تعليقات المعترضين على المقال والرد عليها | بعض تعليقات المؤيدين للمقال |
ماذا تنقمون من عمرو خالد
فلقد سارت الركبان بأخبار عمرو خالد وامتلأت أسماع الدنيا من أشرطته ولقاءاته وتنافست وسائل الإعلام على نشر حواراته وتسارعت الدول والمؤسسات والهيئات إلى استضافاته وزخرت رفوف المكتبات من كتيباته وغدا له في كل حدب وصوب ما الله به عليم من معجبيه ومعجباته .
ثم ظهر مع ذلك مجموعة من أهل العلم الشرعي وطلابه يسلقونه بألسنة حداد لم يدخروا وسعا في بيان زلاته وهناته ، ويطعنون فيه وفي نشاطاته ...
وفي هذا المقال نقول لهؤلاء وبمسمع من عشاق ومريدي عمرو خالد الداعية المشهور :
ماذا تنقمون من عمرو خالد ؟؟؟
هل تحسدونه على شهرته التي طبقت الآفاق ؟؟ أم غرتم من كثرة أتباعه ومحبيه ؟؟ أم أن السبب ما فتح عليه من أموال يجنيها من الفضائيات والمنشورات السمعية والمرئية والمقروءة ؟؟؟ أم السبب قربه من المسئولين والطبقة العليا من أصحاب النفوذ في شتى بلاد المسلمين بل في بلاد الكافرين أيضا ؟؟ أم ماذا ؟؟
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالقوم أعداء له وخصوم
وهل لم يبق من تنكرون عليه في هذا الزمن المليء بالفتن إلا عمرو خالد الذي كان سببا في هداية الكثيرين وإخراجهم من الضياع ؟؟
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
وجواب هؤلاء ومن وافقهم على الإنكار على عمرو خالد مع تفاوت درجات هذا الإنكار هو :
لا والله ما أنكرنا عليه لشيء من ذلك وما نقمنا منه شيئا لأجل ذلك بل نشكر له جهوده ونظن به خيرا ولا نغالي مثل من اتهمه بالعمالة والدجل والتمثيل على الناس لأغراض خفية ونحمد الله أن انتفع به طائفة من الناس كادوا ينسون الإسلام ويخرجونه من حياتهم وندعو الله له أن يتقبل منه ويوفقه لإصلاح ما دعانا للإنكار عليه ولكن الحقيقة أننا وجدنا منه أمرا عظيما لا يسعنا السكوت عنه يمكن أن نجمله في تلك العبارة :
إن الأستاذ عمرو خالد داعية فعال وناجح ولكنه لضعفه علميا – وهذا مع حسن الظن به _ يدعو في الحقيقة إلى إسلام يختلف كثيرا عن دين الإسلام وهو ما يمكن أن يندرج تحت الإسلام الأمريكي .
والإسلام الأمريكي هو دين يأخذ من الإسلام الجوانب التي لا تعارض المصالح الأمريكية والتي تتوافق مع الدين النصراني بل تندرج تحت الكليات الخمس التي اتفقت عليها الشرائع فلا العقل ينكرها ولا الناس على اختلاف مشاربهم يعارضونها .
وهذا الذي ذكرته واضح لكل متأمل وهو يتوافق في الحقيقة _ وإن اختلف التعبير _ مع الدراسة التي أعدها باتريك هاني ، وهو باحث اجتماع سويسري من أصل فرنسي يعيش في مصر منذ سنوات حيث يعمل باحثاً في مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية ( سيداج ) التابع للمركز الثقافي الفرنسي في القاهرة حيث يرى في نموذج عمرو خالد تلبية للاحتياجات الدينية للطبقات العليا والنخبة في مصر، ومحاولة لتقديم إسلام بمواصفات خاصة لأبناء هذه الشرائح التي تستقر في أعلى الهرم الاجتماعي، بما يلبي رغبتها الحقيقية في التدين دون أن يحملها شعوراً بالذنب .
وخطابه بالأساس رافض لانحلال الطبقة البورجوازية التي يتحدر منها ، ولكنه أيضاً متصالح مع هذه الطبقة ويستجيب لرغبتها في التدين بمواصفات خاصة بها، الدنيا حاضرة فيه بقوة وليست على صدام مع الدين
وتضع الدراسة ظاهرة عمرو خالد في سياق عالمي تأثر بهيمنة خطاب الليبرالية الجديدة عالمياً وعلى كافة الأديان ، فيرى أنها تقترب كثيراً من جماعات الايمان الجديد المسيحية التي انتشرت مؤخراً في الغرب في رفضها للمؤسسات الدينية التقليدية واستقلالها عنها .
(من مقال كتبه الأستاذ الصحفي حسام تمام في جريدة الشرق الأوسط يوم الجمعة الموافق 13/12/2002)
إذن وصلنا إلى السبب الأساس لنجاح دعوة عمرو خالد وهو أنه يدعو إلى شيء يتفق عليه الجميع فلا يهدد مصالح وهيمنة الغرب الكافر ولا يعارض الأنظمة السياسية الجاثمة على جل الدول ولا يعادي كافرا ولا يهاجم مبتدعا ولا يضيق على فاسق ، فكيف لا يقبله الجميع ؟؟؟
أضف إلى ذلك أنه قد تخلى عن كل ما يتميز به المسلم عن غيره فضلا عن الداعية أو طالب العلم الشرعي وحتى في لغة الدعوة وهي لغة القرآن والسنة قد هجرها إلى لغة عامية دارجة مستخدما الأسلوب التمثيلي في العرض وفي أماكن أشبه بالمسارح والاستوديوهات إن لم تكن هي فعلا فأصبح المستمعون إليه كأنما يرون تمثيلية مصرية أو فيلما أو مسرحية مسلية ومشابهة لما ألفوه من جلوسهم ليل نهار أمام القنوات الفضائية فأعجب به الكثير وخاصة العنصر النسائي الذي يؤثر فيه كثيرا هذه الأساليب .
وبالتالي فتحت له جميع الأبواب لنشر هذه الدعوة :
قل لي بربك لماذا تتهافت عليه قنوات الفسق والمجون وترويج الدعارة ؟؟؟
لماذا تفتح النوادي وأماكن اللهو أبوابها أمامه ؟؟
لماذا تسارع بعض الجهات السياسية والقائمين على الأمور ممن شهر بالبعد عن الدين بل بنشر الفساد إلى دعوته وتمكينه من الحديث للناس ؟؟
لماذا أهل التصوف والخرافات يرحبون به ويفسحون له المجال في منابرهم ؟؟
لماذا الأغنياء المترفون وأهل اللهو واللغو والطرب والبطالة يحبونه ويستمعون إليه ويتهافتون عليه ؟؟
هل يمكن لعاقل أن يقول إن هذا بسبب حرصهم على الدين وحبهم لتعاليمه ورغبتهم في نشره أم لأن معالم هذا الدين الذي يدعو إليه عمرو خالد قد وافقت هواهم وهي معارضة للدين الذي يخالف ما هم عليه ويضيق عليهم حياتهم ؟؟
ولأنه غفر الله لنا وله يدعو لهذا الدين فهو متأثر به متدثر بدثاره وعليه فلم يجد شيئا يمنعه من الآتي :
مجالسة النساء المتبرجات والتحدث إليهن بدون أي تحفظ وعينه تنظر إليهن دون خجل ولا وجل ويتبادل معهن الابتسامات والضحكات والتعليقات وكأن إحداهن امرأته أو إحدى محارمه والله سبحانه وتعالى يقول : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : يا علي لا تتبع النظرة النظرة .
ومن ذلك شريط فيديو بعنوان ( كلام من القلب عمرو خالد يستضيف سهير البابلي ) ، فيه لقاء استضاف فيه عمرو خالد ، الممثلة السابقة ( سهير البابلي ) في جزئين ، وصورته وصورتها على غلاف الشريط .
حضوره المجالس المختلطة وجمعه الرجال والنساء في صعيد واحد المتبرجة بتبرجها والمتعطرة بعطرها والمتغنجة بغنجها ويفسح لهذه المجال لتتكلم على مرأى من الجميع والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء . ويقول : المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ويقول : إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان .
الاستماع إلى الموسيقى والتصريح بمتابعة الأفلام والمسرحيات الهابطة لفساق الأمة .
والله تعالى يقول : وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
التشبه بالفساق في هيئتهم ولباسهم ومخالفته لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدعي حبه ويدعو الناس إلى اتباعه .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمر وقد رأى عليه ثوبين معصفرين : إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها فأحرقها ابن عمر بالنار .
وقال لأمته : أعفوا اللحى وحفوا الشوارب وخالفوا المشركين .
وأما التصوير ورسومات ذوات الأرواح في موقعه وفي غيره بإقراره فحدث ولا حرج والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون .
وكل ذلك يجاهر به أمام الملايين والله تعالى يقول :
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
وقد قال النبي الصالح شعيب لقومه : وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
كل أمتي معافى إلا المجاهرون .
السكوت على المنكرات الكثيرة الظاهرة مع تمكنه من الإنكار عليها وتوجيه أصحابها وليس أدل على ذلك من شخص يثني عليه في برنامج له ويصرح له ويقول على الملأ إنه معجب به وبطرحه مع أنه لا يصلي . والأستاذ عمرو شكره ولم يكلف نفسه أن ينبهه لعظم أمر الصلاة في الإسلام وجرم تاركها فالله عز وجل يقول : فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة . ويقول : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر . وعمر رضي الله عنه يقول : لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة .
وأما عمدة المصائب وطامة الطامات فهي المادة التي يقدمها عمرو خالد لمريديه وهذه لا يكفي فيها هذا المقال ولها كتاب خاص جمعه أحد الأطباء المبرزين من المتابعين لنشاط عمرو خالد وهو من طلبة العلم الشرعي الجيدين وقد عرض علي جملة منه وفي انتظار إخراج كتابه نصحا وتوضيحا بعد الانتهاء منه ومراجعته ويمكن إجمال بعضها في هذه النقاط بغض النظر عن لغة عمرو خالد الركيكة وأخطائه اللغوية الكثيرة :
إن عمرو خالد يقدم للأمة عقيدة مشوهة فيها خلل عظيم من جوانب عدة فربما دعا لشرك أكبر وربما لشرك أصغر وأضاع مفهوم الولاء والبراء ولم يحم جناب التوحيد بل مسخ حقيقة أن هذا الدين هو إفراد العبادة لله وأن أهم ما أوجب الله على عباده هو ذلك .
إن عمرو خالد يتدخل في أمور الشريعة وأحكامها فيأتي بأعاجيب من القول ويصدر أحكاما باطلة لا أساس لها في دين الله تعالى من فقهيات في العبادات والمعاملات .
إن عمرو خالد يستدل بأدلة من كتاب الله تعالى لا يفهم معناها ويفسرها بباطل من القول ليس مرادا من الآية أو قيل به في أوجه ضعيفة مرجوحة .
إن عمرو خالد يسوق أحاديث واهية وموضوعة وهي عمدة محاضراته مما أفسد حقيقة ما يقول علميا .
إن عمرو خالد عندما يحتج بحديث صحيح يسوقه مساقا بعيدا عن لفظه ويضيف إليه إضافات من عنده ما أنزل الله بها من سلطان .
إن عمرو خالد يأتي بآثار عن السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم لا تصح عنهم ويضع ما صح عنهم في غير موضعه أو يفهمه فهما خاطئا .
إن عمرو خالد عندما يتكلم تاريخيا فإنه لا يضبط الوقائع بل يخلط في أحداثها ويزيد فيها ما ليس منها ويحتج بما ليس حجة فيها ، والكثير من هذه الوقائع التاريخية مكذوب لا صحة له .
إن عمرو خالد يأتي بالدليل على مسألة فهمها وحقيقة الأمر أن الدليل في واد وكلامه في واد آخر .
إن عمرو خالد لا يتنبه للوازم قوله فهو يطلق القول في أمر ولازمه خطير جدا ربما يهدم الدين أو يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في بعض الصحابة الكرام .
والأمثلة على ذلك كثيرة جدا لا يستوعبها المقال ولكن حتى لا نكون ممن يطلق الأحكام جزافا سوف أذكر بعض ما تيسر لدي الآن من أمثلة استفدتها شخصيا أو نقلا من بعض المنتقدين له وما لم يذكر أكثر وأوضح :
يقول عمرو خالد في شريط الأخلاق ويعني بها المفهوم الضيق للأخلاق وهو عدم الغش وعدم الحسد ونحو ذلك وهذه لاشك من فروع الدين الممدوحة ولكنه جعلها أساس الدين وفضلها على العبادات التي هي الأركان ونسي التوحيد ونبذ الشرك الذي هو أصل هذا الدين إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء . يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ولقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ولا أبالي :
ولكن عمرو خالد يقول :
ده أنا حأولك حاجة تانية عجيبة جدا ! إنت قد تظن ... يعني بس أنا متخيل إن العبادات أولى ، يعني إنت عاوز تأولي إن الأخلاق أهم من الصلا والصوم والذكر والدعاء والحج ؟ آه ، الأخلاق أهم ، إزاي؟ كيف ؟
يا إخوانا كل حاجة من العبادات اللي إحنا أولناها دية ، هدفها الأسمى : ضبط أخلاقك . الهدف الأسمى لكل عبادة : إن خلق حضرتك يبأى سوي ، يبأى منضبط ، ولا قيمة في عبادة من العبادات لا تؤدي لانضباط الأخلاق . تبأى تمارين رياضية ...
طب يبأى اللي مابتنهاهوش صلاته عن الفحشاء والمنكر صلى والا ما صلاش ؟
عمل تمارين رياضية !
لكن صلى ؟ مااستفدش من الصلا في حاجة . قيمة الصلا الأساسية : أخلاءك حصل فيها إيه ... انتهى
قال عمرو خالد :
(( فى هنا معنى تانى الحقيقة جميل إن إحنا نقوله .. خلى بالكو يا جماعة إبليس كفر بربنا ولا مكفرش ؟ لا مكفرش ، إبليس مكفرش !! بص إبليس بيقوله إيه : ( خلقتنى ) ، يبقى هو اعترف بالله إن هو خلق ولا لأ ؟مش كده ؟ قال ( خلقتنى من نار ) وإيه ؟ ( وخلقته .. من طين ) ، فإنت خلقتني ، وأنت اللي خلقته ، وفى آية تانيه بيقوله إيه : ( قال فبعزتك) ، يبقى مدرك عزة الله عز وجل ولا لأ ؟ وفي آية تالتة يقوله ايه : ( قال فأنظرني إلى يوم يبعثون ) ، ما هو مش بإيدى ، بإيدك إنت فـ .. أنكر إبليس أن الله هو الخالق ؟!أنكر إبليس أن الله هو الرب ؟! لأ ... أمال أنكر إيه ؟ مشكلة إبليس إيه ؟ رفض الطاعة .. آه ، دي نقطة مهمة جداً ، جداً ، إنت إله ، إنت رب آه .. لكن إله تقوللي أعمل كذا ومعملش كذا ، لأ ... انتهى
والصواب أن كفر إبليس ثابت بالكتاب نصا قال تعالى : إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين . وكفر إبليس كفر الإباء والاستكبار وهو من أشد أنواع الكفر ولكن عمرو خالد لجهله بالشريعة لا يعرف الفرق بين أنواع الكفر .
وفي إحدى الحلقات دعا الناس ليَعدوا النبي صلى الله عليه وسلم من عند الشباك في المسجد النبوي بخدمة الإسلام !!!!!!!!!؟
وفي وقت حادثة 11 سبتمبر خرج في التلفزيون يقول مستنكرا كراهية الأمريكان : نكره أمريكا ليه؟؟؟
ومما يقوله في ذلك : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر أهل مكة من المسلمين بأن يغتالوا أبا جهل أو غيره... لماذا ؟؟ لأن لهم حق المواطنة
في برنامجه الرمضاني في قناة اقرأ - ذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم حارب اليهود لأنهم لم يحترموا حقوق المواطنة وليس كراهية ولا انتقاما منهم ، فلسان حاله : أن اليهود إخوة لنا في المواطنة لا يجوز بغضهم .
وهو ما زال يؤكد على هذه الخرافة التي تنسف الولاء والبراء في محاضراته الرمضانية بالمدينة المنورة في رمضان هذه السنة ومن ذلك ما أذيع على قناة اقرأ ليلة السادس والعشرين من رمضان حيث ذكر قصة واهية عن صحابي اسمه ابن أبي حدرد وأخذ يستنبط منها أوابد وأباطيل يمكن لأي واحد أن يعكسها تماما عليه .
وهو في نفس هذه المحاضرة يذكر حديثا باطلا وفيه أن أعمالنا تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا وجد خيرا حمد الله وإذا وجد شرا استغفر لنا ثم ياليته ذكره فقط بل قال : حديث صحيح .
والحديث الذي في الصحيحين يقال فيه للنبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول : أمتي أمتي . إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك .
كما أنه أشاد ببناء القبور في المساجد والتقرب إلى الصالحين الأموات حينما ذكر أن أبا أيوب رضي الله عنه توفي في تركيا وأن مسجده وقبره يصلي إليه آلاف المسلمين فعد ذلك كرامة له من الله لأنه أضاف الرسول صلى الله عليه وسلم فكان هذا جزاءه .
وفي قصة يحكيها عمرو بعد وفاة النبي e وهي من الخرافات وفيها عقيدة شركية يقول :
أحد الصحابة كان عايش في المدينة ووالدته تعيش في قبيلة خارج المدينة برا المدينة فمرضت أمه فأراد أن يزورها كل يوم يطلع الصبح عايز يزور أمه وبعدين يرجع ثاني يوم يطلع أول ما يطلع برا المدينة يرجع ثالث يوم أول ما يطلع برا المدينة يرجع مازرتهاش ليه
قال :- أخاف أن أترك المدينة فتقبض روحي فأموت بعيداً عن عين النبي !! شوف التعلق و شوف الحب و شوف الارتباط و شوف إحنا مش مرتبطين ازاي .
وقال في شريط ((الحج)) : ( عادة الناس أول ما تنزل المدينة عادة فخلونا نبدأ الرحلة كدا أنت الآن متجه إلى المدينة الحقيقية ياترى هاه مشاعرك حتبقى إيه تعالوا نتكلم أول ما نتكلم عن المدينة يبقى نتكلم عن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم أنت رايح تقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فكرة أقول حاجة لطيفة وأنت طالع من هنا خذ نية زيارة النبي أصل كل الناس تأخذ نية إيه ؟ الحج أو العمرة ماشي صح رقم واحد الحج والعمرة فاكرين في الدرس اللي فات لما قلنا نبقى تجار نيّات .نمرة اثنين آخذ نية إيه ؟ رايح عند لقاء رسول الله صلى الله علية وسلم رايح أزور النبي صلى الله عليه وسلم تأخذ النية ديّن في حديث النبي صلى الله عليه وسلم من جاءني يزورني كان حق على الله سبحانه أن أكون له شفيعاً ....إلى أن قال: يقول العلماء أصول الدين ثلاثة أصول الدين أصول دينا أنك تعرف ثلاث حاجات
الأولى الأصل الأول: معرفة الله
الأصل الثاني من أصول الدين معرفة النبي صلى الله عليه وسلم حققتها فين ؟حنحققها في الزيارة دي
الأصل الثالث من أصول الدين معرفة الشريعة
يبقى ثلث الدين إيه معرفة النبي صلى الله عليه وسلم
وقال عن رجل جاء بعد إغلاق المسجد النبوي فنام قبل أن يزور القبر :((اللطيف أنه كان ناوي يعني قال :الباب ينفتح متى قلنا له :الساعة اثنين ونص الصبح فراح عليه نومه فصحي الساعه أربعة والله قام بيبكي ليه ؟ بتبكي ليه ؟ حقول له يه ؟حقول له اتأخرت عليك ليه ؟ أنتم متخيلين عمق العلاقه ؟ حقول للرسول إيه ؟ أنا تأخرت عليك ساعتين ليه كنت نائم فتخيلوا شوق العلاقة لمقابلة النبي صلى الله عليه وسلم )) انتهى
وقال في شريط الوفاء متوسلا بذوات العباد : يا رب يا ذا الجلال و الإكرام يا مجيب الدعاء يا رب تسمع أصواتنا يا رب اغفر لنا بأتقى واحد فينا !!! الآن اغفر لنا بأخلصنا لك !!! الآن اغفر لنا بأتقانا لك !!! الآن اغفر لنا بامرأة جاءت تريد أن تغفر لها و ترحمها !!! اغفر لنا يا مولانا اغفر لنا يا كريم اغفر لنا يا حنان
وقال في شريط رسالة إلى أهل اليمن واصفا الله تعالى بأوصاف لا تصح :
جاء في الأثر أن الله تبارك و تعالى نادى داوود : يا داوود لو يعلم المدبرون عني شوقي لهم و حبي لهم و رغبتي في عودتهم إلي لطاروا شوقا إلي يا داوود هذه رغبتي بالمدبرين عني فكيف حبي للمقبلين علي
قال في شريط خواطر قرانيه من سورة يونس واقعا في القول بخلق القرآن وهي مسألة عظيمة : و حاشا لله أن يظلم الذي خلق السماوات و الحق و هذا الكتاب الحكيم
وقال في شريط( الحياء ) معلقاً على حديث ( إن مما أدرك الناس ... الخ : يعني الخلق الوحيد الذي لم ينفك من الأنبياء السابقين الخلق الوحيد اللي كل الأنبياء اجتمعوا عليه وأجمعوا عليه ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)
ومن كلامه المفترى بلا أي دليل في حق النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن النبي صلى الله عليه و سلم لأوائل الصحابة : أنا مش قادر أحمل الرسالة وحدي ، فقالوا له و لكنك نبي آخر الزمان فقال لهم نعم أنا النبي و لكني مش قادر على حمل الرسالة وحدي ، تحلموها معي قالوا نعم ..
ووصف النبي صلى الله عليه و سلم بالفشل في عدة مواقف في حياته و هذا الفشل أدى به ليصلح فيما بعد .
وفي محاضرة ألقاها بتاريخ 11/3/2002 في المدينة الرياضية في بيروت وهي مسجلة على شريط فيديو قال إن الإنسان له حريّة العقيدة وبلهجته قال: "يعبد اللي هو عايزه" وقال: "الصحابة كفلوا حرية العقيدة"، وقال: "الإسلام رحمة مع الأديان الأخرى"، انتهى كلامه.
قال الله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}.
وفي الحديث المتواتر: ((أُمرت أن أقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله)). وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حارب الصحابة ما سوى عقيدة الإسلام لإخراج الناس من الأديان الكفرية إلى هدي الإسلام .
وقال في نفس المحاضرة (إن المسلمين أخذوا الجزيةَ من الكفار ليدافعوا عنهم وليس ليذلوهم ولما عجزوا عن حمايتهم ردوا لهم المال).
و هذا لا دليل عليه البتة وقد قال الله تعالى:{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)} سورة التوبة، أي أذلاء.
وفي نفس الشريط يقول عمرو خالد بأن "عمر بن عبد العزيز كان يدفع الزكاة في أيامه للفقراء والمساكين ومع ذلك يبقى الكثير من المال فيسد به ديون المسلمين، ومع ذلك يبقى كثير من المال فيزوج به كل الشباب الذين هم بحاجة للزواج، ومع ذلك يبقى كثير من المال فينادي اليهود والنصارى من عليه دَين فليأتِ ويأخذ من هذا المال فيسد كل ديونهم ويبقى الكثير من المال فيأمر عندئذ عمرُ بن عبد العزيز بأن يشترى به قمح وينثر على الجبال ليأكل منه الطير"!!!
وفي برنامج رمضاني يقول :"إن موسى نبي الله استسقى فقال الله له: اضرب بعصاك الحجر فقال يا رب أنا أريد المطر فقال الله: يا موسى خل عندك ثقة"!!
وقال عمرو خالد في برنامجه على قناة «اقرأ» الفضائية يوم الجمعة 10/5/2002، وهو يدعي بكل بساطة أن من بنى المسجد الأقصى هو نبي الله داود عليه السلام في مكان بيت رجل يهودي، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أمره بأن يبنيه في ذلك المكان، وان من أكمل بناء المسجد الأقصى هو نبي الله سليمان عليه السلام، وبالطبع فإن هذه المقولة تدعم قول اليهود بأن معبدهم (هيكل سليمان) يقع تحت المسجد الأقصى وأن لهم الحق في هدمه لإعادة بناء الهيكل
وفي شريط له عن «الأمانة» يقول فيه إن التدخين ليس حراماً ولكنه يعتبره «مكروها»، لكن بما أن الشخص يشرب أكثر من خمس سجائر في اليوم فإنه يقول إنه بذلك يصبح حراما «بقه خمسه مكروه ما يعملوش حرام واحد؟؟ ودا حتى في الكورة كان القانون إنه أربعة كورنر يتحسبو جون» !!!!
وفي محاضرة له بعنوان "التوبة" بثت على قناة الشارقة الفضائية يقول "إن السهو الذي ذمه القرآن هو الذي يصلي الظهر قبل العصر والعصر قبل المغرب بوقت قليل"!
وقد صح عن سعد بن أبي وقاص في تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ } سورة الماعون، أنهم الذين يتعمدون ترك الصلاة حتى يخرج الوقت ويدخل وقتُ الصلاة الأخرى
وفي نفس الشريط يقول: "إن الذين يستحقون التوبة هم فقط الذين يتوبون بعد الذنب مباشرة"!!
والصواب أن الله يقبل توبة المؤمن ولو قبل دقائق من موته كما جاء في الحديث الصحيح: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)).
ويقول عمرو خالد في شريط له : حرام على الشخص أن يبصق في الشارع لئلا تتأذى الملائكة لأنه يؤذي الملائكة لأنهم يروننا ولا نراهم.
ويقول عمرو خالد في شريط عبد الله بن ذي البجادين : المتر في الجنة بركعتين، المتر في الجنة بغضة بصر، المتر في الجنة بإرضاء الله تعالى .
ومن كلامه في قناة المستقبل اللبنانية :
على فكرة أنا في مسرحيات للأستاذ عادل إمام مقدرش أقوم من قدامها بموت من الضحك و في مسرحيات للأستاذ محمد صبحى مقدرش أقوم من قدامها
ويقول :
لو في مسرحية أو في فلم بيعرض حاجة هادفة الفن في حد ذاته يعني أنا مش مكسوف إني أنا أقولك أروح فلم أو مسرح إيه المشكلة بس إيه اللي بيتعرض لو اللي بيتعرض حاجة جيدة يعنى مسرحية زى مسرحية الأستاذ عادل إمام شاهد ما شافش حاجة مين مضحكش عليها و مين متفرجش عليها .
ويقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم مازعلش لما استقبلوه أهل المدينة بالأغاني ( طلع البدر علينا ) لأنه كان يؤمن أن الفن يساهم في النهضة "
ويقول : إن الفن الذي يصنع نهضة هو طريق الأنبياء.!!!!
ويقول :
اللى أنا بقوله إن الحاجة اللي مفيهاش حاجة حرام هيا اسم مسرح دي كلمة مسرح دي كلمة حرام ؟ لأ هيا كلمة سينما دي كلمة حرام ؟ لأ يا جماعة كلمة فن دي كلمة حرام كل ده كلام حلال ده النبي كان بي........ الشعراء اللي هما فناني العصر في ذلك الوقت كان النبي بيكرمهم .
وكان الفنان أحمد فاروق الفيشاوي ابن الممثل المعروف قد اعتزل التمثيل لأنه عرف أنه حرام لكن عمرو خالد أقنعه بالعودة و أنه ممكن يخدم الإسلام من موقعه .
ويقول : إن المرأه السافرة غير المحجبه إن كان في نيتها الحجاب ولم تتحجب فإنها
تثاب !!!!
ويرد على امرأة في اتصال هاتفي في قناة اقرأ في برنامج مجلة المرأة المسلمة : فيقول
: مش عايزة تتحجبي مفيش مشكلة ولكن احذري الملابس الضيقة.
وقال : إن الصحابة كانوا يجتمعون رجالا ونساءً في دار الأرقم ويؤكد ذلك بقوله : ( خلي بالك ... رجالة وستات مفيش حاجز بينهم ) !!!!! وهذه دعوة للاختلاط الصريح وكذب على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يوجد في السيرة ما يثبت أن النساء كانوا مع الرجال في دار الأرقم البتة . وحتى لو ثبت هذا فأين تدريج التشريع ؟
وقال عمرو خالد في ضمن محاضرة له في برنامج صناع الحياة :
"خلوا بالكم النساء ناقصات عقل ودين إمتى النبي قال الحديث دة؟! يوم العيد الصبح
وهو خارج
من
صلاة العيد أول ما قابل الستات اللي طالعين من صلاة العيد...بالله عليكم! يوم
العيد الصبح! والستات حضروا صلاة العيد مش ماحضروش! حضروا صلاة العيد!! النبي
الحكيم الرحيم أول ما يقابل الستات أول ما يقابل الستات يقول لهم أنتم ناقصات عقل
ودين؟! يوم العيد اللى هو يوم الفرحة!
أنا عايز أقول لكم إن الموضوع مش
ماشي!!!..
يوم العيد اللي هو يوم الفرحة يوم العيد اللي النبي صلى الله عليه
وسلم الستات طلعوا جزاهم الله خيرا حضروا صلاة العيد...والنبي...الحكمة...والرحمة...يقابلهم
يقول لهم انتو ناقصات عقل ودين؟! مش ممكن يكون المفهوم دة!!! مش يمكن كان بيهزر
معاهم؟!؟!؟!
على فكرة أحد العلماء أو كتير من العلماء قالوا كدة: لعله
كان يداعب النساء!! واتاخدت واتلوت!! وبقى كل واحد عايز يشتم واحدة ست يقول لها إنت
ناقصة عقل ودين...والمعنى
ما
كانش كدة!!"
وقال في برنامجه رفع الظلم عن المرأة أن الحجاب الشرعي و غطاء الوجه ظلم لها و عقب بـ : ممكن أنتم مش فاهمين (يقصد أهل العلم الذين يفتون بالغطاء..
والآن لابد أن أبين للقارئ الكريم الذي دفعني لكتابة هذا المقال فأقول :
لم يكن أمر الأستاذ عمرو خالد خافيا وقد اطلعت عن كثب على كثير من المخالفات التي ذكرتها قبل مدة طويلة ولكن ما الذي جد ؟؟؟
والجواب : أننا كنا نقول دائما كما قال غيرنا وما زال يقول : الرجل يقول : إنني لست بعالم ولا مفتي إنما أنا داعية في حدود نشر محاسن الإسلام وأخلاق أهله . وما الذي يضير في تركه دون نقد وإظهار عوار طالما أنه يفيد الأمة في توجيه الفاسقين والفاسقات بل من يستحق وصفا أعظم من ذلك إلى محبة الدين والصحابة وشغل الأوقات في ذكر الله بدلا من العري والمجون ؟؟
ولكن الحقيقة المرة أن الأمر لم يقف عند هذا الحد إطلاقا وإنما اتسع الخرق على الراقع وأصبح عمرو خالد في نظر كثير من الناس نجما شرعيا يمثل الشخصية المثالية المطلوبة للداعية وأصبح يعطي لنفسه الحق في نقد علماء الأمة ومناهجهم وأصبح يتجرأ على كل أمور الشريعة ابتداء بالعقائد ومرورا بالعبادات وانتهاء بالمعاملات فتجاوز خطوطا حمراء وقف دونها جهابذة العلماء وهو يلغ فيها بكل بساطة وأريحية وكأنها (ماتش كورة ) للاعب غير المحترف عمرو خالد .
لم يعد تأثير عمرو خالد على الفاسقين والفاسقات بل انتشر بين أهل الخير والصلاح والتمسك بدين الله تعالى من إخوة وأخوات فضليات فماذا كانت النتيجة ؟؟
اختلطت مفاهيم هؤلاء الصحيحة حول الدين من جميع الجوانب وأهمها باب الاعتقادات الذي عبث به عمرو خالد .
بدأ بعض هؤلاء في التفريط في التمسك بأمور من الشريعة بسبب قناعات تولدت لديهم من سماعهم لعمرو خالد فالتي كانت محجبة حجابا شرعيا سليما تهاونت واكتفت بحجاب عمرو خالد والتي كانت تتجنب الاختلاط ترخصت فيه والتي كانت لا تشاهد المسرحيات بدأت تشاهدها والذي كان مطلقا للحيته حلقها أو قصرها والذي كان يتحرج من النظر للنساء والتحدث إليهن ترخص في ذلك وهلم جرا .
عزف هؤلاء عن دراسة العلم الشرعي بالطريقة الصحيحة وارتأوا أن عمرو خالد لم يدرس العلم الشرعي وها هو داعية بارز مؤثر فما الذي ضره بتركه العلم ؟؟
بدأ هؤلاء انتقاد العلماء واحتقار بعضهم وتسفيه طريقتهم وجمودهم وكيفية حديثهم ولبسهم فانقلب المحمود مذموما والمذموم محمودا عندهم ، بل إن بعضهم أصبح يصفهم بأنهم نسخ مكتبية مغلقة .
كان هؤلاء يعتقدون أن الأمر كما قال ابن سيرين : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فأصبحوا لا يرون غضاضة في أخذ الدين من مجاهر بالمعاصي عيانا بيانا جهارا نهارا وعلى الملأ ، واليوم أخذوا ممن يضاحك ويتبادل النظرات مع المذيعات الفاسقات وغدا لا مانع من أخذ الدين عن عادل إمام أو محمود ياسين وبعد غد عن نانسي عجرم وروبي والمهم أن المتحدث يجيد الجذب وكلامه معسول .
كان هؤلاء يعرفون أن العلم إنما يؤخذ بلغة العرب ولابد من الاهتمام بنشره بهذه اللغة التي جمعت الأمة وحفظها الله تعالى بحفظه للقرآن الكريم واليوم أصبحت الدعوة بلغة الممثلين والممثلات وباللهجة المصرية الدارجة التي تربط أمة الإسلام خارج مصر بالتراث الفني العفن هي لغة الدعوة وهي الجميلة وهي المؤثرة وسبحان الله قد فشلت جهود الكثيرين في تقرير اللغة العامية في مصر والانتصار لها وقبلها فشلت جهود الكثيرين في تغيير رسم المصحف للرسم الإملائي والآن نجح عمرو خالد في تغيير لغة الدعوة إلى سخافة اللهجة العامية وفقرها وضعفها وسوف يمتد تأثير ذلك على خطب الجمعات والأعياد وسوف يقول القائل إن أسلوب خطبة الجمعة أو درس العلم أسلوب ميت لا حياة فيه وينادي بأن يتبع أسلوب عمرو خالد !! وما المانع ؟؟؟؟
كان هؤلاء يعتقدون أن المسلم الحق لابد أن يوافق مظهره مخبره وأن الحكم على الشخص في الإسلام بما ظهر منه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : هلا شققت عن قلبه ؟؟ فانقلبت الموازين وأصبحوا يقولون : هذا عمرو خالد مظهره لا يختلف عن مظهر أي إنسان فاسق بل ربما كافر ولكنه داعية عظيم وعلى قدر عال من الإيمان الحق إلخ الإطراء الذي ليس له ضوابط ولا زمام .
أما الغلو الذي حصل في عمرو خالد فحدث ولا حرج حيث رفع إلى مصاف العلماء بل تجاوزها وإلى مراتب الأتقياء بل تعداها ووصل الأمر بأحدهم حيث قيل له : نخشى أن تصيبنا الزلازل والمحن التي تصيب من حولنا فقال : مادام معانا عمرو خالد ما تخفش علينا !!
لا حول ولا قوة إلا بالله ذكرني هذا القائل بقوله تعالى : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .
أعمرو خالد أصبح أمانا للأمة ؟؟
بقيت خلاصة هذا المقال وهي نداء حار من قلب مشفق ومن أخ أكبر إلى أخيه عمرو خالد فأقول :
يا عمرو !! نحن نحبك ونظن فيك الخير ولا نريد إسقاطك ولا إنكار جهدك ورغبتك في الخير بل نريد دعمك وترشيد دعوتك وتصحيح مسارها فظن بنا خيرا وأرعنا سمعك ..
ياعمرو !! لن يضيرك وأنت في خضم دعوتك أن تظهر اهتمامك بأن يكون مظهرك مثل مخبرك وأن تعطي الصورة الصحيحة للداعية فما الذي يمنعك من طلب محاور بدلا من محاوره ومذيع بدلا من مذيعة ؟؟ ما الذي يمنعك لو حصل واجتمعت مع امرأة متبرجة أو حتى محجبة أن تغض بصرك عنها عندما تتحدث إليها وألا تضاحكها وتمازحها وأن يكون حديثك معها غير مبتذل ويتسم بالجدية واستخدام الألقاب التي تحفظ لك ولها المنزلة ؟؟؟ ما الذي يمنعك أن تطلق شيئا من لحيتك لتظهر اتباعك ومحبتك لرسولك صلى الله عليه وسلم الذي أمرك بذلك وأمامك أسوة من كثير من الدعاة ممن يشبه منهجك ولهم لحى كطارق السويدان مثلا ؟؟ ما الذي يضيرك ألا تجاهر بأنك من أهل النوادي وممن يلبس التي شيرت ويلعب الكرة أو على الأقل ألا تجاهر بأنك ممن يعجب بفسقة وفجرة الممثلين ويرى المسرحيات والأفلام وما إلى ذلك ؟؟
ياعمرو !! إذا كنت ما زلت مراقب حسابات وتسترزق من ذلك فإياك والبنوك الربوية وتعاملاتها فلا يمكن أن يجتمع حرب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع دعوة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ياعمرو !! إياك أن تكون قناة من القنوات التي يمرر أعداء هذا الدين مخططاتهم لمسخه وتشويهه عبرها ، لا يغرنك كثرة الأتباع ولا بهارج الشهرة وعليك بنهج سلفنا الصالح وفهم علماء الأمة .
يا عمرو !! إياك أن تخطب ود الكافرين والفاسقين على حساب ثوابت الدين ، لا تكن هداية الضال عندك مسوغا لتحريف النصوص ولي أعناق الأحكام والتنازل عن حدود الشريعة .
ياعمرو !! لا يستهوينك أن يقال عمرو خالد فما زلت في بداية مشوار الطلب فأربع على نفسك ولا تغتر فتهلك فلا تناطح العلماء ولا تتقمص دور قائد الأمة إلى التغيير الصحيح فبينك وبين ذلك مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي . وابذل وقتا من وقتك لطلب العلم على الطريقة الصحيحة لكي تنتفع وتنفع غيرك بإذن الله تعالى .
ياعمرو !! لا يخفى عليك أن الدعوة شأنها عظيم فإما يحصل صاحبها أجرا غير محدود أو وزرا غير محدود فمن الدعاة كما ثبت في الحديث دعاة على أبواب جهنم ويتكلمون بألسنتنا وقد قال تعالى : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : من دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
فأعيذك بالله أن يكون لك نصيب من ذلك وإني لأرجو أن تكون ممن يدعو إلى الهدى فيكون له في ميزانه مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة .
وأخيرا : ياعمرو !! أنت بضاعتك في العلم مزجاة وليس ذلك بضائرك بشرط أن تستعين بذوي الخبرة وأهل العلم فلماذا لا تجعل لك طاقما غير طاقمك الذي يعد لك مادتك العلمية من ذوي الاختصاص المشهود لهم بالعلم وقد وسع الله عليك في المال فيتعاونون معك ويكونون لك كهيئة استشارية تعرض عليهم ما يدور بخلدك وما فهمته فتكون دعوتك إلى الله على بصيرة .
وأخوك ومحدثك في هذا المقال ومن باب التعاون على البر والتقوى أفتح لك بابي وقلبي وإمكاناتي المحدودة تطوعا وبلا أي مقابل وفي أي وقت فيما تشاء من استشارات علمية كانت أو غيرها ولسنا بعيدين والحمد لله فطرق التواصل الآن من أيسر مايكون ويمكنك إرسال محاضرتك عن طريق البريد الإلكتروني في لحظة واحدة للتشاور حولها . فهدفنا واحد إن شاء الله تعالى .
أسأل الله تعالى أن يغفر لي ولأخي عمرو خالد وأن يجعلنا خداما لدينه ودعاة إليه على بصيرة وهدى وسداد وقصد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وكتبه
د . محمد بن رزق بن طرهوني
المدينة المنورة في السادس والعشرين من شهر رمضان لعام 1426هـ
رجاء حار من كل أخ كريم وأخت فاضلة نشر هذا المقال في المنتديات وعلى القوائم البريدية وبالتوزيع اليدوي أسأل الله تعالى أن يكتب لهم الأجر وينفع به تناصحا وحماية لجناب الدين .