام . أما الذي كان يأتي به داخل بيته e فلم يكن يكتبه إلا أمير المؤمنين عليه السلام لأن له المحرمية دخولا وخروجا فكان ينفرد بكتابة مثل هذا وهذا القرآن الموجود الآن في أيدي الناس هو خط عثمان ، وسموه الإمام وأحرقوا ما سواه أو أخفوه ، وبعثوا به زمن تخلفه إلى الأقطار والأمصار ومن ثم ترى قواعد خطه تخالف قواعد العربية )) . وقد أرسل عمر بن الخطاب زمن تخلفه إلى علي عليه السلام بأن يبعث له القرآن الأصلي الذي هو ألفه وكان عليه السلام يعلم أنه طلبه لأجل أن يحرقه كقرآن ابن مسعود أو يخفيه عنده حتى يقول الناس : إن القرآن هو هذا الكتاب الذي كتبه عثمان لا غير فلم يبعث به إليه وهو الآن موجود عند مولانا المهدي عليه السلام مع الكتب السماوية ومواريث الأنبياء ولما جلس أمير المؤمنين عليه السلام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى ، وكما لم يقدر على إجراء المتعتين متعة الحج ومتعة النساء . وقد بقي القرآن الذي كتبه عثمان حتى وقع الى أيدي القراء فتصرفوا فيه بالمد والإدغام والتقاء الساكنين مثل ما تصرف فيه عثمان وأصحابه وقد تصرفوا في بعض الآيات تصرفا نفرت الطباع منه وحكم العقل بأنه ما نزل هكذا . وكذا الخوئي في تفسيره البيان يثبت لعلي مصحفاً مغايراً لما هو موجود ويشرح معنى مُغايرة مصحف علي رضي الله عنه للمصحف الذي بين أيدينا فيقول: ( إن هذه الزيادات هي تنزيل من الله شرحاً للمراد) ولم يُبين لنا كيف أن هذه الزيادات تنزيل من الله, هل هي بوحي أم ماذا؟ 2- مصحف فاطمة : عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله قال : وعندنا مصحف فاطمة رضي الله تعالى عنها مافيه آية من كتاب الله وإنه لإملاء رسول الله r وخط علي عليه السلام بيده . وقد نزل جملة واحدة من السماء بواسطة ثلاثة من الملائكة وهم جبرائيل وإسرافيل وميكائيل ... إلخ قصة سخيفة سمجة ومن أسخف ما فيها قولهم : فما زالت من بعد صلاة الفجر إلى زوال الشمس تقرؤه حتى أتت على آخره ؟؟؟؟ وقد ذكروا أن فيه : خبر ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وفيه خبر سماء سماء وعدد ما في السموات من الملائكة وغير ذلك وعدد كل من خلق الله مرسلا وغير مرسل وأسماؤهم وأسماء من أرسل إليهم وأسماء من كذب ومن اجاب وأسماء جميع خلق الله من المؤمنين والكافرين وصفة كل من كذب ... وفيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم وصفة أهل الجنة وعدد من يدخلها وعدد من يدخل النار وأسماء هؤلاء وهؤلاء وفيه علم القرآن كما أنزل وعلم التوراة كما أنزلت وعلم الإنجيل كما أنزل وعلم الزبور وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلاد ... إلخ كلام المجانين . ومع ذلك قرأته من الفجر للشروق !! وكان سبب نزوله في رواية من أكاذيبهم لما لحقها من الغم والحزن لوفاة والدها رسول الله r . فانظر التناقض بين الرواية الأولى وهذه الأخيرة . بحار الأنوار 26/41 وبصائر الدرجات ص43 ، دلائل الإمامة ص27-28 ، أصول الكافي 1/240 ) وأما سائر ذلك من كتب لا نطيل بتفاصيلها فعندهم : 3- كتاب أنزل على الرسول r قبل موته عليه خواتيم من ذهب وصيته للنجيب من أهل بيته وهو علي . (بحار الأنوار 26/192 ، أصول الكافي 1/280 ، أمالي الصدوق ص240 ) 4- لوح فاطمة وهو غير المصحف : كتاب منزل من عند الله على نبيه r أهداه لفاطمة . ( الكافي 1/527 ، الوافي 2/72 ، الاحتجاج 1/84 ، إكمال الدين ص301) 5- اثنا عشر صحيفة أنزلت على النبي r باسم كل إمام وصفته . (إكمال الدين ص236) 6- الجفر الأبيض وفيه الزبور والتوراة والإنجيل وصحف إبراهيم ومصحف فاطمة . (أصول الكافي 1/24) 7- الصحيفة الجامعة : طولها سبعون ذراعا من إملاء رسول الله r وكتابة علي فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه ويقولون : لو ولينا الناس وحكمنا بما أنزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة. ( الكافي 1/239 ، بحا الأنوار 26/22 بصائر الدرجات ص39) كما يوجد أيضا غيرها مثل صحف علي وصحيفة فاطمة والجفر الأحمر وصحيفة الناموس . وتفاصيل هذه الخرافات مملة وفيما ذكر كفاية . أما تعلل هؤلاء الكذبة بما صح من نسخ في القرآن لتمرير عقيدتهم الكفرية فالرد عليه واضح لكل ذي عقل فإن النسخ إنما وقع في حياة النبي r وببلاغ منه ولمصلحة شرعية اقتضتها الحكمة الإلهية وبوحي من الله تعالى رفع ما نسخ ثم نقل ما استقر عليه القرآن غير منسوخ مثلما عرضه النبي r على جبريل قبل وفاته نقل الكافة عن الكافة وهو التواتر حتى زماننا هذا من غير زيادة ولا نقصان . وأما التحريف فهو بعد وفاة النبي r في هذا المستقر وبغرض كتمان الحق وإضاعة أوامر الشريعة بأيدي البشر الذين هم الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان وبقية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهذا يبطل حفظ الله للقرآن ويفتح الباب للعابثين لإنكار ما شاءوا وإدخال ما شاءوا . وفي نهاية هذه الوقفة لا أظن أن الصفار الذي حاول أن يبدو كالحمل الوديع وكالبريء المفترى عليه بقي عنده أي مجال ليلبس على المسلمين من غير المتخصصين في العلم الشرعي حول هذه النقطة والحمد لله رب العالمين . والقرآن هو عمدة الدين وأساس الشريعة فإذا كان قرآنهم غير قرآننا وقرآننا كله في الثناء عليهم وذم مخالفيهم ولا يعرف معناه إلا أئمتهم المزعومون فأين نقطة الالتقاء أو ملتقى الحوار عند من كان له عقل . وإني أدعو الصفار أن يتحلى بالشجاعة فيعترف أن هذه البواطيل فعلا في دينهم ويتبرأ منها ويعود إلى رشده ويقبل على الحق تعلما وتعليما وهنا تجتمع كلمتنا وتتآلف قلوبنا وينهض مجتمعنا وتسمو أمتنا والله الموفق .
|